أصبحت الصحفية الاستقصائية خديجة إسماعيلوفا الوجه الأكثر بروزاً للقمع الشديد لحرية الصحافة في أذربيجان. تعرض لسنوات للمضايقات وللإذلال من قبل وسائل إعلام الدولة، وحكم عليها مؤخرا بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف بسبب تهم يعتبرها كثيرون بأنها ذات دوافع سياسية.
في شهر آذار 2011، نشرت خديجة إسماعيلوفا بيان علني على الفيسبوك بعد تلقيها رسالة ابتزاز. وجاء في جزء من البيان: "لقد قلت بأنني لن أوقف أي من تحقيقاتي، وقلت بأنني لن أسكت. أنا لا أخجل من أي شيء في حياتي، وأنا لا أخجل من أي شيء قمت به، وإذا كانوا يعتقدون أنهم قاموا بفضحي – وبأن ذلك سيوقفني - فانهم على خطأ.
أصبحت الصحفية الاستقصائية خديجة إسماعيلوفا الوجه الأكثر بروزاً للقمع الشديد لحرية الصحافة في أذربيجان. تعرض لسنوات للمضايقات وللإذلال من قبل وسائل إعلام الدولة، وحكم عليها مؤخرا بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف بسبب تهم يعتبرها كثيرون بأنها ذات دوافع سياسية.
بدأت إسماعيلوفا حياتها المهنية كمترجمة في صحيفة باكو قبل أن تصبح مراسلة. وقالت للاتحاد الإعلامي العالمي للمرأة الذي منحها جائزة الشجاعة في الصحافة لعام 2012 انها كانت مقتنعة بأن تكون صحفية يومية حتى عام 2005 عندما قتل الصحفي الاستقصائي البارز إلمار حسينوف، حيث صدمتها الحادثة لتذهب إلى العمل. “كان أول شيء فكرت فيه عندما سمعت أنه قتل بانها مسؤوليتي أيضا. وبأنه خطأي كذلك، لأنه كان يفعل ذلك وحده… جميعنا كنا نعمل الصحافة السهلة بينما كان هو يقوم بكشف الحقائق…..وحده”. منذ تلك اللحظة، بدأت إسماعيلوفا عملها في التحقيقات الصحفية بدون خوف، الأمر الذي أدى إلى مضايقتها واطلاق حملات من أجل إذلالها في وسائل الإعلام وأخيراً حبسها في كانون الأول من عام 2014، حيث لا تزال مسجونة حتى الآن.
إن خوضها العنيد في الممارسات التجارية الفاسدة جذب الانتباه لإسماعيلوفا. فمن خلال عملها كمديرة مكتب راديو ازادليق في باكو، راديو أوروبا الحرة / راديو ليبرتي في أذربيجان، وعملها في مشروع تقارير الفساد والجريمة المنظمة، كشفت اسماعيلوفا الفساد الرسمي، وخاصة المحسوبية داخل أعلى مستويات القيادة في أذربيجان. وركز كشفها على زوجة الرئيس إلهام علييف وابنته، حيث كشف التحقيق بأنها استفادت من عقد لبناء قاعة كريستال حيث كان مزمع عقد مسابقة الاغنية الأوروبية لعام 2012. كما كشفت اسماعيلوفا بأن عائلة علييف تتمتع بحقوق الدخل الناتج من حقل الذهب، وبنك وشركة الطيران تم تخصيصهما حديثاً، وأكبر شركة للهاتف المحمول في أذربيجان، هذا بالإضافة إلى الغنائم الأخرى.
جذبت إسماعيلوفا الاهتمام الدولي في عام 2012، عندما أخذت القرار الشجاع للوقوف ضد نشر مقاطع فيديو شخصية ذات طابع جنسي بدلا من أن تبقى عاجزة في الصمت. فقد قامت Yeni Azerbijan الموالية للحكومة بنشر صور حميمة لها مع شريكها، والتي تظهر إسماعيلوفا بأنها غير أخلاقية. في وقت سابق، تلقت إسماعيلوفا رسالة تقول “أيتها العاهرة، تأدبي. أو سوف يتم التشهير بك”. إن مثل هذه الأساليب ليست غير عادية في أذربيجان، حيث وجد المدافعون عن حقوق الإنسان أنفسهم في مقاطع جنسية صريحة على وسائل الإعلام. على أية حال، بقي المعظم هادئ، بسبب الترهيب أو على أمل بأن الوضع سينفجر. ولكن ليس إسماعيلوفا. فقد اعترفت علنا بأن الصور لها، و تتبعت المصدر بأنه يعود لموظف في شركة هواتف قام بتركيب كاميرات في منزلها بشكل سري، ومررت هذه المعلومات إلى مكتب المدعي العام. ولكن لم يُتخذ أي إجراء، واستمر نشر الصور خلال الأشهر التالية. في شهر تشرين الثاني من عام 2012، كتبت آيفكس عن إسماعيلوفا في حملة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب.
