يطل على فلسطين اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل أوضاعاً صعبة يعيشها الصحفيون الذين لازالوا يناضلون من أجل حرية الكلمة والصورة غير آبهين للمحاولات المستمرة لإسكاتهم.
يطل علينا اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل أوضاعاً صعبة يعيشها الصحفيون الذين لا زالوا يناضلون من أجل حرية الكلمة والصورة غير آبهين للمحاولات المستمرة لإسكاتهم من خلال الانتهاكات المتواصلة بحقهم وبحق الوسائل الإعلامية في فلسطين. حيث يأتي هذا اليوم كمناسبة جيدة لتسليط الضوء على واقع الحريات الإعلامية الصعب الذي يمارسون عملهم في ظله.
وقال موسى الريماوي مدير عام المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) ان المركز رصد منذ بداية العام الحالي 82 انتهاكاً بحق الحريات الإعلامية في فلسطين، أي بارتفاع مقداره ثلاثة عشر انتهاكاً عن نفس الفترة من العالم الماضي الذي رصد المركز خلاله 69 انتهاكاً.
واشار الى ان وتيرة الانتهاكات التي ارتكبت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام وصلت إلى 59 انتهاكاً مقارنة مع 42 انتهاكاً خلال العام نفس الفترة من العام 2012. حيث تضمّن هذا الكم الكبير انتهاكات خطيرة مثل إصابة المصور محمد العزة بالوجه، واعتقال الصحفيين واستهدافهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز. واضاف اننا في الوقت الذي نشيد هنا بصمود وإصرار كافة الزملاء خاصة في القدس والخليل حيث ارتكبت معظم الانتهاكات الإسؤرائيلية بحقهم فاننا نطالب المجتمع الدولي باتخاذ مواقف صارمة تجاه الانتهاكات الاسرائيلية ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقال الريماوي إن انتهاكات الاحتلال المتواصلة يجب ألا تنسينا حالة الحريات الإعلامية سواء في الضفة الغربية أو بقطاع غزة. حيث ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة 23 انتهاكاً بحق الصحفيين، معظمها ارتكبت في شهر كانون الثاني في قطاع غزة الذي يتعرّض لازمة حريات عميقة.
واضاف وإن كان عدد الانتهاكات قد قل في الضفة الغربية، إلا أن طبيعتها شكلت مصدرً قلق لمركز مدى ولجميع المؤسسات المهتمة بالحريات وبحقوق الإنسان. فملاحقة الصحفيين والحكم عليهم بالحبس على خلفية تعبيرهم عن آرائهم والرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر أمراً مرفوضا بكافة المقاييس الدولية والحقوقية المحلية، التي كفلت بشكل صريح الحق في التعبير بكافة أشكاله في المادة 19 من القانون الأساس الفلسطيني.
ان مركز مدى في مثل هذا اليوم يطالب بأن تقوم الجهات الفلسطينية المعنية باتخاذ خطوات جدية من اجل ترسيخ الحق في حرية الرأي والتعبير في فلسطين. وبتعميم تحريم الانتهاكات بحق الصحفيين والتسريع بإقرار منظومة من القوانين الإعلامية الملائمة للقرن الحالي ومتناسبة مع المعايير الدولية في هذا الاتجاه. ولعل أهمها قانون الحق في الحصول على المعلومات الذي قدم مركز مدى مسودته الجديدة لمجلس الوزراء في أواخر العام الماضي، كما نؤكد على ضرورة انهاء اثار الانقسام على الاعلام ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وتقدم الريماوي باسم مركز مدى بأحر التهاني والتبريكات للصحفيين الفلسطينيين بهذه المناسبة، بأحر التعازي لعائلات الشهداء الصحفيين. كما ويهنيء الصحفيين في باقي أنحاء العالم والذين بدورهم يواصلون معركتهم من أجل حرية الرأي والتعبير، وعرب عن امله أمله في أن نحتفل بهذه المناسبة في العام القادم وقد تحقق هامشى كبير وأوسع من الحريات الإعلامية، وبدون وجود أي من زملائنا الصحفيين في سجون الاحتلال.