اليمن

تتفاقم حالة انعدام الأمن في أوساط الصحفيين الذين يقومون بتغطية الحرب في اليمن، حيث قُتل إعلاميان اثنان في غضون أسبوع واحد فقط جراء الغارات التي تشنها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، بينما اختُطف مراسل الجزيرة مع بقية أفراد الطاقم المرافق له.

منعت سلطات الحوثيين مدافعة مرموقة عن حقوق النساء الدكتورة شفيقة الوحش مرتين في الشهر الماضي من السفر لحضور اجتماعات تمهد لمحادثات السلام، لحل النزاع اليمني المسلح.

بعث الاتحاد الدولي للصحفييس رسالة إلى زعيم حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يحذره بتحميله المسئولية شخصيا عن سلامة الصجفيين اليمنيين بعد بث رسالته المتلفزة التي وصف فيها الصحفيين بأنهم “خونة” وقال أنه “يجب أن يكون هناك عمل في مواجهتهم.”

إن على سلطات الحوثيين في اليمن أن تسارع فورا إلى تقديم معلومات عن عضو بارز في حزب معارض اعتُقل في 4 أبريل/نيسان 2015. إلى الآن لم يرد الحوثيون، المعروفون أيضا باسم “أنصار الله”، على استعلامات من عائلة محمد قحطان (57 سنة) أحد زعماء حزب الإصلاح، عن مكانه أو أسباب احتجازه. ينبغي الإفراج عن قحطان ما لم يوجه إليه اتهام بجريمة معترف بها.

بحسب الأرقام المتوافرة لدى منظمة مراسلون بلا حدود، فإن المتمردين الحوثيين في اليمن يحتجزون كرهائن 11 صحفياً على الأقل. وهؤلاء المتمردين مسؤولون عن معظم التهديدات وأعمال العنف بحق الصحفيين في الحرب الأهلية الشاملة التي سقط فيها خلال الأشهر الأربعة الماضية أكثر من 4000 شخص.

كان الحوثيون، المعروفون أيضًا بـ “أنصار الله”، قد اختطفوا الجنيد بالقوة من منزله في مدينة تعز في 5 أغسطس/آب 2015، ولم يردّوا على استفسارات عائلته حول مكان وجوده أو أسباب احتجازه.

منذ الخريف الماضي، بدأ اليمن نزول انحداره نحو الحرب الأهلية. وارتفعت معها الضريبة التي تدفعها المؤسسات الاعلامية الخاصة والمملوكة للدولية نتيجة لهذا الصراع.

وبهذه الخسارة، يصل عدد الصحفيين والاعلاميين الذين قتلوا في اليمن منذ بداية هذا العام، بحسب احصائيات الاتحاد الدولي للصحفيين، الى ستة.

بعد أن أطلق التحالف الذي تقوده السعودية للحملة العسكرية ضد مجموعة الحوثيين، أعلن متحدث عسكري للتحالف يوم الأحد الماضي بأن المؤسسات الاعلامية المرتبطة بالحوثيين أو الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح هي أهداف مشروعة للتحالف.

آلف اليمنيون الخيواني حتى آخر لحظة من حياته، لدى اغتياله من مسلحين مجهولين يوم امس الاربعاء بشارع الرقاص بالعاصمة اليمنية صنعاء.

لا يزال المتمردون الحوثيون الشيعة في اليمن يضطهدون الصحفيين ووسائل الإعلام بعد ثمانية أشهر من سيطرتهم على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد. وتشمل أساليبهم التهديد بالقتل والاختطاف والنهب.

فرضت جماعة أنصار الله، وهي جماعة مُسلحة تتمركز شمالي البلاد، سيطرتها التامة على العاصمة صنعاء منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وتسبب هذا في اندلاع الاحتجاجات منذ يوم 25 يناير/كانون الثاني، وحتى يوم 11 فبراير/شباط؛ الذي يواكب الذكرى السنوية لانتفاضة 2011.

رصدت مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الاعلامي وقوع 25 حالة اعتداء ضد صحفيين وإعلاميين خلال يومي 25 و26 يناير 2015 فقط في العاصمة صنعاء من اجمالي 49 حالة انتهاك رصدتها المؤسسة منذ بداية يناير الجاري، ارتكبت أغلبها من قبل المسلحين الحوثيين.

تعرض مراسل قناة المسيرة الفضائية الخاصة في محافظة ذمار خالد الوشلي للقتل أثناء تغطيته لتفكيك عبوة ناسفة زرعها عناصر القاعدة بالقرب من مدرسة في مدينة ذمار.

لقي لوك سومرز، المصور الصحفي الأمريكي من أصل بريطاني، مصرعه يوم الجمعة 5 ديسمبركانون الأول خلال عملية إنقاذ مشتركة بين القوات الأمريكية ونظيرتها اليمنية، حيث كان الرهينة في قبضة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ارتكبت جميع هذه الانتهاكات من قبل المسلحين الحوثيين الذين سقطت العاصمة صنعاء في أيديهم في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي، ما عدا حالات محدودة جدا ارتكبت من قبل جهات أخرى.