وتتشابه تلك الواقعة مع ما حدث مع أساتذة عرب آخرين مثل “طه حسين” و“نصر حامد أبو زيد” الذين تخلت عنهم إدارات جامعاتهم بسبب الحملات التكفيرية التي تعرضوا لها. وكانت «كتلة الوعي» الطلابية، التي تُعتبر الذراع الطلابية لـ “حزب التحرير الإسلامي” ، قد هاجمت الأستاذ البديري، وشنّت حملات تكفيرية، مطالبةً الجامعة بطرده بدعوى “إسائته إلى الإسلام“، من خلال تعليق هذه الرسوم.
(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان/ آيفكس) – القاهرة في 20 يونيو 2012 – أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان, خضوع إدارة جامعة “بيرزيت” بفلسطين, لحملة الإرهاب الفكري التى يتعرض لها “موسى البديري“, الأستاذ في قسم الفلسفة والدراسات الثقافية بالجامعة الواقعة برام الله بالضفة الغربية, والتي قامت إدارتها باتخاذ سلسلة من الإجراءات التعسفية بحق الأستاذ الجامعي, على أثر قيام بعض طلاب الجامعة بشن حملة احتجاجية ضده بزعم إسائته للإسلام من خلال تعليق رسمين كاريكاتوريين على باب مكتبه بالجامعة .
وقالت الشبكة: “إن تراخي الجامعة في مواجهة المتطرفين فكرياً، يمثل تهديداً صارخاً للحريات الأكاديمية وحرية الرأي والتعبير، وسابقة خطيرة تفتح الباب للمزيد من الاجتراء على الحريات في الجامعة“.
وتتشابه تلك الواقعة مع ما حدث مع أساتذة عرب آخرين مثل “طه حسين” و“نصر حامد أبو زيد” الذين تخلت عنهم إدارات جامعاتهم بسبب الحملات التكفيرية التي تعرضوا لها. وكانت «كتلة الوعي» الطلابية، التي تُعتبر الذراع الطلابية لـ “حزب التحرير الإسلامي” ، قد هاجمت الأستاذ البديري، وشنّت حملات تكفيرية، مطالبةً الجامعة بطرده بدعوى “إسائته إلى الإسلام“، من خلال تعليق هذه الرسوم.
وتعود أحداث الواقعة إلى مايو/آيار المنصرم, حيث قام الأستاذ الجامعي بتعليق صور كاريكاتورية على باب مكتبه، كان قد نقلها عن موقع خليجيّ، ونشرت على موقع سعودي أيضاً، وهي من إعداد شاب إماراتي، وكانت تهدف إلى مناقشة ممارسات اجتماعية خاطئة تم إلصاقها بالدين الإسلامي.
وعلى أثر ذلك, قامت إدارة الجامعة, بإرسال “مبعوثين” للضغط عليه كي يمتنع عن المجيء إلى الجامعة، وشكلت لجنة للتحقيق معه، من دون أن تحقّق مع الطلاب الذين بدأوا الهجوم والتهديد. وبينما أعلنت «كتلة الوعي» أنّ عميد شؤون الطلبة في الجامعة، محمد الأحمد «أكّد أن البُديري لن يعود إلى الجامعة بعد الأحداث الأخيرة»، نفى الأحمد صدور التصريح عن لسانه .
وكنتيجة لخضوع إدارة الجامعة لتهديدات طلاب في «كتلة الوعي» (لم يتجاوز عدد أفرادها الـ200 من أصل نحو 5 آلاف طالب تواجدوا خلال الدورة الصيفية للدراسة) , تمادى هؤلاء في تطرفهم، وطالبوا أيضاً باتخاذ «أشد الإجراءات» بحق رئيس دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية “عبد الرحيم الشيخ” باعتبار أنه مشارك فى “الجريمة” .
وأعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن قلقها من تراجع الحريات جامعة “بيرزيت“، وتصاعد الخطاب التكفيري والتحريضي بالجامعة على يد الطلاب المتعصبين دينياً, وبعض الأساتذة المساندين لهم، وقالت: “إن هؤلاء لا يتعلمون من التاريخ ولا يعرفون إن القمع الذي يمارسونه اليوم ضد رأي مغاير، قد يمارس ضدهم غداًَ بنفس المبدأ وبنفس المبررات“.
واستنكرت الشبكة صمت إدارة الجامعة والكتل الطلابية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ، أمام الحملة التكفيرية , وتقاعسها عن حل مشكلة الأستاذ “البديرى” , لدرجة يمكن معها وصف موقف الجامعة ب “المتواطئ” , كما استغربت الشبكة من شن هذه الحملة في وقت تبدو فيه الجامعات الفلسطينية أحوج ما تكون إلى وعي أكاديمي نقدي، ومواجهة الكلمة بالكلمة والفكر بالفكر“.
وتساءلت الشبكة: “إذا لم تحدث تلك المبارزة الفكرية المنشودة داخل أروقة الجامعات، واستبدلت بالقمع والتكفير، فأين إذن يمكن أن يتطور الفكر، ويسمو النقد؟“
وطالبت الشبكة إدارة الجامعة بتحمل مسئوليتها فى الدفاع عن الحريات الأكاديمية , وحرية الفكر والتعبير , وعدم الخضوع لتهديدات المتشديين سواءً كانوا من الممولين للجامعة أو من الطلاب.