كرّس موسى الريماوي، وهو شخص بارز في الإعلام الفلسطيني، حياته المهنية للدفاع عن حرية الإعلام، وحقوق الإنسان، وحماية الصحفيين في فلسطين.
"مع تزايد تكرار الهجمات على الصحفيين الفلسطينيين، خطرت لي فكرة إنشاء مركز للإعلام وحرية التعبير مع الزملاء والأصدقاء. قبل ذلك لم يكن لدينا أي منظمة يمكننا الذهاب إليها لحل مشاكلنا أو تمثيل مصالحنا”.
ولد الريماوي ونشأ في فلسطين، حيث نما لديه شغف بالصحافة والمناصرة الإعلامية منذ نعومة أظافره. بعد خبرته المهنية في وسائل الإعلام المطبوعة وإعداد التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان المحلية، لعب دورًا حاسمًا في تأسيس وإدارة المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية ( مركز مدى) في عام ٢٠٠٦، ردًا على تكثيف الهجمات ضد الصحفيين الفلسطينيين.
كان الريماوي حاسما في تعزيز نمو المنظمة وتفانيها في نشر حرية التعبير، وسلامة الصحفيين، والحق في الوصول إلى المعلومات في فلسطين. اليوم، يوثق مركز مدى الانتهاكات ضد العاملين في مجال الإعلام، ويقدم الدعم القانوني والمهني للصحفيين، كما يجري البحوث والدراسات حول القضايا المتعلقة بالإعلام، بالإضافة إلى الدعوة إلى تغيير السياسات لتعزيز حرية الصحافة. في عام ٢٠١٦، بعد مرور عقد من الزمن على تأسيسه، حقق مركز مدى إنجازًا هامًا من خلال حصوله على صفة استشارية خاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSOC).
“فقط عندما نعزز حرية التعبير يمكن لمجتمعنا أن يتطور حقًا – هذه هي قناعتنا الراسخة.” – موسى الريماوي في مقابلة مع أكاديمية دويتشه فيلا
شارك الريماوي أيضًا في العديد من المبادرات الإقليمية والدولية المخصصة لتعزيز الحريات الإعلامية، بصفته مدافعًا قويًا عن إطلاق سراح الصحفيين المسجونين وخلق بيئة آمنة مواتية للإعلاميين للعمل في فلسطين. شارك في مبادرات، ومؤتمرات، وورش عمل، حيث ساهم بخبرته ورؤيته حول التحديات التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون.
شغل الريماوي منصب رئيس مجلس إدارة شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكافحة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بفضل سجله الحافل بالتعاون المكثف مع الشبكات الإقليمية المخصصة للحريات الإعلامية وسلامة المعلومات. في عام ٢٠١٦، تم انتخابه لعضوية اللجنة التنفيذية للمنتدى العالمي لتطوير الإعلام لتمثيل مدى، حيث تم اختياره لاحقًا كأحد أبطال حرية التعبير في دويتشه فيله.
توفي موسى الريماوي في ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٢، تاركًا وراءه إرثًا أصيلا من الدفاع الدؤوب عن حرية الإعلام وحقوق الإنسان. يشكل تفانيه الراسخ في حماية الصحفيين مصدرًا دائمًا للإلهام.
“كان موسى مشاركًا نشطًا في شبكة آيفكس. كان يدرك أهمية التواصل مع المجموعات الأخرى في المنطقة، فضلا عن المنظمات الدولية، وغيرها من الجهات المشاركة في تعزيز حرية التعبير والمعلومات والدفاع عنها. كان مثابرا في دعمه للشعب الفلسطيني، وأولئك الذين عملوا على تحسين حرية الإعلام في مثل هذه البيئة الصعبة. عمل بجد، وشارك بنشاط حيثما استطاع، لضمان بقاء هذه القضايا على رأس الأولويات. اتبع موسى نهجًا عمليًا مشوبًا بروح الدعابة الساخرة والحادة، مما جعله عضوًا وصديقًا مهمًا في الشبكة. — آني جايم، المديرة التنفيذية السابقة لآيفكس