(آيفكس/ هيومن رايتس ووتش) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم أن على السلطات اليمنية التحقيق فوراً في ما يبدو أنه أعمال قتل بحق اثنين من المتظاهرين على يد جنود أثناء مسيرة احتجاجية سلمية يوم 4 مارس/آذار على مقربة من مدينة حرف سفيان. بحسب ثلاثة متظاهرين قابلتهم هيومن رايتس ووتش، أطلق الجنود النار من قاعدة عسكرية […]
(آيفكس/ هيومن رايتس ووتش) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم أن على السلطات اليمنية التحقيق فوراً في ما يبدو أنه أعمال قتل بحق اثنين من المتظاهرين على يد جنود أثناء مسيرة احتجاجية سلمية يوم 4 مارس/آذار على مقربة من مدينة حرف سفيان. بحسب ثلاثة متظاهرين قابلتهم هيومن رايتس ووتش، أطلق الجنود النار من قاعدة عسكرية على الرجال، وقتلوا اثنين عندماتوجه آلاف المتظاهرين المعادين للحكومة في مسيرةباتجاه المدينة.
ادعت وزارة الدفاع اليمنية عدم حصولأي مسيرات، وأن المتمردين هم من شمال اليمن، والمعروفين باسم الحوثيين، قاموا بمهاجمة النقطة الخاصة بالجيش وأصابوا أربعة جنود. على مدار السنين السبع الماضية، قاتل الحوثيون – وهم طائفة زيدية شيعية – ضد الجيش ولهم مساندة قوية في أوساط سكان بلدة حرف سفيان والمنطقة المحيطة بها المعروفة بنفس هذا الاسم.
قال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “عندنا ادعاءات قابلة للتصديق بأن آلاف المتظاهرين السلميين تعرضوا لفتح النيران الحية عليهم من جانب الجيش اليمني على مشارف حرف سفيان وأن مدنيين اثنين مجهولين دفعا الثمن بروحيهما”. وأضاف: “اعتبار هذه التقارير بأنها مجرد دعايةلمتمردي الحوثيين ليس كافياً وعلى السلطات التحقيق الفوري في ما حدث هناك يوم 4 مارس/آذار”.
قابلت هيومن رايتس ووتش ثلاثة شهود كل على حدة وقالوا إن في 2 و3 مارس/آذار طلب مسؤولي الحوثيين من الناس من مختلف أنحاء المنطقة الانضمام إلى تظاهرة سلمية في 4 مارس/آذار، للمطالبة باستقالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. دعى المنظمون المحتجين على الأخص، إلى ترك أسلحتهم الشخصية في البيوت.
الأشخاص الذين تمت مقابلتهم قالواإن آلاف المتظاهرين غير المسلحين من جميع أرجاء حرف سفيان استجابوا بشكل إيجابي. حوالي الساعة التاسعة في الصباح من يوم 4 مارس/آذار، نزلوا وجاءوا بالسيارات من قرية الحمى على طرف حرف سفيان، حيث توقفوا حوالي الساعة 11:30 صباحاً عند نقطة التمثيلة العسكرية.
قال الشهود الثلاثة أن الجنود داخل النقطة بدأوا في إطلاق النار مباشرة دون إنذار، من بنادق آلية متوسطة الحجم، وصوّبوا الأسلحة إلى الهواء وعلى المتظاهرين لدقائقعدة. البنادق المستخدمة كانت أعيرة 12-7 و”تشيك”، وهي تطلق رصاصات فردية ورصاصات متتالية آلية.
قالأحد المتظاهرين: “كنا نسير نحو النقطة العسكرية، نردد الشعارات ونرفع الرايات وبدأ الجنود للتو في إطلاق النار علينا”. وأكمل: “كنا سلميين ولم تكن معنا أسلحة، لم يكن ثمة سبب لذلك”.
بحسب الشهود، تعرض أربع أشخاص للقتل وأصيب 10 آخرين. لكن طبيباً من عيادة ناصر في قرية الهما قال إنه رأى المتظاهرين يغادرون الهما في وقت مبكر من اليوم، ولم يؤكد إلا على مقتل رجلين اثنين فقط بأعيرة نارية. قال الطبيب أن المتظاهرين جلبوهما إلى العيادة وقالوا له أن الجيش أطلق النار على المتظاهرين عند نقطة تنثيلة العسكرية. بحسب الطبيب، فإن القتيلين الاثنين هما جلال أحمد أبو أسا (25) ومات فوراً، والآخر علي ناصر حيدر (70) ومات لدى وصوله.
وصرّح الطبيب لـ هيومن رايتس ووتش أنه عالج متظاهر مصاب واحد كان مصاباً في وجهه وقال للطبيب أن الجنود فتحوا النار على المتظاهرين وأنه أصيب بينهم. دخلت الرصاصة فكه الأيمن، وخرجت من أنفه وحالته مستقرة.
قال المتظاهرون إنهبعد توقف إطلاق النار وإخلاء المصابين والقتلى، سمح الجيش لهم بالاستمرار في مسيرتهم الاحتجاجية حتى وسط مدينة حرف سفيان.
بحسب أقوال شهود والطبيب، فقد تم دفن القتلى في اليوم التالي بمقبرة الشهدا في حرف سفيان وحضرآلاف الأشخاص جنازتهما.
قال ستورك:”على امتداد الأسابيع الماضية، طالب آلاف المتظاهرون السلميون في اليمن برحيل الرئيس صالح وقد تمت مواجهتم بالعنف من قبل المتظاهرين المؤيدين للحكومة الذين تم تجاهلهم في أحسن الحالات وتشجيع السلطات لهم في أسوأ الحالات”. وأضاف: “سكان حرف سفيان لهم الحق في معرفة لماذا قرر الجيش مهاجمة هؤلاء المتظاهرين في ذلك اليوم”.