بلغ وضع إسماعيلوفا نقطة الغليان في تشرين الأول عام 2014، عندما قدم نائب سابق قضية تشهير ضد إسماعيلوفا، حيث افترض بأنها شاركت في اختراق الجماعات المعارضة لأجهزة الاستخبارات. بعد فترة وجيزة، مُنِعَت من مغادرة البلاد. ثم ألقي القبض عليها بتاريخ 5 كانون الأول عام 2014، وأمرت بقضاء شهرين بالسجن قبل المحكمة، بتهم ملفقة بالتحريض على انتحار موظف سابق. أثناء وجودها في السجن، داهمت الشرطة مكاتب أزادليق، واستجوبت الموظفين، وصادرت المعدات والوثائق، ثم أغلقت المكان. في شهر كانون الثاني من عام 2015، تم تغيير التهم الموجهة لإسماعيلوفا إلى الاحتيال والاختلاس والتهرب من دفع الضرائب وإساءة استعمال السلطة ، والتي يمكن أن تحاكم عليها بالسجن لمدة تصل إلى 12 عاما. وتم فتح محاكمتها بتاريخ 7 آب 2015.
بتاريخ 31 آب 2015، قرأت إسماعيلوفا بيان ختامي وقوي في المحكمة، والتي أكدت فيه قائلة: “نعم، قد أكون في السجن، ولكن سيستمر العمل”.
بتاريخ 1 أيلول 2015، حكم على إسماعيلوفا بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف في السجن بعد أدانتها من قبل محكمة باكو بجرائم جسيمة بتهمة الاختلاس، وتنظيم المشاريع الغير قانونية، والتهرب من الضرائب، وإساءة استخدام السلطة. لقد قام ائتلاف حقوق الرياضة والعديد من أعضاء آيفكس بإدانة الحكم علنياً.
وبتاريخ 3 أيار 2016، حصلت إسماعيلوفا على جائزة اليونسكو / غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2016 اخلال احتفال اليوم العالمي لحرية الصحافة في فنلندا. تكرَم الجائزة أولئك الذين قدموا “مساهمة بارزة في الدفاع و/أو تعزيز حرية الصحافة في أي مكان في العالم، وخصوصاً عندما يتم تحقيقه في مواجهة الخطر.” من بين الحائزين السابقين على الجائزة مازن درويش، أحمد سيك وريوت اليمو. ولم تتمكن من الحضور لاستلام الجائزة بسبب القيود المفروضة على السفر، وجاءت والدتها بدلاً منها وقرأت بيان ابنتها المتحدي الذي دعت فيه الجميع إلى “الوقوف من أجل الحقيقة، والجرأة على طرح الأسئلة والنقد”.
وبعد ثلاثة أسابيع بتاريخ 25 أيار 2016، أمرت المحكمة العليا في باكو بالإفراج المشروط عن إسماعيلوفا وتعديل سجنها إلى ثلاث أعوام ونصف مع وقف التنفيذ، وفقا لرويترز.
قبل خبر إطلاق سراحها، نظم تحالف الرياضة من أجل حقوق الانسان فعالية عالمية للاحتفال بعيد ميلادها ال40 بتاريخ 27 أيار عام 2016، في 40 مدينة حول العالم. تم تنظيم التجمعات من أجل الاحتفال باطلاق سراح إسماعيلوفا، وللمطالبة بتبرأتها بشكل كامل والإفراج عن عشرات السجناء السياسيين في أذربيجان.
في تشرين الثاني 2016، أدرجت إسماعيلوفا ضمن قائمة البي بي سي التي تضم 100 امرأة والتي تحتفل بإنجازات المرأة في جميع أنحاء العالم.
بتاريخ 7 آب 2019، أيدت المحكمة العليا الأذربيجانية إدانة إسماعيلوفا عام 2015 بتهمة التهرب الضريبي.
في شهر شباط من عام 2020، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان مرة أخرى لصالح الصحفية، حيث حكمت بأن أذربيجان احتجزتها بشكل تعسفي، وأنها انتهكت حقها في افتراض البراءة، عندما تم القبض عليها بتهم ملفقة في شهر كانون الأول من عام 2014 (واحتجزت خلف القضبان حتى أيار 2016). وأمرت المحكمة أذربيجان بدفع 20 ألف يورو كتعويض لاسماعيلوفا.
الرسم من فلوريان نيكول