بين اختطاف هاشتاج Baku2015# على تويتر، ونقد جون أوليفر الساخر للألعاب، و مناشدة فرقة U2 للجمهور بالوقوف مع السجناء السياسيين في أذربيجان، تمكن غير الرياضيين في جميع أنحاء العالم من قلب الألعاب الأوروبية رأسا على عقب.
اعتقد نحن الآن بحاجة الى تغيير عالمي أكبر في مجال الرياضة. لأنه عندما يقول أصحاب المصلحة العالميين نحن لسنا بحاجة إلى خلط الرياضة والسياسة وحقوق الإنسان … فإنه هذا ليس صحيحا. – المدافع الأذربيجاني عن حقوق الإنسان أمين حسينوف للسي إن إن أمانبور.
عندما قامت حكومة الرئيس إلهام علييف “باظهار الانجاز العظيم باعتبار أذربيجان دولة قوية وعصرية أوروبية” من خلال استضافة دورة الألعاب الأوروبية الأولى، فإنه بالتأكيد لم يكن متوقعاً ردة الفعل الدولية ضد سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.
إن الدولة السوفيتية السابقة – التي أنفقت ما يقارب 10 مليار دولار أمريكي في بناء الألعاب والدفع لجميع الوفود الدولية لتكون هناك – كانت تأمل بأن تظهر وكأنها دولة حديثة ومزدهرة.
ولكن بين اختطاف هاشتاج Baku2015# على تويتر، ونقد جون أوليفر الساخر والحقيقي والمؤلم لدورة الألعاب في برنامجه “Last Week Tonight” وقيام فرقة موسيقي الروك الواعية اجتماعياً U2 بمناشدة الجمهور بالوقوف مع السجناء السياسيين في أذربيجان، تمكن الأشخاص الغير رياضيين بقلب Baku2015# رأسا على عقب. حيث نعرض فيما يلي ثمانية طرق قام بها المجتمع المدني ووسائل الإعلام والفنانون باظهار أن ما يجري في أذربيجان ليس لعبة.
1. اختطاف هاشتاج Baku2015# بنجاح
بناء على نداء من حملة الرياضة من أجل الحقوق، قام مستخدمو تويتر من جميع أنحاء العالم باستخدام الهاشتاج بقوة لتسليط الضوء على “باكو الحقيقية”. بدعم من الأمانة العامة لشبكة ايفكس، وعضو آيفكس المبادرة من أجل حرية التعبير في تركيا، وغيرها من المنظمات، شجعت حملة الرياضة من أجل الحقوق الجمهور على إرسال تغريدات تسلط الضوء على محنة الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان مثل خديجة إسماعيلوفا ورسول جعفروف.
2 . جون اوليفر يسخر من الألعاب الأوروبية في برنامجه “Last Week Tonight”
قام الكوميدي جون أوليفر باسلوبه بالسخرية من كل شيء رياضي تم عرضه في دورة الألعاب الأوروبية (والتي تشمل “الفعاليات التي تسحق القلب” مثل تزامن لعبة الترامبولين للرجال ومجموعة الايروبكس) وعرض التعويذه المثيرة “للسخرية” التي تُظهر بالنسبة له “حصان مثير وطفل برأس فجل” أكثر من غزال ورمانة.
وعلّق أوليفر أيضاً على معاملة الصحفيين في أذربيجان. وأشار بشكل خاص إلى حقيقة منع السلطات للصحفيين الذين يعملون لدى صحيفة الجارديان من دخول البلاد، وإساءة معاملة الصحفيين، والتحقيق مع الصحفية الشهيرة خديجة إسماعيلوفا.
حيث قال أوليفر: “اسمعي، أذربيجان، لا يمكنك الحصول على الاثنين معا. لا يمكنك الصراخ للعالم، “لاحظني، لاحظني !” ومن ثم تقرري بأن تكوني بوليس سرّي للصحفيين “.
3 . هروب أمين حسينوف من أذربيجان بأمان، ومقابلته مع السي إن إن
بعد أشهر من المفاوضات بين السلطات السويسرية والأذربيجانية، كان المدافع البارز عن حقوق الإنسان أمين حسينوف قادرا على ترك أذربيجان والذهاب لسويسرا مع وزير الخارجية السويسري. أمضى حسينوف الذي يشغل منصب رئيس معهد سلامة وحرية المراسلين – وهو عضو في منظمة آيفكس – الأشهر العشرة التي سبقت ذلك مختبئا في السفارة السويسرية في باكو.
