زولكفلي نور حقي، المعروف باسم رسام الكاريكاتير زونار، يستخدم الكوميديا كسلاح لمحاربة الفساد وإساءة استخدام السلطة من قبل الحكومة الماليزية. وقد حقق ذلك له شعبية ضخمة، ولكنه أدى أيضاً إلى حظر سبعة من كتبه، واعتقاله، ومحاكمته، وتهديده بالسجن لمدة 43 عاماً. في شهر كانون الثاني من عام 2017، سيتم تقديمه للمحاكمة بتسعِ تُهمٍ من التحريض على الفتنة. ويمكن أن يزيد عدد التهم إلى 10، إذا أدى التحقيق الذي بدأ في أواخر شهر تشرين الثاني 2016 إلى مزيد من الملاحقة القضائية.
قال زونار في خطاب قبوله بحفل توزيع جوائز لجنة حماية الصحفيين الدولية لحرية الصحافة في تشرين الثاني عام 2015: "أريد أن أعطي رسالة واضحة إلى المعتدين – بأنه يمكنهم حظر رسوماتي، يمكنهم حظر كتبي، لكنهم لا يستطيعون أن يحظروا ذهني. وسأبقي ارسم حتى آخر قطرة من حبري".
بدأ زونار في عمر صغير بعرض موهبته في الرسوم الكاريكاتورية، حيث نُشِر أول رسم كاريكاتوري له في سن 11 عاماً في مجلة للأطفال. في الثمانينيات، كان يساهم في مجلة مضحكة شعبية، جيلا-جيلا، مع أشخاص آخرين. ولم يكن سياسياً في بداية عمله بشكل علني، ولكن في عام 1998، انخرط في حركة المعارضة الإصلاحية الاحتجاجية وأمضى بعض الوقت في السجن. بعد إطلاق سراحه، قرر زونار بأن تركيزه سيكون على الرسوم الكاريكاتورية السياسية. سخريته الحادة والمائلة إلى الهجاء أكسبته أتباع مخلصين، وأصبح مساهم منتظم في الصحف المستقلة ولا سيما في الموقع الإخباري على الإنترنت ماليزياكيني.
وجد زونار نفسه في مواجهة مع السلطة. وفي عام 2009 أطلق منشور جيدونج كارتون “مخزن الكرتون” الذي كان يصدره كل شهرين، وتم الحجز على العدد الافتتاحي للمنشور ظاهرياً لأنه لم يحصل على تصريح بالنشر، وهو ادعاء لم يوافق عليه زونار. وشمل المنشور على رسومات حول القضايا الحساسة بما في ذلك الوفاة المشتبه بها لمساعد سياسي يعمل على مكافحة الفساد.
وفي شهر أيلول من عام 2010، اعتقل زونار لمدة يومين، وتم التحقيق معه بموجب قانون إثارة الفتنة حول مجموعة أخرى من رسوماته التي نشرت في كتاب “فوبيا الكارتون”. وحُظِر هذا الكتاب تحت إطار التخريب الإجرامي. وتم توجيه تهمة أخرى بالفتنة بحق زونار في شهر تشرين الثاني من عام 2014 بسبب منشور Komplot Penjarakan Anwar (التآمر لسجن أنور). الذي يروي فيه بأن الشرطة طالبته بتقديم تفاصيل عن نظام الدفع عبر الإنترنت الخاص به الذي يعطيهم الصلاحية بمعرفه أسماء أولئك الذين اشتروا هذا الكتاب. وتم التحقيق أيضا مع اثنين من مساعديه، وتم التحقيق مع مدير موقعه الالكتروني، كما تعرض موزعو الكتاب للتهديد. قبل شهر واحد فقط ، تم قبول طعونات زونار لمصادرة كتبه في عام 2009 و 2010. وقالت المحكمة ان الحكومة تصرفت “بشكل غير معقول” وبأن “السخرية من السياسيين لا تهدد النظام العام”.
