في عام 2016، أطلقت مؤسسة الحقوق الرقمية أول خط مساعدة في باكستان للأشخاص الذين يواجهون التحرش عبر الإنترنت. وقامت المؤسسة بالحديث مع آيفكس حول أسباب الحملة، وبعض التحديات التي تواجهها المؤسسة لتطويرها، وما هي الدروس المستفادة التي تعلموها عند القيام بحملات مماثلة في المستقبل. الشرارة لقد نمت الفكرة من عمل مؤسسة الحقوق الرقمية على “شبكتنا […]
في عام 2016، أطلقت مؤسسة الحقوق الرقمية أول خط مساعدة في باكستان للأشخاص الذين يواجهون التحرش عبر الإنترنت. وقامت المؤسسة بالحديث مع آيفكس حول أسباب الحملة، وبعض التحديات التي تواجهها المؤسسة لتطويرها، وما هي الدروس المستفادة التي تعلموها عند القيام بحملات مماثلة في المستقبل.
الشرارة
لقد نمت الفكرة من عمل مؤسسة الحقوق الرقمية على “شبكتنا الالكترونية“، وهي مبادرة لتدريب الشابات على الأمن الرقمي وتمكينهن من استعادة مساحاتهن على الانترنت. حيث اعربت العديد من النساء للمؤسسة بأنهن تعرضن لمضايقات مستمرة، لكنهن خائفات من عدم أخذ اقوالهن على محمل الجد من قبل قوات تطبيق القانون الباكستانية. وبأن النساء اللواتي تحدثن عن تجربتهن تعرضن للوم والعار.
أما من جانب قوات إنفاذ القانون، فقد أفادوا بأنهم تلقوا أكثر من 400 بلاغ حول التحرش الإلكتروني خلال عامي 2015/2016، وبأنهم يرغبون في التصدي لهذه الجرائم، ولكن كثيرا ما تكون استجابتهم بطيئة وتفتقر إلى الخبرة في التكنولوجيات والتحدث مع الضحايا .
المشروع
الآن، من الساعة 9:00 صباحاً إلى الساعة 5:00 مساءً، وعلى مدار سبعة أيام في الأسبوع، يكون خط المساعدة للتحرش الالكتروني التابع لمؤسسة الحقوق الرقمية مفتوح لاستقبال المكالمات من الأشخاص الذين يعانون من التحرش عبر الانترنت. وعلى الرغم من أن المشروع يستهدف الشابات، إلا ان 37٪ من المتصلين كانوا من الرجال – على الرغم من أن العديد منهم يتصلون نيابة عن أفراد الأسرة والأصدقاء.
التحديات الرئيسية
• کیف نقوم بتوفیر مشورة آمنة ومجھولة لا یمکن ربطھا بسھولة مع المتصلین؟ إن ثقافة التدقيق الشديد والتشهير هي السبب الرئيسي لوجود خط المساعدة، ولكنها تشكل تحديات خاصة لحماية المتصلين. حيث لا تشعر الكثير من النساء بالراحة في تبادل خبراتهن خشية أن يؤدي ذلك إلى المزيد من المضايقات.
• كيف نوصل خط المساعدة مع الذين بحاجة إليه؟ قضية نشر التوعية في المناطق البعيدة التي تكون فيها النساء أكثر ضعفاً ويحتجن إلى خدمة عاجلة.
• ما هي العلاقة مع الحكومة؟ لقد أدت الاستجابة البطيئة وغير الكافية من جانب الحكومة الباكستانية وأجهزة إنفاذ القانون إلى إنشاء خط المساعدة – فكيف ينبغي لخط المساعدة التعامل معها؟
الدروس المستفادة
• يجب أن تكون حماية خصوصية وسرية المتصلين هي الأولوية الأولى. ففي خط المساعدة للتحرش الالكتروني التابع لمؤسسة الحقوق الرقمية، لا يتم تسجيل المكالمات، ولا يتم استخدام آلة الكترونية للرد على المكالمات، ويتم التعامل مع المتصلين بدون الكشف عن هويتهم إلا إذا كانوا يفضلون خلاف ذلك. كما يوجد غرف عازلة للصوت ومخصصة للمكالمات ومنفصلة عن مكتب مؤسسة الحقوق الرقمية الرئيسي، ويسمح فقط لموظفي خط المساعدة بدخولها. وفي حین أن ھذه الاحتیاطات في بعض الأحیان صعبة، إلا انھا ضروریة لبناء الثقة والحفاظ علیھا مع المتصلين. وتحتفظ مؤسسة الحقوق الرقمية بوثيقة حول السياسة التي تحدد أهداف وشروط خط المساعدة، والإجراءات المتخذة في الحالات المختلفة، وكيفية التعامل مع المتصلين وحمايتهم.
