.في حين أن حرباً تندلع في محافظة عمران بين المسلحين من جماعة الحوثي الشيعية ورجال القبائل السنة، يجدون الصحفيين أنفسهم هدفاً لكلا الجانبين
أدانت مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي ما تعرض له الإعلاميان يوسف القحمي ويوسف حازب من اختطاف وتحقيق معهما ومصادرة الكاميرا التي بحوزتهما واحتجازهما لمدة أربعة أيام، من قبل مجموعة أشخاص يتبعون جماعة الحوثي في محافظة عمران.
وأدانت كذلك اقتحام منزل مدير مكتب الثقافة بعمران الصحافي يحيى الثلايا، من قبل مجموعة مسلحة يعتقد أنها تتبع جماعة الحوثي، على خلفية تناوله وتغطيته للأحداث في عمران، كما أدانت ما تعرض له الصحافي مجيب حسن من مراقبة لمنزله في العاصمة صنعاء، على خلفية نشره تقارير عن أموال منهوبة كونه يعمل في الهيئة الوطنية لاسترداد الأموال المنهوبة، وأدانت ما تعرض له الصحافي منصور الفقيه من محاولة اغتيال وإطلاق الرصاص صوبه من قبل مجهول، كما أدانت الاعتداء على الصحافي توفيق المسلمي ومحاولة اختطافه من قبل عصابة مسلحة مجهولة في العاصمة صنعاء، على خلفية نشر.
ففي بلاغ لمؤسسة حرية أكد القحمي وحازب أنهما تعرضا عند حوالي العاشرة صباحاً من يوم الخميس 31 يوليو 2014 للاختطاف عندما كانا يقومان بتصوير وتوثيق الأضرار التي لحقت بمنازل مواطنين في مدينة عمران وما لحق بمدرسة حراء لتحفيظ القران في منطقة الورك بالمحافظة.
وقالا “هجم علينا تسعة أشخاص يحملون أسلحة (كلاشينكوف) كانوا على سيارة عليها شعار جماعة الحوثي وقاموا بمصادرة الكاميرا التلفزيونية وعدسة كبيرة وشريحة ذاكرة الكاميرا”.
وأضافا “بعد دقائق من تحركنا استوقفنا سيارة شرطة حوثية على متنها خمسة أشخاص مسلحين، عليها شعار جماعة الحوثي أيضا، قاموا بتفتيشنا ونهب الكاميرا وعدسة كبيرة وكل ما بحوزتنا من بطائق وأوراق والتحقيق معنا وسؤالنا لماذا لم نأخذ الإذن بالتصوير من المكتب السياسي والإعلامي التابع لجماعة الحوثي في صنعاء أو عمران وغيرها من الاسئلة”.
وأوضحا “بعدها أخذونا إلى ملعب عمران الرياضي وتم احتجازنا فيه لمدة أربعة أيام، حيث تم الإفراج عنا يوم الأحد 3 أغسطس 2014، بعد أن كتبنا تعهدا خطيا بعدم التصوير في أي منطقة من المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي إلا بعد أخذ الإذن من المكتب السياسي والإعلامي للجماعة بالعاصمة صنعاء وتعهدنا أيضاً بعدم نشر أي خبر عما حدث لنا وما صورناه، بل وأجبرونا على تصوير لقاء متلفز لقناة المسيرة شكرنا فيه حسن ضيافتهم وكرمهم ومعاملتهم”. مؤكدين أنه لم يتم إعادة الكاميرا التلفزيونية إليهما وكذا عدسة وايد أنجل وشريحة ذاكرة الكاميرا الخاصة بالمادة المصورة، فحتى الآن لازالت هذه الأدوات مصادرة لدى جماعة الحوثي.
من جانبه أكد الصحافي يحيى الثلايا تعرض منزله بمحافظة عمران الى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة تتبع جماعة الحوثي، يوم الأحد 6 يوليو 2014.
