توفر مبادئ آيفكس للعمل التعاوني إطارًا عمليًا لتعاون واقعي وفعال، واضعًا مهمة وقيم آيفكس في مركزه.
تنبثق المبادئ التوجيهية المقترحة من الإدراك المتزايد بالحاجة إلى تفكير أعمق في العمل الذي نقوم به معا لتحقيق التغيير التحويلي، كما يتضح من تقرير مدونة التعاون. تتمتع آيفكس بسجل حافل في تيسير التعاون، وفهم دقيق لبيئة حرية التعبير والمعلومات؛ فهي في وضع جيد وفريد يؤهلها لوضع مجموعة من المبادئ للتعاون.
تقع قيم آيفكس في صميم مبادئ التعاون:
- التواصل: ممارسة نشطة ومدروسة للانفتاح المحترم والحوار البناء، بهدف العمل الجماعي لبناء وتعزيز الثقة والتضامن والتعلم والتعاون والمجتمع.
- المساءلة: مسؤولية الشفافية والتعاطف في جميع التعاملات مع أصحاب المصلحة
- الفضول: القدرة على التكيف والمغامرة في عملنا والتفكير المتعمق في تعلمنا
- الالتزام: المثابرة للتأثير على التغيير المنهجي الدائم معًا
- التعاطف والتقدير: إفساح المجال للراحة والفرح والتقدير والاحتفال، كأُسس لاستدامة عملنا
- الانتماء: تهيئة بيئة مناهضة للتمييز لتجسيد ودمج السياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية والثقافية المتنوعة، بالإضافة إلى الهويات المتقاطعة الموجودة داخلها (بما في ذلك الهويات الجنسية والنوع الاجتماعي.)
إن مبادئ آيفكس للعمل التعاوني هي أداة عملية المنحى، تتمحور حول الفئات الأربعة الرئيسية الواردة في تقرير مدونة التعاون، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تمكين التعاون واستدامته: الأشخاص، والثقة / العملية، والموارد، والتأثير. تهدف آيفكس، من خلال تطبيق هذه المبادئ، إلى توفير السبل الممكنة للتغلب على بعض التحديات التي يمكن أن تنشأ عندما يعمل أصحاب المصلحة المتنوعون معًا، كما يمكن استخدامها كوسيلة للمساءلة المتبادلة، لا سيما عندما يكون هناك تصور بعدم احترام المبادئ، أو كمحفز للحوارات المعقدة.
تطمح آيفكس، من خلال اقتراح هذه المبادئ، إلى تعزيز ثقافة الأصالة والنزاهة والثقة داخل بيئة حرية التعبير والمعلومات. يلتزم أعضاء آيفكس بهذه المبادئ في علاقاتهم داخل الشبكة وخارجها.
الأشخاص
١. استحضار التأمل الذاتي: التعمق الداخلي
يجب أن نكتسب منظورًا لممارساتنا، وأن نتعرف على نقاط قوتنا وضعفنا، بالإضافة إلى افتراضاتنا ونقاطنا العمياء. فالسعي إلى تفكيك تحيزاتنا أمر ضروري لتقاسم السلطة وانتقالها.
يوفر التأمل الذاتي أيضا فرصة للنظر إلى داخلنا فيما يتعلق بما يفعله الآخرون، وفهم الدور والمنظور الفريدين الذي يمكننا تقديمه.
٢. العلاقات تأتي أولاً
يجب أن يكون هناك فهم واضح للوقت الذي تكون المعاملة البسيطة كافية والوقت الذي يجب فيه إقامة علاقات أعمق. يجب ألا يقوم التعاون على معاملات موحدة ومحددة زمنيا، بل يجب أن يساعد في تعزيز علاقات الثقة المتبادلة والموثوقة. تتطور العلاقات الجيدة بمرور الوقت حيث تنتقل القيمة من تفاعل إلى آخر.
الثقة/ الإجراءات
٣. تركيز الجهود حول الهدف
إن الاستمرار في التركيز الآني على سبب قيامنا بالعمل هو المفتاح لتخطي القرارات المعقدة. وجود شعور مشترك بالهدف يساعد في بناء التماسك والوضوح، حتى لو كان أصحاب المصلحة يتعاملون مع التحدي من وجهات نظر مختلفة.
قد يؤدي التركيز على الفرص قصيرة الأمد والموارد المتاحة إلى تشويه الأمور وتضييق المساحة لإجراء أنواع المحادثات التي تجري بين أصحاب المصلحة المعنيين.
