ما الذي يجعل الشخص مبلغاً؟ هل تفانيهم الذي لا يتزعزع من أجل الكشف عن الحقيقة؟ الرغبة في محاربة الظلم الذي لا يطاق؟ ربما لأنهم يعتقدون ببساطة بأن الأشياء يمكن أن تكون أفضل. نقدم هنا لمحة عن 9 مبلغين وعن الظلم الذي كشفوه.
عندما تقول “مبلغ”، فإن إدوارد سنودن قد يكون أول شخص يتبادر إلى ذهنك. لكن سنودن، الذي أرسل معلومات ناسا إلى الصحفيين قبل ثلاث سنوات تقريبا، ليس وحده من تحمل المخاطر من أجل فضح الفساد وإعلام الرأي العام حول المخالفات. سنتحدث هنا عن تسعة رجال ونساء وضعوا كل شيء على الخط، حتى نستطيع معرفة ماذا يحدث في الواقع.
البرتو نيسمان
الجنسية: أرجنتيني
اطلق الصافرة على: الرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في عام 2015
الكشف: نيسمان وهو مدعي خاص، اتهم الرئيسة كريستينا كيرشنر بالتآمر لإخفاء التورط المزعوم لايران في هجوم عام 1994 على مركز للجالية اليهودية في بوينس آيرس.
العواقب: تم العثور على نيسمان ميتا في منزله قبل يوم من الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس بشأن اتهاماته ضد كيرشنر. قدمت زوجته السابقة وهي قاضية، تقرير الطب الشرعي قائلةً إنه قتل، ووراجت شائعات حول ما إذا كانت وفاته خطوة لمنعه من الادلاء بشهادته. بعد شهرين من وفاته، قامت كيرشنر من خلال صفحة كاملة من الإعلان على صحيفة باتهام نيسمان بمحاولة زعزعة استقرار البلاد بسبب تسريباته. لم تحدث أي تطورات جديدة في التحقيق حول التفجير منذ وفاة نيسمان.
عنات كام
الجنسية: اسرائيلية
أطلقت الصافرة على: الجيش الإسرائيلي في عام 2008
الكشف: أثناء خدمتها العسكرية الإلزامية، نسخت كام وثائق الجيش عام 2000 وقامت بتسريبها لصحفي يعمل في صحيفة هآرتس استخدمها في مقالات تنتقد قوات الدفاع الإسرائيلية. بعض الوثائق تشير إلى أن الجيش
الإسرائيلي تجاهل أمر من المحكمة حول الاغتيالات في الضفة الغربية، واعتقدت كام أن بعض جوانب الإجراءات التنفيذية للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية يجب أن تصبح معروفة للعامة.
العواقب: بعد نشر المقال في هآرتس، طلب اثنين من المحامين من مكتب المدعي العام التحقيق في مزاعم ضد الجيش الإسرائيلي، ولكن تم رفض الطلب من المكتب مع الرد بان عملية القتل استوقت جميع شروط قرار سابق للمحكمة. ووضعت كام تحت الاقامة الجبرية لمدة عامين وتحت أمر صارم بأن تبقى صامتة حتى محاكمتها في عام 2010. وفي العام التالي، حُكِم على كام بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف، ولكنها في نهاية المطاف بقيت في السجن لمدة 26 شهرا، وأفرجت عنها في شهر كانون الثاني عام 2014.
تشيلسي مانينغ
الجنسية: الولايات المتحدة الأمريكية
أطلقت الصافرة على: الجيش الأمريكي في عام 2010
الكشف: سربت مانينغ الآلاف من الوثائق العسكرية الأمريكية إلى ويكيليكس والتي أظهرت أدلة على جرائم حرب ارتكبت من قبل الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
العواقب: أصبح ويكيليكس اسما مألوفا بسبب نشره للتسريبات، وتم تفديم أمثلة للجمهور الأمريكي حول الأعمال المثيرة للجدل التي ارتكبها الجيش مثل مقتل اثنين من صحفيي رويترز ادعى الجنود الامريكيين بأنهم كانوا إرهابيين. لقد قضت مانينغ ما يقارب الثلاث سنوات في الاعتقال السابق للمحاكمة العسكرية، وفي بعض الأحيان في الحبس الانفرادي، وتعرضت لسوء المعاملة بشكل عام قبل محكمتها العسكرية حيث حكم عليها في نهاية المطاف بالسجن لمدة 35 عاما.
هيرفي فيلكياني
الجنسية: سويسرا
أطلق الصافرة على: بنك اتش اس بي سي في عام 2008
الكشف: كان يعمل فيلكياني في قاعدة بيانات للبنك السويسري الخاص اتش اس بي سي عندما قام بتحميل تفاصيل حسابات سويسرية سرية لـ 130,000 شخصاً. وأظهرت الوثائق بأن البنك السويسري اتش اس بي سي كان يغض الطرف عن أنشطة غير مشروعة ويساعد عملائه الأثرياء من التهرب الضريبي. وقدم المعلومات لأعضاء النيابة العامة وقامت السلطات الأوروبية في وقت لاحق بالتحقيق في التهرب من دفع الضرائب.
العواقب: في عام 2015 تم تغريم البنك بمبلغ قدره 28 مليون باوند من قبل السلطات في جنيف بعد أن تبين أن أوجه القصور التنظيمية جعلت من الممكن غسل الأموال في الفرع السويسري للبنك. لقد كانت الحكومات في جميع أنحاء العالم أيضا قادرة على جمع أموال الضرائب المفقودة نتيجة كشف فيلكياني. وهرب إلى فرنسا للتهرب من العدالة السويسرية وحكم عليه بالسجن غيابيا لمدة خمس سنوات بتهمة التجسس الصناعي وسرقة البيانات وانتهاك السرية المصرفية التجارية.
