بينما كانت جائزة حرية الصحافة لعام 2014 من نصيب رائف بدوي، الذي اعتقل سنة 2012 وحكم عليه بعشرة أعوام سجناً نافذاً و1000 جلدة، يقف ناشطان إلكترونيان آخران وراء القضبان بسبب منشوراتهما على شبكة الإنترنت.
ظهر هذا المقال أولاً على موقع rsf.org في يوم 12 نوفمبر 2014.
بينما كانت جائزة حرية الصحافة لعام 2014 في فئة “الصحافة المواطنة” يوم 5 نوفمبرتشرين الثاني بمدينة ستراسبورغ الفرنسية من نصيب رائف بدوي، الذي اعتقل سنة 2012 وحكم عليه في سبتمبرأيلول بعشرة أعوام سجناً نافذاً و1000 جلدة، يقف ناشطان إلكترونيان آخران وراء القضبان بسبب منشوراتهما على شبكة الإنترنت.
ففي يوم 5 نوفمبرتشرين الثاني 2014، حكمت المحكمة الجزائية التخصصية في مدينة الخبر على الكاتب والناشط الحقوقي الشهير مخلف الشمري بسنتين سجناً و200 جلدة، علماً أنه تعرض للملاحقة القضائية مراراً وتكراراً في مناسبات سابقة. وتأتي هذه الإدانة بعد أسابيع من استدعائه لإدارة المباحث العامة حيث وُجه له أمر وزارة الداخلية القاضي بإغلاق حسابه على تويتر (@mikhlif) في غضون 48 ساعة، بينما أُمهل 30 يوماً لاستئناف هذا القرار.
وفي 28 أكتوبرتشرين الأول 2014، تم حبس سعاد الشمري، المحامية الأولى في البلاد والناشطة الحقوقية المشاركة في تأسيس موقع الشبكة الليبرالية السعودية (الذي مازال مغلقاً) مع رائف بدوي، بعد اعتقالها للاستجواب بعدما نشرت على حسابها في تويتر تغريدات اعتُبرت مهينة للإسلام ومخلة بالنظام العام، علماً أنها تقبع حالياً في أحد سجون جدة.
وفي هذا الصدد، قالت فرجيني دانغل، نائبة مديرة البرامج في منظمة مراسلون بلا حدود، “إننا ندين السياسات القمعية التي ينتهجها النظام السعودي ضد الأصوات المعارضة التي تعبر عن آرائها بشكل متزايد على شبكة الإنترنت. إننا نحث السلطات على إعادة النظر في هذه الأحكام والإفراج عن الصحفيين المواطنين ونشطاء حقوق الإنسان مع سحب الإجراءات القضائية المسلطة عليهم، منددين في الوقت ذاته بحرمانهن من الحق في حرية التعبير وحرية الإعلام“.
وفقاً لما أفاد به مركز الخليج لحقوق الإنسان، أُدين مخلف الشمري بتهمة إقامة مأدبة عشاء بعد خروجه من السجن ودعوة معارضين إصلاحيين لها دون تصريح وزيارة شيوخ شيعيين واستفزاز الرأي العام من خلال تذكيره بأهمية التعايش بين السنة والشيعة. وفي رسالة موجهة إلى لجنة حقوق الإنسان في المملكة، أكد الناشط الحقوقي السعودي – المعروف بدوره في دعم الأقلية الشيعية – أنه نشر بالفعل تغريدة على تويتر يدعو فيها إلى “التعايش بين أطياف المجتمع”، حيث ذكر أنه سيصلي في مدينة سيهات الشيعية، مؤكداً في الوقت نفسه تضامنه مع هذه الأقلية التي تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية منذ عام 2011.
هذا ويتعرض مخلف الشمري لمضايقات السلطات منذ عام 2007 بسبب نشاطه الحقوقي، كما يتلقى انتقادات علنية من ابنه منذ عدة سنوات، وهو مطلوب حالياً للمثول أمام المحكمة في قضيتين، علماً أنه تعرض للملاحقة القضائية مراراً وتكراراً في مناسبات سابقة. ففي يونيوحزيران 2013، حكمت عليه محكمة الجنايات في جدة بالسجن لمدة خمس سنوات ومنعه من السفر خارج الأراضي السعودية لمدة عشر سنوات ومن كتابة المقالات ودخول الإنترنت والظهور في وسائل الإعلام، وذلك على خلفية شريط فيديو نشره على موقع يوتيوب وبعض المقالات الصادرة باسمه، حيث اتُهم بـ”محاولة تشويه سمعة المملكة لدى الرأي العام الداخلي والخارجي” و”إثارة الفتنة” و”إهانة العلماء واتهام موظفي الدولة بعدم الأمانة”. وفي 4 مارسآذار 2014، أيدت المحكمة الجزائية في الرياض هذا الحكم بالكامل، قبل أن تؤكده محكمة الاستئناف في يوليوتموز 2014.
هذا وقد اعتُقل مخلف الشمري يوم 15 يونيوحزيران 2010 بسبب منشوراته في موقعي “سعوديون” و”راصد”، حيث انتقد الزعماء السياسيين ورجال الدين، بينما أُطلق سراحه عام 2012 في انتظار محاكمته.
من جانبها، تُحاكَم سعاد الشمري بسبب تغريدات اعتُبرت مسيئة للإسلام وعلماء الدين. ومن بين التغريدات الأكثر إثارة للجدل تلك التي نشرتها عام 2013 عندما انتقدت إحدى الفتاوى الإسلامية المتعلقة بإطالة اللحية لـ”مخالفة المشركين”، وكذلك تلك التي نشرتها مؤخراً حيث يظهر في الصورة رجل يقبل يد رجل دين معلقة بالقول: “لاحظوا الغرور والكبرياء على وجهه عندما يجد عبداً يقبل يده”.
يُذكر أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة 164 (من أصل 180 بلداً) في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2014، بينما يرد اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على قائمة “صيادي حرية الصحافة”، في حين تُصنف البلاد ضمن لائحة “أعداء الإنترنت”.