٤. ضمان التمكين واحترام الجهات ذات الصلة
تلعب المنظمات التي تتفاعل بشكل مباشر مع السكان المتأثرين دو ًرا فعا ًلا في قيادة التغيير واستدامته. لذلك من المهم مركزة أصواتهم وآرائهم واحتياجاتهم، واحترامها، بالإضافة إلى إشراكهم في جميع مراحل العملية التعاونية (التصميم والتنفيذ والتقييم.)
من المهم إعطاء الأولوية للاستراتيجيات التي تمكن الجهات الفاعلة المحلية من تنفيذ رؤيتهم الخاصة، وتعزيز منظماتهم، والتكيف مع الظروف المتغيرة، من أجل الحفاظ على ثراء النظام البيئي الشامل.
٥. إنشاء مساحات لاستجواب السلطة
تعرف على ديناميكيات القوة، وتمعن في كيفية تداخل أوجه عدم المساواة الهيكلية وأنظمة القمع في سياقات وفرص التعاون المحددة. خلق مساحة للمساءلة الجماعية للسلطة، وتفكيك ومعالجة السلطة وامتيازاتها، مفتاح لتجنب تكرار الممارسات التي نكافحها.
٦. تمكين وجهات النظر المتعددة والاختلاف البناء
تنشأ الخلافات ومشاعر عدم الارتياح نتيجة الحقائق ووجهات النظر والمواقف والقوى المختلفة. فالمضي قدما معا برغم هذه الاختلافات، وإيجاد طرق لدمج وجهات النظر والتحديات المختلفة، أم ًرا أساسيًا لبناء الثقة والتأثير على المدى الطويل.
الموارد
٧. ممارسة المساءلة المتبادلة
كونوا منفتحين وشفافين بشأن مصالح الجميع وأهدافهم وأساليبهم. ناقشوا بصراحة وبشكل محدد الأهداف التي تسعون تحقيقها معًا، والموارد المطلوبة حتى يتمكن أصحاب المصلحة المختلفين من تقديم مساهمة ذات معنى.
تعاملوا مع المساءلة ليس كقائمة يجب التعليم على مربعاتها، بل كتمرين للتعلم المشترك، مع الاعتراف دائ ًما بأن اختلال توازن القوى يمكن أن يشكل عقبة أمام تبادل المعلومات، والسعي بالمساءلة.
٨. السماح بالمرونة والتغيير
اعتزوا بالثقافة التي تدرك بأن التعاون ناد ًرا ما يكون أم ًرا مباش ًرا، وضعوا في حسبانكم النتائج والإخفاقات غير المتوقعة. عندما يحدث ارتباك أو أزمة أو فشل أو إحباط أو انتكاسات أو خيبة الأمل، فمن المهم التوقف والتأمل وتجربة شيء جديد.
تأكدوا من وجود موارد كافية لتطوير العلاقات، والتحلي بالمرونة، واستكشاف مسارات جديدة لتلبية الاحتياجات الناشئة.
التأثير
٩. تعزيز ثقافة الابتكار والتجريب
ضعوا الأولوية دائ ًما لأهمية الابتكار والتجريب لدفع عجلة التغيير الاجتماعي، وتصرفوا بانفتاح وفضول بدلاً من الركون لليقين. استمعوا إلى ما يحفز التفكير، وقوموا بالتجريب، وشاركوا في المبادرات التي تنطوي على طرق غير معتادة أو مألوفة للقيام بالأشياء.
ضعوا في اعتباركم مخاطر الجداول الزمنية أو التوقعات غير الواقعية للقيام بالتأثير.
١٠. اعتماد عقلية النظام البيئي
خذوا وقتًا للتعرف كيف يمكن لتعاونكم أن يثري ويعزز النظام البيئي الحالي. فهم أوجه التكامل مع الجهات الفاعلة الأخرى سيساعدكم على تجنب الازدواجية والتجزئة والمنافسة بين الحلفاء.
تذكروا الاعتراف بعمل الآخرين والبناء عليه؛ اتركوا أث ًرا، واربطوا النقاط، وشاركوا ما تعلمتوه لتستمدوا الإلهام. تذكروا الاحتفال بالانتصارات الصغيرة، فالتقدم لا يتطلب العزيمة فحسب، بل المثابرة أيضًا.
مبادئ العمل التعاوني في آيفكس ٢٠٢٤ متاحة تحت رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف – غير تجاري – الترخيص بالمثل 4.0 دولي.