• وضع خطط قابلة للتنفيذ للتعامل مع الكمية المحتملة للمكالمات. عندما بدأ عمل خط المساعدة للتحرش الالكتروني، كانت تتوقع المؤسسة أن الطلب يمكن أن يكون مرتفعاً، ولكنهم استقبلوا حوالي 100 مكالمة في الشهر الأول، و160 في الشهر التالي – الامر الذي فاجأهم. ولكنهم استجابوا بسرعة وأضافوا المزيد من الموظفين، كما يخططون الان في الحصول على مساحة منفصلة مع تحسين عزل الصوت. ومن شأن وضع الخطط التي يمكن تعديلها حسب متطلبات ووقت الموظفين ومواردهم قبل الإطلاق أن يتيح استجابة أفضل وبشكل سلس ومستقر للمتطلبات المتزايدة.
• دعم التحرش يتطلب ميزانية عاطفية. ففي حين أن مؤسسة الحقوق الالكترونية استوعبت الاحتياجات المادية والسياسية لخط المساعدة، إلا أن سرعان ما أصبح واضحاً أن الدعم النفسي للموظفين مهم أيضا بعد المكالمات الصعبة للغاية. حيث أن إتاحة الوقت والمساحة للدعم النفسي والعاطفي مهم للحفاظ على العمل.
• أن القنوات الإيجابية في التواصل مع الحكومة يمكنها المساعدة. لقد عمل موظفو مؤسسة الحقوق الرقمية مع وكالة التحقيقات الفيدرالية في مجال إحالة القضايا إليهم واستكمال خدماتهم من خلال توفير خدمات نفسية ومراعية للاعتبارات الجنسانية والتي تفتقر إليها وكالة المخابرات الاتحادية حاليا. ويقوم موظفو خط المساعدة أيضا بدعم المتصلين حول نوع المعلومات التي سيحتاجون إليها لتقديم ملف إلى وكالة التحقيقات.
• التواصل المباشر هو أقوى شكل من أشكال الترويج. على الرغم من ان مؤسسة الحقوق الرقمية قامت بتأمين التغطية المكتوبة والتلفزيونية لإطلاق خط المساعدة في العديد من وسائل الإعلام الباكستانية، كانت الكلمات القوية المباشرة لمستخدمي خط المساعدة فضل كبير في استمرار عمل الخط وانتشاره.
ماذا بعد
لقد أدت شعبية خط المساعدة بالفعل إلى زيادة الخدمات من خمسة إلى سبعة أيام في الأسبوع، وتعيين موظفين إضافيين.
وتشمل الخطط الممكنة للمستقبل إنشاء خطوط مساعدة جديدة قادرة على خدمة المناطق الواقعة خارج لاهور والتي يقدم خط المساعدة خدماته حالياً فيها. كما يقوم خط المساعدة بتوسيع شبكة الإحالة لتقديم خدمات أفضل على أرض الواقع من خلال شركائه وهياكلهم القائمة.
لمعرفة المزيد
لمزيد من المعلومات التفصيلية حول خط المساعدة للتحرش الالكتروني، يرجى الاطلاع على تقرير التقييم للأشهر الستة الأولى والذي أصدرته مؤسسة الحقوق الرقمية في شهر تموز 2017.
تدعو مؤسسة الحقوق الرقمية دائما للحق في الخصوصية وخصوصية البيانات – ولكن بالنسبة للنساء والمجتمعات الضعيفة، فالخصوصية لها أهمية خاصة لتجنب تعريض سلامتهم الشخصية للخطر.
على الرغم من أننا ننتقد وكالة التحقيقات الفدرالية والشرطة، إلا ان هناك مشكلة حقيقية في قدرة وكالة التحقيقات الفدرالية والتي لا يمكن معالجتها إلا على مستوى صناع السياسات. هناك افراد يريدون مساعدتنا وسماعنا على الرغم من نهجهم المتجاهل والحاد أحياناً.
لقد تلقينا مكالمات عديدة من أصدقاء وعائلات متصلين سابقين تحدثوا عن مشاكلهم الخاصة معنا. ونحن نفتخر في تقديم خدمات متعاطفة مع المتصلين، ونأمل أنهم عرفوا قيمة منهجيتنا عندما قاموا بتوصية معارفهم بالتواصل معنا.
یکمل خط المساعدة العمل الذي تقوم به مؤسسة الحقوق الرقمية. وقد أصبحت ورشات العمل التوعوية التي نقوم بها أكثر قوة لأن المشاركين الآن لديهم جهات للاتصال بها بعد انتهاء التدريب. لقد أصبحت مناصرتنا أقوى لأننا الآن نستطيع دعم مطالبنا حول التحرش من خلال شخصيات وخبرات ملموسة. نيغات داد، المديرة التنفيذية لمؤسسسة الحقوق الرقمية