لطالما كان نهج آني جيم، المديرة التنفيذية المستقيلة لآيفكس، يرتكز على النسوية، والحراك، والعدالة الاجتماعية - بالإضافة إلى إيمانها العميق بأن بدء أي اجتماع بموسيقى حيوية راقصة يجعله أفضل، وبأن ضياء الإبداع يخترق غمامة الضوضاء، وبأن الفطنة تضمن الفوز.
"نحن نعلم أن الدعم المتبادل، وتضخيم رسائل بعضنا البعض والدفاع بدون كلل عن المجتمعات الأكثر تهميشاً والأكثر استهدافاً هو في صميم العمل الذي نقوم به في الدفاع عن حرية التعبير – وهو العمل الذي يجب أن نواصل القيام به. إنه عمل يتطلب المقاومة والقدرة على الصمود."
لطالما قدمت آني جيم، بصفتها رئيسة شبكة عالمية متنوعة، تصورًا واضحًا جدًا فيما يتعلق بكيفية رؤيتها لدورها. وقد شغلت منصب المديرة التنفيذية لآيفكس لأكثر من ١٦ عامًا، لكنها لم تسعَ يومًا لأن تكون وجه أو صوت المنظمة. إن أردتم إيجادها في صورة لأي تجمع أو عرض تقديمي لآيفكس، فسيتعين عليكم البحث في الخلفية أو في طرف الصورة: إذ أنها دائمًا تتأكد من أن أعضاء آيفكس وموظفيها يقفون في المقدمة وفي المنتصف. اطلبوا منها التحدث عن موضوع يتعلق بحرية التعبير، وستقترح بدلًا عن نفسها عضوًا يعمل في طليعة القضية.
في اجتماع مجلس إدارة آيفكس في نوفمبر/تشرين الثاني للعام ٢٠٢٢، أشار المجلس إلى أنه: “لا يوجد أدنى تفاخر لدى آني. فهي مدفوعة بشغفها تجاه حرية التعبير وحقوق الإنسان، وإحساس قوي بالعدالة والإنصاف، وشرارة إبداع ورعاية حقيقية لمن يقومون بالعمل معها”.
الأمر بسيط: آني شغوفة بخلق المساحة للأشخاص الأكثر تضررًا والأكثر تعرضًا للقمع والتهميش للتحدث عن أنفسهم؛ فهم الخبراء. لقد عملت بلا كلل لتعزيز ثقافة الاحترام والتعلم والتعاون التي غذت آيفكس كقوة فعالة في مشهد حرية التعبير. إنه نهج يتبناه الكثيرون، لكن القليل منهم يتبناه باستمرار كما فعلت آني.
شحذت آني خبراتها القيادية على مدى عقود من العمل في قطاع المنظمات غير الحكومية كما في منظمة شباب كندا العالمي (Canada World Youth) ومنظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children) ومنظمة طفل الحرب (War Child) وغيرها. يرتكز نهجها القيادي على النسوية والحراك والعدالة الاجتماعية – بالإضافة إلى إيمانها العميق بأن بدء أي اجتماع بموسيقى حيوية راقصة يجعله أفضل، وبأن نور الإبداع ينتصر على غشاوة الضوضاء، وبأن الفطنة تضمن الفوز. تجسد العبارة التالية من إحدى حملات آيفكس على تويتر روح الدعابة لدى آني وحبها للتلاعب بالألفاظ: “المعارضة صحية. لا تترددوا في الاختلاف معنا”.