بعد وقت قصير من هروبه بتاريخ 12 حزيران – وفي نفس يوم حفل الافتتاح في باكو – تم استضافة حسينوف من قبل مقدمة التلفزيون البارزة كريستيان أمانبور على شبكة سي إن إن للتحدث عن تجربته.
للأسف، لم تمنح نفس الحرية لعائلة حسينوف أو لزملائه الذين ما زالوا يقبعون في السجن. حيث أشارت المديرة التنفيذية لآيفكس آني جايم: “إذا كان الرئيس علييف جاد في إعادة تأهيل سمعة أذربيجان البالية، فعليه حماية أسرة أمين، ومواصلة إطلاق سراح سجناء الضمير، وإنهاء حملته المتمثلة بمضايقة وسجن المدافعين عن حرية التعبير التي كانت للأسف بارزة خلال العام الماضي”.
4. الرسوم البيانية القوية لمنظمة مراسلون بلا حدود تشعل النار على تويتر
بالإضافة إلى إرسال رسالة لحث الحكومات على عدم إرسال وفود رفيعة المستوى لحفل افتتاح دورة الألعاب الأوروبية، قامت منظمة مراسلون بلا حدود وهي عضو في شبكة آيفكس بإنشاء رسوم بيانية بعنوان”ألعاب باكو الأوروبية: ما وراء الكواليس، جحيماً للصحفيين المستقلين”. حيث تقارن البيانات الارقام التي اختارها المنظمون مع أرقام “المشهد الإعلامي الكبير لباكو” والتي تفضل السلطات الأذربيجانية على الأرجح اخفائها.
على سبيل المثال، في حين كانت أذربيجان سعيدة بالترويج لحقيقة أنه كان من المتوقع حضور نحو 800 صحفي أجانبي لدورة الالعاب الأوروبية، أظهرت مراسلون بلا حدود أهمية متساوية لحقيقة أن هذا البلد هو “أكبر سجن للإعلاميين في أوروبا” مع وجود 12 صحفيا خلف القضبان. وبينما دفعت أذربيجان حوالي 640,000,000 € يورو لبناء استاد باكو الاولمبي، أشارت رسومات مراسلون بلا حدود بأن صحيفة أزادليق المعارضة تم تغريمها لما مجموعه 1.4 مليون يورو على مدى السنوات العشر الماضية بسبب تقاريرها. عندما نشرت آيفكس الرسومات على تويتر بتاريخ 13 حزيران 2015، فإن التغريدة لفتت انتباه حساب ويكيليكس – الذي قام هو و 2.6 مليون من متابعيه بإعادة نشرها.
Did you know that independent journalism is a high-risk sport in Azerbaijan?http://t.co/7xfDgOEM81 @RSF_RWB #Baku2015 pic.twitter.com/utWCwgFRPj
— IFEX (@IFEX) June 13, 2015
5. فرقة U2 تسلط الضوء على محنة المدافعين عن حقوق الإنسان في الأذربيجان خلال حفلة
“ستة من أصدقائنا يقبعون هذه الليلة وراء القضبان لارتكابهم جريمة التعبير عن رأيهم. غنوا، لمنظمة العفو الدولية. غنوا. غنوا لامين، لخديجة، لرسول، لانتجام، لأنار، ولليلى”.
مع هذه الكلمات القوية للمغني الأيرلندي الرئيسي في فرقة الروك U2، عزز بونو أداءه أغنية الكبرياء (باسم الحب) في الحفلات يومي 12 و 13 حزيران 2015 في مونتريال. بناء على طلب من حملة الرياضة للحقوق، دعا بونو – الذي يعرف جيدا دعم المبادرات الخيرية – السلطات الأذربيجانية لمنع منظمة العفو الدولية من دخول البلاد قبل دورة الألعاب الأوروبية.
وأشار إلى شاشة تعرض صور السجناء السياسيين البارزين رسول جعفروف، ليلى يونس، انار محمدلي، خديجة إسماعيلوفا، انتجام علييف – وأمين حسينوف، الذين فرّ مؤخرا من أذربيجان – وقال: “رسالة للرئيس علييف. هذه الرسالة يا سيدي: إذا حدث أي شيء لأحد أصدقائنا، سنحاسبك على ذلك”.
