وكانت “حبيبة الهنائي” قد نشرت شهادتها عن زيارتها لمعتقلي التظاهرات في وقت سابق من شهر مايو الجاري. وتحدثت عن تعذيب ممنهج للمعتقلين، ومعاناة مستمرة في السجون. وهو ما يوحي بترصد السلطات لها بسبب نشاطها الإنساني.
(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان/ آيفكس) – القاهرة في 31 مايو 2012 – أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم اعتقال أجهزة الأمن العمانية لثلاثة نشطاء هم: حبيبة الهنائي، وإسماعيل المقبالي، ويعقوب الخروصي، وقالت الشبكة العربية إن “اعتقال هؤلاء النشطاء دليل إضافي على الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في سلطنة عمان، وكذب وعود الإصلاح”.
وبحسب شهادة نشطاء محللين للشبكة العربية، فإن اعتقال المواطنين الثلاثة جاء على إثر توجهم اليوم إلى حقل “فهود” النفطي الصحراوي للوقوف على أوضاع عمّال الشركات النفطية المضربين عن العمل منذ 24 مايو الجاري، وتواردت تقارير صحفية عن إجراءات تقوم بها شركاتهم بالتعاون مع الحكومة العمانية وأجهزتها الأمنية هناك لقمعهم وردعهم كالفصل التعسفي والتهديد به وقطع الكهرباء والماء والغذاء عنهم والتلويح باستخدام القوة العسكرية ضدهم.
وقال النشطاء للشبكة إن آخر اتصال مع المواطن “إسماعيل المقبالي” كان في الساعة 11 صباحا يوم الخميس 31 مايو، أبلغهم فيه بوجود مضايقات من قبل رجال الأمن أثناء قيامهم بسماع ومقابلة العمال المضربين ولا يستبعد قيامهم بأي تحرك ضدهم خصوصا وأنه لاحظ ملاحقته لهم منذ خروجهم من العاصمة مسقط.
ويمثل الإضراب العمالي أحد أوجه الحراك المجتمعي في البلاد، وربما أحد أصداء احتجاجات الربيع العربي، حيث شارك في الإضراب نحو 4000 عامل في قطاع النفط بسبب مماطلة الحكومة وعدم تنفيذ وعودها.
الجدير بالذكر إن “حبية الهنائي” و”إسماعيل المقبالي” هم أعضاء في الفريق العماني لحقوق الانسان الذي يتشكل من عدد من النشطاء المستقلين، كما أنهم أعضاء في المبادرة الإنسانية للإفراج عن معتقلي التظاهرات في سلطنة عمان.
وكانت “حبيبة الهنائي” قد نشرت شهادتها عن زيارتها لمعتقلي التظاهرات في وقت سابق من شهر مايو الجاري. وتحدثت عن تعذيب ممنهج للمعتقلين، ومعاناة مستمرة في السجون. وهو ما يوحي بترصد السلطات لها بسبب نشاطها الإنساني.
في سياق منفصل، ينفذ عدد من سجناء الرأي في سجن “سمائل” إضراباً جماعياً عن الطعام منذ ستة أيام، لعدة أسباب منها عودة المعاملة السيئة والإهانة من قبل السجانين، وأوردت تقارير إعلامية أن قوة عسكرية قامت باقتحام عنبر السجناء المضربين، وسحبهم إلى الحبس الانفرادي يوم الخميس 31 مايو.
وقالت الشبكة العربية: “إن اعتقال حبيبة وفاقها وحضور القبضة الأمنية وتعذيب سجناء الرأي، كل ذلك يؤكد أن النظام العماني تزعجه النداءات النبيلة للنشطاء، والمطالبات المستمرة باحترام حقوق الإنسان”.
وتطالب الشبكة العربية كافة الجهات المعنية بالضغط على الحكومة العمانية لسرعة الإفراج عن النشطاء الثلاثة وكافة سجناء الرأي في البلاد، ووقف ممارسات التعذيب في السجون.