دافعت الصحفية جاو يو عن الديمقراطية في الصين لأكثر من ثلاثة عقود. ادانتها محكمة بكين بتهمة "تسريب أسرار الدولة" في عام 2015. وحُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات، ولكن أُطلق سراحها بموجب الإفراج المشروط بسبب تدهور صحتها. وكان يُفترض انتهاء مدة إقامتها الجبرية في عام 2019، لكنها لا تزال تحت المراقبة الصارمة.
قالت الصحفية والمحامية جاو يو خلال خطاب قبولها لجائزة الشجاعة في الصحافة لعام 2005: بين الحرية والديكتاتورية وبين الصدق والكذب لا توجد أرضية مشتركة ... وأود أن أذكر بقول شي ليانجكاي، وهو مراسل صيني ورائد في الإعلام المستقل، "لديك بندقية. انا لدي قلم'. لقد منحني التاريخ اختيار القلم.
دافعت الصحفية جاو يو عن الديمقراطية في الصين لأكثر من ثلاثة عقود. ادانتها محكمة بكين مؤخرا بتهمة “تسريب أسرار الدولة”. ومن المتوقع ان تقضي ما تبقى من عقوبتها تحت الإقامة الجبرية، وهو خبر سار بناءً على حالتها الصحية المتدهورة. مع ذلك، لا تزال المنظمات الدولية تدين الحكم بحقها، وتدعو السلطات الصينية لمنحها الرعاية الطبية الكافية.
في نيسان عام 2014، ألقي القبض على جاو يو، واتهمت “بتسريب أسرار الدولة بصورة غير مشروعة للأجانب” وذلك لأنها مررت وثيقة سرية إلى موقع أجنبي. ويشار الى الوثيقة باسم “وثيقة رقم 9″، وهي ورقة استراتيجية للحزب الشيوعي تحذر من “سبعة مخاطر” بما في ذلك “القيم العالمية، والمجتمع المدني والنمط الغربي لحرية الصحافة”. في عام 2013 جاو يو كتبت تعليقا على الوثيقة لكنها تقول انها لم تسربها إلى وسائل الإعلام الغربية.
منذ فترة طويلة في عام 1966، أظهرت جاو يو اول مرة استعدادها للمخاطرة بحريتها عندما ساعدت أحد المعارضين المعروفين وهو دينغ زيلين على الهرب من الاعتقال. وبدأت بالعمل كصحفية في عام 1979، لصالح وكالة خدمة أخبار الصين. وفي عام 1988 انضمت إلى مجلة الاقتصاد الأسبوعي التقدمي كنائبة لرئيس التحرير. والتي يديرها مجموعة من المثقفين المنشقين، لكن تم إغلاق المجلة الاسبوعية عام 1989 بعد احتجاجات ميدان تيانانمين. وبحلول ذلك الوقت، كانت جاو يو قد صبحت معروفه و لها احترامها لتحليلاتها السياسية النقدية واصبحت علم داخل الحزب الشيوعي الصيني. وحصلت على لقب “عدوة الشعب” بسبب مقالاتها التي وصفت من قبل رئيس بلدية بكين بأنها “برنامج سياسي” من أجل “الاضطراب والتمرد”.
في ايار عام 1989، كانت جاو يو الشخصية الرئيسية في احتجاجات ميدان تيانانمين، ومع اسوداد الجو، كانت تلتقي مع الطلاب لتشجيعهم على مغادرة الميدان قبل ان يقوم الجنود باخلائه. لكنها لم تنجح في ذلك، فذهبت تساعد في صياغة اقتراح يقضي بانهاء احتجاج الطلاب في حال لم يدخل الجيش بكين. وكانت من بين أول من تم القبض عليهم قبل فض الاحتجاج. بقيت جاو يو في مكان مجهول لمدة ثلاثة أشهر حيث ظنت أسرتها أنها ماتت. اذ احتجزت من دون تهمة رسمية حتى إطلاق سراحها بعد 15 شهراً.
