الإرهاب الفكري وعودة سياسة تكميم الأفواه : تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حول أوضاع حرية الإعلام والصحافة ( 25 يناير 2011-15 أغسطس 2012
(المنظمة المصرية لحقوق الإنسان/ آيفكس) لا أحد يستطيع أن ينكر أن الثورة المصرية التي ضربت المثل لجميع الثورات الشعبية في العالم قد أفضت بالاعلام المصري الى فضاءات أكثرحرية ورحابة مقارنة بهوامش الحرية التي كان يتشدق بها النظام البائد، فأصبح الاعلام والصحافة يعيش أجواء من الازدهار والتحرر من كافة القيود السالبة للحريات التي استمرت تعاني منها طويلا، وقبيل الثورة لعبت وسائل الإعلام أدوارا هائلة بدرجات متباينة في كشف فساد بعض أوجه النظام السابق وفى إدانة أوجه ومظاهر انتهاكاتها لحقوق الإنسان .
ومن ناحية أخرى ، فإن وسائل الإعلام مارست ولا تزال دورا رقابيا ونقديا متميزا على أداء كافة مؤسسات الدولة وهيئاتها وكشف أوجه الفساد والانحرافات بها في محاولة منها لتطهير المجتمع وتطويره والنهوض به وكذلك فى محاولة منها لتشكيل رأى عام واعي ومستنير بقضايا مجتمعه ذلك الرأى الذى كان بمثابة الجذوة التى انطلقت منها شرارة الثورة المصرية .
وبالرغم من ذلك الا أن الواقع الفعلي يشير الى أن ثمة انتهاكات وتجاوزات أثناء إدارة المؤسسة العسكرية للبلاد ضد حرية الاعلام والاعلاميين، تجلت في مساءلة بعض الاعلاميين ولفت انتباه بعضهم وارهاب البعض الآخر معنويا ، صحيح انها لم تصل الى حد تعطيل بعض الصحف أواغلاق بعض القنوات التليفزيونية أو حتى مصادرة بعض أعداد الصحف ومنع الصحفيين والاعلاميين من العمل الاعلامي مثلما كان يحدث أيام النظام السابق، الا أنها تمثل في النهاية مؤشرا على ممارسة بعض الانتهاكات التي تقيد من حرية الصحفيين والاعلاميين في ممارسة مهنتهم وأدوارهم المكلفين بها .