جيسلين راداك
الجنسية: الولايات المتحدة الأمريكية
أطلقت الصافرة على: وزارة العدل في عام 2002
الكشف: بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد تجاهل نصيحتها الاخلاقية حول استخدام شهادة غير مقبولة من مشتبه بصلته بالإرهاب في المحكمة، وأن وزارة العدل كذبت على المحكمة حول المشورة ومسحت أي سجل لها.
العواقب: قالت راداك بأنها تعتقد أن كشفها لرسائل البريد الإلكتروني قد أثر على اتفاق الادعاء مع المتهم بالإرهاب لينده. لقد حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما بدلا من عقوبات متعددة بالسجن مدى الحياة. من جانبها، وضعت راداك قيد التحقيق الجنائي، وأحيلت إلى لجنة الانضباط في مختلف نقابات المحامين في الدولة، وتم حضرها من السفر.
موس فوكوي
الجنسية: جنوب أفريقيا
أطلق الصافرة على: بلدية منطقة بوجانالا في عام 2009
الكشف: قام فوكوي وهو عضو في حزب المؤتمر الوطني الافريقي وعضو مجلس في بلدية راستنبيرج، بالمحاولة عدة مرات بالإبلاغ عن الفساد في بلدية منطقة بوجانالا، وأدلى بشهادته لقيادة حزب المؤتمر الوطني الافريقي على مستوى المنطقة والمحافظة والوطن، ولكن لم يتم يفعل أي شيء.
العواقب: قتل في منزله بعد أيام فقط من محاولته بإطلاق الصافرة على بلديته المحلية. على الرغم من أن زعيم آخر في حزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي رأى بأن فوكوي يشكل تهديداً لسلطته السياسية، وجد مذنبا بالتخطيط للقتل وأدين حارسه الشخصي بتهمة القتل، إلا أنه تمت تبرأة كلاهما في وقت لاحق في الاستئناف.
جيانغ ويسو
الجنسية: الصين
أطلق الصافرة على: مجموعة سانلو في عام 2006
الكشف: اكتشف جيانغ وهو مشغل محطة حليب، بأن مسحوق حليب مجموعة سانلو يحتوي على الميلامين التي يتم إضافتها إلى الحليب لزيادة محتوى البروتين. لقد أبلغ عن النتيجة التي توصل إليها إلى الحكومة المحلية في شنشي في عام 2006، ولكن لم تصبح الفضيحة معروفة الجمهور لمدة عامين بسبب سانلو، وهي شركة مملوكة للدولة، وصدر أمر للحفاظ على الهدوء قبل دورة الالعاب الاولمبية في بكين عام 2008. لقد توفي ستة أطفال على الأقل نتيجة لاستهلاك مسحوق الحليب الملوث، ومرض أكثر من 300,000 شخصاً.
العواقب: خسر جيانغ المال، وهددت الناس بقتله وزوجته طلقته. وفي عام 2012 اغتيل في ظروف غامضة. لقد حكم على رئيس سانلو بالسجن مدى الحياة وغرامة أكثر من 2 مليون باوند، بينما حكم على شخصين اخرين متورطين في إضافة الميلامين إلى الحليب بالسجن حتى الموت. وتم حل شركة سانلو في عام 2008. وساعد كشف جيانغ أيضا على تنبيه الرأي العام الأمريكي إلى مستويات الميلامين الغير آمنة في الحليب المنتج في ذلك البلد.
سيلفي ثيرين
الجنسية: كندا
أطلقت الصافرة على: خدمة الكنديين في عام 2013
الكشف: سربت ثرين معلومات للصحافة تبين أن خدمة الكنديين كانت تطلب من الموظفين ايجاد مدخرات عن طريق الحد بقوة من فوائد تأمين التوظيف التي تُدفع للكنديين.
العواقب: في أعقاب تسريباتها، اضطرت الحكومة إلى الاعتراف بأن هناك أهداف لتوفير تكاليف تأمين التوظيف، ولكن دافعت عن العملية بشكل عام، قائلة انها تتخذ تدابير للكشف عن الاحتيال في مجال التأمين. تم تعلق أجر ثيرين وفقدت وظيفتها بيبب “خرق مذكرة سلوك الموظف”.
يوليا ستيبانوفا
الجنسية: روسيا
أطلقت الصافرة على: وكالة روسية لمكافحة المنشطات في 2014
الكشف: قضت ستيبانوفا عامين في تسجيل المحادثات مع المدربين والرياضيين الروس لمناقشة الكيفية التي يستخدمون فيها العقاقير لتحسين الأداء سراً.
العواقب: لقد استخدم عملها في تقريرين للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات حول الوضع في روسيا، وأثر على قرار شهر تشرين الثاني لعام 2015 للرابطة الدولية لاتحادات ألعاب القوى لفرض حظر على جميع الرياضيين الروس من المنافسة الدولية. قبل أن تصبح اتهاماتها معروفة للعامة، انتقلت ستيبانوفا وزوجها الذي كان يعمل معها للكشف عن فضيحة المنشطات الى ألمانيا لتجنب التداعيات.
REUTERS/Marcos Brindicci
اعتقدت أنه من خلال كشف هذه [المواد] سأقوم بالتغيير.
REUTERS/U.S. Army/Handout
REUTERS/Denis Balibouse
REUTERS/Jonathan Ernst
لقد قالوا جميعهم بأنهم سينظرون في ذلك ، ولكن لم يكن هناك أي نتيجة. جيانغ ويسو، مُبلغ، في حديثه عن تقارير قدمها للسلطات المحلية حول الحليب الملوث