بعد ذلك، وفي عام 1993، ألقي القبض على جاو يو مرة أخرى، لكن هذه المرة لمدة ست سنوات بسبب تسريبها “أسرار دولة” للصحف في هونغ كونغ. وقد جاء اعتقالها قبل أيام فقط من الموعد المقرر لمغادرتها للولايات المتحدة الأمريكية لتولي منحة في جامعة كولومبيا. تم أطلاق سراحها لأسباب صحية في عام 1999 قبل بضعة أشهر من الموعد المقرر لانهاء عقوبتها. وبعد إطلاق سراحها واصلت العمل لحسابها الخاص لمجموعة متنوعة من المؤسسات الصحفية في الصين وهونج كونج وكذلك لدويتشه فيله.
لقد تنبه الأصدقاء لاعتقال جاو يو الأخير بسبب عدم حضورها كما هو متوقع لفعالية بمناسبة الذكرى ال25 لاحتجاجات ميدان تيانانمين بتاريخ 26 نيسان 2014. لم يكن معروفا أي شيء عن مكان وجودها حتى تاريخ 8 أيار عندما بث التلفزيون الرسمي ‘اعتراف’ كان فيه وجهه جاو يو غير واضح، تقر فيه بأنها “تهدد المصالح الوطنية” وبأنها “نادمة بشدة”. وتراجعت في وقت لاحق عن هذا الاعتراف، قائلة أنه تم تحت الإكراه عندما وجهت تهديدات باعتقال ابنها. وفي شهر تموز من عام 2015، تحدثت لجنة حماية الصحفيين مع محامي جاو يو الذي قال ان حالتها الصحية كانت سيئة، وبأنها قالت له عندما التقى بها في السجن بانها تخشى الموت قبل الإفراج عنها. كما تحدث المحامي عن ضغوط تمارس على أسرتها، وأنه تم تحذير ابنها من التحدث في الأماكن العامة عن والدته.
بعد جلسة مغلقة عقدت في 24 تشرين الثاني، قضت المحكمة العليا في بكين بتاريخ 26 تشرين الثاني للحد من عقوبتها إلى خمس سنوات. ومع ذلك فإنها لم تنقض إدانة جاو يو “بتسريب أسرار الدولة إلى الخارج”. بينما تم الترحيب بأنها ستقضي ما تبقى من عقوبتها تحت الإقامة الجبرية، إلا أن منظمة بن وغيرها من المنظمات الدولية تواصل استنكار إدانتها والحكم عليها، وتدعو إلى إطلاق سراحها فوراً ودون شروط.
على مر السنين، حصلت جاو يو على العديد من الجوائز، بما فيها جائزة الشجاعة في الصحافة لمؤسسة المرأة الإعلامية عام 1995، وجائزة القلم الذهبي للحرية للاتحاد العالمي لناشري الصحف والأنباء في عام 1995، وفي عام 2000 تم تكريمها باعتبارها بطلة حرية الصحافة من قبل المعهد الدولي للصحافة.
في عام 1997 كان جاو اول الحاصلين على جائزة اليونسكو / غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة، الأمر الذي أدى إلى قيام الصين بالتهديد بالانسحاب من المنظمة. واليوم، فإن الحكومة الصينية ليست أكثر انفتاحا للتدقيق مما كانت عليه آنذاك.
بتاريخ 26 تشرين الثاني 2015، تم إطلاق سراحها من السجن بإفراج طبي مشروط، وقضت بقية عقوبتها قيد الإقامة الجبرية.
في آذار 2016، داهم منزلها 20 ضابط شرطة على الأقل يرتدون ملابس مدنية، بسبب بناء حديقة يُزعم أنها تنتهك القوانين. ولكن يعتقد أن هذا كان انتقاماً بعد أن تمت الاشادة بعملها كصحافية من قبل الرئيس الألماني آنذاك يواكيم جاوك. وانهارت بعد أن ضربت الشرطة ابنها واحتجزته. وبحسب ما ورد لم تتمكن من الحصول على معاش من الدولة أو التأمين الصحي، وطالبت مجموعات بالسماح لها بطلب الرعاية الطبية في الخارج.
ظلت أنشطة جاو، وخاصة منشوراتها على الإنترنت، تحت مراقبة صارمة. وزارها ضباط الأمن في عام 2017 بعد أن أعربت عن قلقها بشأن ليو شياوبو الحائزة على جائزة نوبل للسلام على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان من المفترض أن تنتهي فترة سجنها البالغة خمس سنوات في عام 2019، لكن المعتقلة السابقة تخشى استمرار مراقبتها من قبل سلطات الدولة ولا تزال محرومة من حرياتها الكاملة.
الرسم من فلوريان نيكول