في الذكرى العشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة، تلقي أيفكس الضوء على حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم
علينا أحياناً أن نأخذ خطوة إلى الوراء عند قراءة الأخبار، والتأمل في الناس الذين يجلبونها لنا.
كان العام الماضي الأكثر فتكا من أي وقت مضى لوسائل الإعلام، مع ما لا يقل عن 70 صحفياً قتلوا بسبب عملهم. وعندما نأخذ الصحفيين المواطنين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام في الحسبان، يرتفع العدد إلى أكثر من ذلك. في اليوم العالمي لحرية الصحافة ينبغي أن ندرك جميعنا ونكرّم الدور الحاسم للصحافة الحرة في حماية حقوق الإنسان وتقديم التزام للقيام بكل ما في وسعنا لضمان بأن يقوم الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام بعملهم بأمان. إننا جميعاً مهتمين لفعل ذلك.
العديد من المجموعات حول العالم تسلّط الضوء على انتهاكات حرية الصحافة وتدعو لضمان محاسبة المسؤولين عنها. هذا العمل مليء بالمخاطر سواء على الصعيد الشخصي والمهني. بتاريخ 19 نيسان من عام 2013، تم تسجيل تهديدا بالقتل من قبل مجهولين وتركه على باب مكتب منظمة المادة 19 في مدينة المكسيك – البلد الذي يكون دائماً قريباً من أعلى قائمة الأماكن الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين، وواحد من البلدان التي عادة ما تمر فيها الجرائم بحق وسائل الإعلام دون عقاب. وكان الهدف من التهديد المحاولة لوقف عملهم الهام في فضح هذه الانتهاكات وتقديم الفاعلين للعدالة.
هذا فقط مجرد مثال واحد، من أكثر من 80 منظمة في شبكة آيفكس، تعمل في 60 بلداً، وجميعهم ملتزمون بحرية التعبير و يدركون أهمية وجود صحافة حرة وجمهور مستنير في المجتمع الصحي. إننا نستقبل من خلالهم البيانات اليومية عن التهديدات والانتهاكات لأولئك الذين يقدمون لنا الأخبار، هذا إلى جانب التقارير عن الأحداث الأخرى التي تؤثر على حرية الصحافة – سواء كانت للأفضل، أو للأسوأ.
إن الصورة النهائية العالمية مختلطة. هناك أخبار جيدة. إن ثورة الصحافة الرقمية تجعل تبادل الأخبار والمعلومات أسهل وأسرع – وهذا النوع من المعلومات يمكن أن يفضح الفساد ويسقط الطغاة. وفي بعض البلدان تم تدريجياً إدخال أو إعادة إدخال الحريات الإعلامية، مثل قرار بورما السماح بنشر الصحف اليومية. وفي بلدان أخرى تم تكريس الالتزام بحرية الصحافة في الدساتير الديمقراطية التي صيغت حديثاً. وظهرت منظمات وشبكات جديدة لمواجهة تهديدات الانترنت المحددة لحرية التعبير. كما أن الوعي العالمي لثقافة الإفلات من العقاب – وما يمكننا القيام به لوضع حد لذلك – ينتشر، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الحملات التي أطلقتها آيفكس وأعضائها، مثل اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب.
أما الأخبار السيئة أنه في الكثير من دول العالم، لا تزال حرية الصحافة حلماً. وهذا ليس جديدا، ولكن لا مناص من تكراره، حتى في بعض الديمقراطيات الراسخة، يكون هناك خطر دائم بأن تؤخد حرية الصحافة كأمراً مسلماً به. ويجب دائماً الأخذ بعين الاعتبار قضايا ملكية الإعلام وتدخلات السياسيين. وفي بعض الحالات أدت الانتهاكات التي يرتكبها قلّة إلى اقتراح مجموعة من القيود على حرية الصحافة بشكل عام. وفي بعض البلدان، تقوم العصابات المجرمة التي تتمتع بالقوة بعمل قوانين مثيرة للسخرية والتي تحمي بشكل ظاهري وسائل الإعلام. وفي كثير من أحدث الديمقراطيات، بعد الإثارة من الحكومات والإطاحة بالطغاة، وبعد صياغة الدساتير في أنبل لغة ممكنة، وبعد أن انتقلت الصحافة الدولية إلى قصص أخرى وتم وضع تلك الديمقراطيات في الاختبار – لا زلنا نشاهد حرية الصحافة بين أول الضحايا.
في الحقيقة أن حرية الإعلام ليست شيئا يمكن أن تنشأ مرة واحدة ثم تترك وحدها لرعاية نفسها. إن الصحافة الحرة تحتاج إلى الرصد المستمر والدعم لحمايتها من أعدائها.
لذلك توقفوا لحظة في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة وفكروا كم هي غالية. لأن الصحافة الحرة تحتاج إلينا بقدر ما نحن في حاجة إليها.
شبكة آيفكس تجمع أكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية ومحلية، ودعاة حقوق حرية التعبير لجميع الناس. زوروا صفحة آيفكس لليوم العالمي لحرية الصحافة على شبكة الإنترنت هنا.
نشرت هذه المقالة في الأصل في 3 مايو، 2013 في ذي جلوب اند ميل.