تم تخفيف عقوبة الفنانة والناشطة اتينا فرغاداني التي حُكم عليها بالسجن لمدة 12 عاماً في إيران بسبب رسم كاريكاتوري إلى 18 شهراً. وأُفرج عنها بتاريخ 3 أيار 2016، وتقوم بالدعوة للعدالة منذ ذلك الحين.
من بيان الدفاع عن اتينا فرغاداني في حزيران 2015: باعتقادي أنه عند اختيار شخص ما الفن كموضوع ولكنه لم ينتقد قضايا مجتمعه، فهو خائن لنفسه وضميره ومجتمعه.
أعلن البرلمان الإيراني في عام 2014 عن خططه وضع تشريعات جديدة لتحديد النسل والتي من شأنها عكس القوانين الإيرانية الحالية الليبرالية نسبياً تجاه تنظيم الأسرة، وهي خطوة اتخذت ظاهرياً لزيادة النمو السكاني. في السنوات الأخيرة، قدمت حكومة إيران مساعدات لمنع الحمل بأسعار معقولة، فضلاً عن برامج الصحة الجنسية وتنظيم الأسرة. في عام 2020، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن المستشفيات والعيادات الحكومية لن تقوم بعد الآن بإجراء عمليات قطع القناة الدافقة أو توفير وسائل منع الحمل. حذرت جماعات حقوق الإنسان من هذه القوانين قائلة إن ذلك سيؤدي إلى انتكاسة لحقوق المرأة في إيران لعقود، وتحويل النساء إلى “آلات لصنع الأطفال”. كما يخشون أيضاً من زيادة في حالات الإجهاض غير القانونية.
كانة ردة فعل اتينا فرغاداني على الأخبار برسم تصور فيه النواب الذين صوتوا لصالح القانون بوجوه الحيوانات. في آب 2014، داهم الحرس الثوري منزل الناشطة ورسامة الكاريكاتير واقتادها إلى سجن غارشاك حيث بقيت محتجزة لمدة ستة أسابيع ثم أُطلق سراحها. بأعصاب هادئة، نشرت شريط فيديو على موقع يوتيوب في كانون الأول تعلن فيه تعرضها للضرب على أيدي حراس السجن والتحقيق معها لتسع ساعات في اليوم. الفيديو متاح هنا (بالفارسية فقط). ، تتحدث فرغاداني، خريجة الفنون الجميلة من جامعة الزهراء في طهران، عن معاناتها للحفاظ على إبداعها خلال وجودها في السجن والعزيمة التي غلبت خوفها من معرفة حراس السجن. وتحدثت كيف اكتشفوا الأمر عندما أظهرت أفلام كاميرات المراقبة جمعها للأكواب الورقية المستعملة من الحمام التي استعملتها كألواح للرسم وصنعت الألوان من البتلات والأوراق التي جمعتها من حديقة السجن، لتخلق فن كوب ورقي فريد من نوعه. ففي رواية مروعة، وصفت فرغداني كيف استولى الحراس، وجردوها من ملابسها وضربوها. بعد إطلاق سراحها، قدمت طلب للسلطات بمعاقبة الحراس. عندما لم تحصل على رد على طلبها، نقلت حالتها إلى شبكة الإنترنت.
وتم إرسال فرغاداني إلى سجن قرتشك في كانون الثاني 2015. وبعد ثلاثة أسابيع، أضربت عن الطعام احتجاجاً على الظروف هناك ودخلت المستشفى بعد تعرضها لأزمة قلبية. حكم عليها بعقوبة 12 عاماً وتسعة أشهر في السجن في محاكمة استمرت نصف ساعة فقط في يوم 1 حزيران.
اتهمت فرغاداني أيضاً “بالتجمع والتواطؤ مع أفراد معادين للثورة والمذاهب المنحرفة” لمعرضها بارانديجان خاك (طيور الأرض) في ذكرى الذين قتلوا في هذا المظاهرات التالية للانتخابات عام 2009. حضر المعرض العديد من عائلات السجناء السياسيين وأعضاء المجتمع البهائي.
وفي تطور صادم في حزيران 2015، فُرضت غرامات إضافية ضد فرغاداني ومحاميها محمد موغيمي. اتُهم كلاهما بـ “علاقة جنسية غير شرعية لا ترقى إلى مستوى الزنا” و “السلوك غير اللائق بعد مصافحة خلال زيارة السجن في ذلك الشهر. الأمر الذي اعتبرته منظمة العفو الدولية موقف ساخر للعدالة. ألقي القبض على موغيمي، ثم أطلق سراحه بكفالة قدرها 60 ألف دولار بسبب مصافحة موكلته، فيما تعرضت فرغداني لـ “اختبار حمل” و “فحص عذرية” من قبل سلطات السجن.
أطلقت حملة من المنظمات الدولية بما في ذلك شبكة حقوق رسامي الكاريكاتير في دعوة مفتوحة للفنانين من جميع أنحاء العالم لخلق صور خاصة بهم رداً على محنة فرغاداني ونشرها على تويتر تحت هاشتاج #draw4atena.
في 25 نيسان 2016، بعد عام نصف من الحبس الظالم، خفضت محكمة الاستئناف عقوبة فرغاداني من 12 سنة إلى 18 شهراً.
تم اطلاق سراحها بتاريخ 3 أيار 2016، وهي تواصل الكفاح من أجل العدالة. في بودكاست أطلقته الممثلة البريطانية الإيرانية نازانين بونيادي، وصفت فرقداني بكلماتها الخاصة تجربتها في السجن وأعلنت عن عزمها على مواصلة عملها قائلة: “لن أتوقف عما أفعله مطلقاً، رغم أنني أعتقد أنه قد يتم إعادتي إلى السجن. ولكن لا أنوي التوقف عن الاحتجاج أو صنع فن سياسي”.
الرسم من فلوريان نيكول