وقال “في وقت كنت فيه بالعاصمة صنعاء، تم التواصل معي من قبل أسرتي بتعرض منزلي للاقتحام من قبل مسلحين حوثيين فأمرتهم بإخلاء المنزل فوراً حفاظاً على حياتهم”. وأوضح “حدث ذلك بسبب ما أنشره عن الوضع في محافظة عمران وبسبب مقابلة تلفزيونية على فضائية اليمن تحدثت فيها عن الوضع الإنساني هناك”.
من جهته أكد منصور الفقيه تعرضه عصر الاثنين 30 يونيو 2014 لمحاولة قتل من قبل شخص مسلح وملثّم، حيث أطلق نحوه رصاصتين من (كلاشنكوف) مرت فوق رأسه، ثم لحقه ذلك الشخص وأطلق رصاصات أخرى لم تصبه. وقال “يبدو أن ذلك الشخص كان يريد أن يوصل رسالة مفادها بأنه من السهل قتلي”.
وأضاف “هذه الحادثة جاءت عقب حملة تحريض عليّ عبر قناة فضائية المسيرة الحوثية وكل ذلك على خلفية تغطيتي ونشري عن الحرب الدائرة في محافظة عمران”.
الى ذلك قال توفيق المسلمي في بلاغه لمؤسسة حرية “كنت ماشياً مساء الثلاثاء 1 يوليو 2014 في شارع مذبح بالعاصمة صنعاء ففوجئت بوقوف سيارة كان عليها ثلاثة أشخاص مسلحين ملثّمين، هددوني بقولهم: إذا لم تتوقف عن النشر عن جماعة أنصار الله ستنال عقابك، ثم حاولوا دفعي صوب السيارة بالقوة وتحت تهديد السلاح فقاومتهم، فقاموا بالاعتداء علي بالضرب بأعقاب البنادق في الرأس وبعصى غليظة (صميل) مما أدى إلى إصابة في رأسي وحين شاهدوا عددا من المارة في الشارع يتدخلون لاذوا بالفرار”. وأضاف “هذه الحادثة جاءت على خلفية تغطيتي الإخبارية عبر موقع (يمان نيوز) للحرب الدائرة في محافظة عمران”.
وفي بلاغه أكد مجيب حسن أنه يتعرض منذ شهر مايو 2014 لمراقبة متقطعة من قبل أشخاص مسلحين على سيارات مختلفة من بينها سيارة شرطة كانت تقف جوار منزله ويسألون عنه، في محاولة لاختطافه. وقال “تكرر نفس الأشخاص على سيارات خمس وقد تم تسجيل أرقام لوحاتها”.
وأضاف “تقدمت يوم الاثنين 19 مايو 2014 ببلاغ لقسم الشرطة وتم القبض على واحد منهم واتضح أنه يحمل رتبة نقيب وتم التحقيق معه وكشف أنه و10 أشخاص آخرين يعملون في الأمن كانوا يقومون بمراقبتي”.
وأوضح “للأسف لم يتم التعامل معهم بجدية لتدخل مسئول أمني رفيع سابق، حيث رفض إحضار الجناة، كما أن النيابة لم تقم بدورها، حيث رفضت طلب تحرير مذكرة لقسم الشرطة بسرعه القبض على بقية المتهمين رغم توجيهات من وزيرة حقوق الإنسان ووزير الداخلية بالتحقيق في الحادثة”.
وإذ تستنكر مؤسسة حرية هذه الاعتقالات والاعتداءات والتهديدات بالاغتيال للصحافيين بسبب تغطيتهم للأحداث في محافظة عمران، فإنها تطالب الجهات الأمنية بالقيام بواجبها في حماية الصحافيين والإعلاميين وتأمين سلامتهم أثناء أداء واجبهم المهني وملاحقة الجناة ومحاسبتهم، كما تطالب جماعة أنصار الله الحوثية الوفاء بالتزاماتها في حماية حقوق الانسان في المناطق التي تسيطر عليها، حيث إن هذه الانتهاكات تقيد الصحافيين من مزاولة عملهم وتحد من حريتهم وتشكل رقابة ذاتية، خشية التعرض لأي انتهاك من قبل عناصرها المسلحة.