بالنظر إلى حب آني للغة، فغالبًا سيسرها ملاحظة أنه في مجال يكون الحديث فيه غالبًا عن الرقابة، يتم الإشادة بآني لقدرتها على مراقبة ما يحدث حولها بدقة. تشير راشيل كاي، شريكة آني في القيادة منذ فترة طويلة والمديرة التنفيذية القادمة لآيفكس، إلى إدراك آني المبكر بأن الحقوق الرقمية ومجموعات حرية التعبير بحاجة إلى التعلم من بعضها البعض ووضع استراتيجيات مع بعضها البعض. “أدركت آني أن الحقوق الرقمية كانت حقوق إنسان قبل أن يكون هذا هو الرأي السائد، وأدركت أن منظمات الحقوق الرقمية يمكن أن تتعلم من عمل ومناهج مجموعات حقوق الإنسان – استخدام أطر وإجراءات حقوق الإنسان الدولية، على سبيل المثال – بينما يمكن لمجموعات حرية التعبير أن تتعلم من الحملات عبر الإنترنت وأساليب منظمات الحقوق الرقمية في تعبئة المستخدمين”.
كتبت آني قبل خمس سنوات في افتتاحية بعنوان حريات هامة، عمل مهم” “إن الدعم المتبادل، وإبراز رسائل بعضنا البعض والمناصرة بدون كلل للمجتمعات الأكثر تهميشًا والأكثر استهدافًا هو في صميم العمل الذي نقوم به في الدفاع عن حرية التعبير – وهو العمل الذي يجب أن نواصل القيام به. فهو عمل يتطلب المقاومة والقدرة على الصمود…
في نفس العام – ٢٠١٧ – منحت آني جائزة Pioneer Award من مؤسسة التخوم الالكترونية (Electronic Frontier Foundation)، جنبًا إلى جنب مع مناصر التعديل الأول للدستور الأمريكي مايك ماسنيك، وكاشفة الفساد والداعية للشفافية تشيلسي مانينج. ترددت آني في البداية في قبول الجائزة، لكنها وافقت في النهاية، معتبرة أنها فرصة لتسليط الضوء على عمل آيفكس. وقد تضمنت السيرة الذاتية التي قدمتها ٢٣ كلمة فقط عن نفسها، و ١٢٧ كلمة عن الشبكة.
يرتكز نهج آني على فهم عميق لقوة الكلمات – وديناميكيات القوة. تحت قيادتها، طورت آيفكس باستمرار اللغة التي تستخدمها، سواء من حيث استخدام كلمات محددة، أو من حيث استخدام عدة لغات في آيفكس. عملت آني بجدٍ أيضًا على تغيير علاقات القوة – الأمر الذي نبع من فهم عميق للحراك. ويتمثل أحد الأمثلة الحديثة عن ذلك بدعوة المانحين للانضمام إلى أعضاء آيفكس في إحدى غرف العمليات الافتراضية، وحثهم على التعلم من طاولة أعضاء آيفكس، بدلًا من قيام الأعضاء بتقديم العروض لطاولة المانحين.
خلال فترة عملها في آيفكس، واجه دعاة حرية التعبير نموًا في القوى المناهضة للديمقراطية في جميع أنحاء العالم وتطفلها على المساحات المدنية، وتأثير عمالقة التكنولوجيا على حرية التعبير، والتأثير المستمر لوباء كوفيد -١٩. عزز التزام آني ببناء قوة شبكة آيفكس بشكل مستدام ومنصف موقف المنظمة في مواجهة التحديات القادمة لحرية التعبير، ومواصلة المساهمة في تعزيز حقوق الإنسان على الصعيد العالمي.
تغادر آني سدة القيادة في آيفكس منتقلةً من العالمي إلى المحلي. يتضمن الفصل التالي في مهنتها أخذ ما تعلمته في سياق النشاط العالمي وتطبيقه في سياقها المحلي، حيث تعمل مع نشطاء محليين في مجال المناخ والبيئة للحفاظ على المساحات الخضراء الهامة في منطقتها. ستثري رؤاها واستراتيجياتها جهود الأفراد والمنظمات التي تعمل معها – على الرغم من أنها ستستمر على الأرجح في وضع نفسها في أقصى إطار الصورة.
رسم فلوريان نيكول