ثم بتاريخ 26 تشرين الثاني عام 2016، اعتقل زونار مرة أخرى، وهذه المرة في مهرجان جورج تاون الأدبي السنوي في بينانغ. وأطلق سراحه في اليوم التالي على ذمة التحقيق في اتهامات بالتحريض على الفتنة، بشرط أن يأتي إلى مركز الشرطة يوميا حتى تاريخ 27 كانون الاول. أسباب اعتقاله تستند إلى 20 رسمة كاريكاتيرية تتحدث غالبيتها عن الفساد في الحكومة الماليزية. قبل يوم واحد فقط من اعتقاله في تشرين الثاني، اضطر زونار لإلغاء معرضاً لرسوماته عندما دخل حوالي 30 رجلاً إلى مكان المعرض، وتهجموا على الفنان لفظيا وجسديا، وقاموا بتخريب عمله. تدخل أفراد من الجمهور لوقف الهجوم، وتم استدعاء شرطة مكافحة الشغب للحفاظ على النظام.بعد ثلاثة أسابيع فقط، ألقي القبض عليه مرة أخرى في فعالية لجمع التبرعات كان ينظمها لاسترداد الأموال التي فقدها من الاحتجازات السابقة لكتبه. وقد أطلق سراحه على ان يواجه اتهامات “بالضرر بالديمقراطية البرلمانية” ولكن ليس قبل احتجاز ألف نسخة من كتبه. وفي شهر آب 2017، قام برفع دعوى قضائية ضد مضطهديه وطالب بإعادة كتبه وقمصانه.
مهدت هزيمة حكومة نجيب رزاق في الانتخابات العامة التاريخية بشهر أيار 2018 الطريق لصعود تحالف باكاتان هارابان الذي تعهد بتنفيذ إصلاحات ديمقراطية، بما في ذلك مراجعة وإلغاء العديد من القوانين الصارمة. وتم رفع حظر السفر عن زونار في ذلك الشهر. بتاريخ 30 تموز 2018، تم اسقاط تهم الفتنة التسعة الموجهة إلى زونار، وأعلنت السلطات أنها لم تعد مهتمة بمتابعة الإجراءات الجنائية ضد رسام الكاريكاتير.
ترجمة التغريدة: اخر الاخبار من المحكمة: تم إسقاط جميع تهم الفتنة (9 تهم) ضد زونار
أقام زونار معرضًا بعنوان “فن الحرية” ونشر مذكرات بعنوان “المحاربة من خلال الرسوم الكاريكاتورية”، حيث روى فيها المضايقات التي تعرض لها بسبب نشر رسوم كاريكاتورية سياسية، ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي. والأهم من ذلك أنه استمر في التعليق على السياسة من خلال رسوماته. لقد ظل ناقدًا رغم تغيير الحكومة، ويواصل التأكيد على دور الفنانين في المجتمع.
“كرسام كاريكاتير، لن أتوقف عن أداء واجباتي ، لأكون مراقبًا للحكومة الحالية. سأواصل الكفاح من خلال الرسوم الكاريكاتورية في بلدي “.
بعد إعلان ماليزيا حالة الطوارئ في شهر كانون الثاني 2021، والتي مكنت السلطات من اعتقال المواطنين ومستخدمي الإنترنت الذين “يتدخلون” في عمل الحكومة أثناء الوباء، حذرت مجموعات المجتمع المدني من أن ذلك قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان.
في مقابلة مع شبكة حقوق رسامي الكاريكاتير الدولية في عام 2020، سلط زونار الضوء على ما يجب أن يفعله الفنانون عند مواجهة القمع.
“أفضل نهج يجب أن يتبعه رسامو الكاريكاتير عند التعامل مع الأنظمة القمعية هو الضرب بقوة على أهدافهم، وأن يكون قلمنا موجهًا نحو الأقوى. يجب أن يكون للرسوم الكاريكاتورية الجيدة ما يلي: الغاية الصحيحة، وهدف قوي يضرب بلكمة”.
وكرر كلامه حول واجبات الفنانين في مقابلة مع آيفكس بشهر شباط 2021. وشدد على وجوب قيام الفنانين بدور “محاربين في الصفوف الأمامية يستخدمون الفن كاحتجاج ولتضخيم صوت الناس”.
الرسم من فلوريان نيكول