6 . التواصل مع ليدي غاغا بسبب ظهورها في دورة الألعاب الأوروبية
إن اليدي غاغا معروفة ومحبوبة لنشاطها المتعلق بحقوق المثليين والتسلط. للأسف، لا يبدو أنه قد وصلتها الرسالة حول الوضع المزري لحقوق الإنسان في أذربيجان قبل موافقتها على الغناء في حفل افتتاح دورة الألعاب الأوروبية. بعد اختبائها لأيام بغرفة في فندق في باكو، فاجأت نجمة البوب الجماهير بأدائها مع جون لينون “تخيل” – وهو الفعل الذي قيل انه كلّف أذربيجان مليوني دولار.
تواصل مجتمع حقوق الإنسان سريعاً معها على تويتر، يبما فيهم شخصيات معروفة مثل المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث الذي غرّد حول كيف كان وجودها بالألعاب مخجلاً:
Shame on Lady Gaga: Azerbaijan paid her $2M at European Games to divert us from its repression http://t.co/NZSnjcGC10 pic.twitter.com/ErMqRHmkZB
— Kenneth Roth (@KenRoth) June 17, 2015
طالبت حملة الرياضة من اجل الحقوق – بقيادة ريبيكا فنسنت – غاغا بإدانة قمع حقوق الإنسان في أذربيجان وللتبرع بدخلها لأسر السجناء السياسيين في البلاد. حيث كتبت فنسنت ما يلي:
“بشكل متعمد أم لا، أصبحت غاغا الآن جزءا من آلة الدعاية التي تحاول استخدام الألعاب لتبييض الصورة المتفاقمة في أذربيجان. إذا كانت غاغا مهتمة حقا بالحقوق التي كثيرا ما تدافع عنها – وبالتأكيد بسمعتها – يجب أن تتحرك الآن لتصحيح هذا الخطأ العلني وتبين أنه لا يمكن شراء صمتها على حقوق الإنسان”.
7 . لعبة فيديو على الانترنت تلفت الانتباه إلى “باكو الحقيقية”
أنشأ الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان لعبة “باكو الحقيقية 2015″، وهي لعبة صغيرة على الانترنت تتيح للمستخدمين فرصة للمشاركة بصفتهم محامين وصحفيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان. في كل حالة، تقتصر النتيجة بشكل محدود للغاية على خيارات المنافسة الرياضية، وتلعب جميعها في زنزانة ضيقة، بما فيها سباق في زنزانة مساحتها 100 متر، وثب الفراش العالي، واطلاق على كرة ورقية.
قال رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان لهيجي الكريم في بيان: “قلة قليلة من الناس من خارج المنطقة هم على دراية باذربيجان، وأقل منهم يعلمون عن حالة حقوق الإنسان هناك. هذه اللعبة تستخدم سياق الألعاب الأوروبية لتقديم مقاربة جديدة لجذب انتباه الجمهور إلى هذا الواقع الكئيب”.
انقروا هنا للعب اللعبة باللغة الإنجليزية والروسية والفرنسية.
8 . منظمة المؤشر على الرقابة تكشف بشكل خلاّق حملة العلاقات العامة وراء الألعاب الأوروبية
قام عضو آيفكس منظمة المؤشر على الرقابة، باطلاق حملة بعنوان: “أذربيجان: إسكات حقوق الإنسان” والتي شارك فيها بلا شك العديد من القراء بسلسلة من المقالات الإبداعية بدءا من فحوصات دقيقة لآلة الدعاية أثناء الألعاب الأوروبية إلى القائمة الطويلة حول أمثلة عندما أعلن إلهام علييف حبه لحرية الصحافة.
إن المنظمة التي كرمت مؤخرا السجناء السياسيين في خلال جوائز المؤشر على الرقابة، قامت أيضاً بتوفير لمحات عن المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين الذين لن يكونوا في دورة الألعاب الأوروبية نتيجة لتقاريرهم النقدية أو جهودهم في الحملات السياسية.
Sport for Rights
FIDH
Index on Censorship/screen shot