عندما لا يعمل الضغط التقليدي على الحكومة، يمكن لأصحاب الدعوة تطوير مشروع إبداعي بديل لبناء تأثير مجتمعي. اقرأوا كيف قام أعضاء آيفكس في إسرائيل ومنغوليا باستخدام الترفيه - والتأثير - في حملاتهم!
طفلة عربية فلسطينية تبلغ من العمر 11 عاماً، وتعيش في إسرائيل تمسك الميكروفون. وتصف تجربتها في المدرسة بالإغتراب وحتى العنيفة، الأمر الذي جعلها تتمنى لو أن التعليم العام كان اختياري.
امرأة شابة من المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، أيضا حاضرة في هذا التجمع من المؤديين والمشاهدين في الشارع، وتعبر عن أفكارها من الخوف المزعج والقلق الذي يواجهها في كل مرة تغادر منزلها. والدتها التي كانت بين الجمهور تسمع مخاوف ابنتها للمرة الأولى.
قصصهم ليست غير عادية، لكنها غالباً تمر دون سماعها من أحد. يرى المركز الإعلامي للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل (إعلام) بأن هناك حاجة لأماكن عامة وآمنة في إسرائيل لأفراد المجتمع العربي الفلسطيني المحلي للتجمع والتعبير عن مشاعرهم أو الآرائهم دون خوف من الترهيب أو القصاص.
مع الإدراك الجيد للمخاطر الأمنية والدلالات العدوانية للاحتجاج على الأراضي السياسية المتوترة بالفعل في إسرائيل، فكر نشطاء الحملات في مركز إعلام بمحاولة خلق نوعاً مختلفاً من التجمع: وذلك بترفيه ومشاركة المجتمع العربي الفلسطيني المحلي على أهمية حرية التعبير من خلال منتديات سلمية للمناقشة المفتوحة.
على مدار أكثر من خمسة أشهر، و بدعم من منحة آيفكس في عام 2012، وفّر مركز إعلام مساحات لعروض الشوارع المنبثقة في ثلاثة مجتمعات منفصلة في إسرائيل. لقد وفرت هذه الفعاليات للفلسطينيين العرب، ولا سيما الشباب من أعضاء المجتمع، طريقة مبتكرة غير مهددة عند التعبير عن أنفسهم حول معاناتهم. من خلال تعزيز الأصوات الفردية والحوار، وتعزيز المجتمع ككل.
فقط في العام السابق، كان عضو آخر في آيفكس مشغول بحملة مبتكرة أدرجت أيضاً الأداء. ولكن بدلا من تقديم أماكن للأفراد على الارتجال والتعبير عن أنفسهم، نظموا قراءات مسرحية على المسألة القانونية المعقدة التي كان من المحتمل أن تؤثر سلبا على حرية التعبير.
كان مركز العالم الدولي في منغوليا قلقاً من احتمال تطبيق قانون جنائي حول التشهير في البلاد ، وضع في عام 2002، وغالبا ما وظّف كوسيلة للتخويف والرقابة الإعلامية، ليقتطع من الحقوق الأساسية للمواطنين المنغوليين وتقييد تبادل المعلومات مع الجمهور حول الانتخابات المقبلة في عام 2012. ومع مخاوفهم بعدم وجود رغبة واضحة للدولة للرد على تكتيكات الضغط التقليدية، وضع المركز مقاربة خلاقة بديلة لعمل حملة تحول التركيز على الضغط على الحكومة إلى تمكين المجتمع المحلي.
ولأن تأثير قانون التشهير هو عادة غير مفهوم للكثير من المواطنين، لم تولد القوانين في منغوليا الكثير من الغضب أو المناقشة بين المجتمع. فمع إداركهم بأنه عندما يصبح الجمهور أكثر استنارة حول تأثير القوانين، سيقومون بممارسة مزيدا من الضغط على الحكومة لإلغاء التشريعات، قام نشطاء الحملات في مركز العالم الدولي بجذب اهتمام المجتمع المحلي من خلال تنظيم سلسلة من مسرحيات قراءات النص الأصلي بالإضافة إلى الحملات عبر الإنترنت، ونقاشات المائدة المستديرة.
كان العنصر المسرحي لحملة قانون التشهير استراتيجي بشكل خاص. حيث طلب من المسرحيين المهنيين المحليين كتابة نصوص خيالية تقوم على قصص حقيقية لدعاوى التشهير الجنائية الغير مبررة، والتي تم عرضها في وقت لاحق من خلال قراءات نظمت في أماكن المحلية.
وفقا لنارا كاشخو، رئيس مركز العالم الدولي، فقد ساعد الأداء لإعطاء الجمهور حماسة جديدة من أجل الدعوة لحرية التعبير.
المنغوليون مهتمون جدا في العروض المسرحية … [لذلك] كانت الحملة ناجحة جدا – حتى أكثر مما كنا نتوقع … عندما يرى الناس العروض المسرحية، فإنهم يعيشون حياة الأبطال في المسرحية. هذا السبب فأن [الحملات الأدائية] هي أقرب إلى قلب الشعب من وثيقة مكتوبة من قبل مسؤول. نارا كاشخو، رئيس مركز العالم الدولي
إن أفراد الجمهور في المسرحيات، بما في ذلك تحول المراسل إلى البرلماني وطالب الصحافة، تحركوا من الأداء، قال نارا
“(إن البرلمانية) قالت لي أننا جعلنا الناس يبكون بتطبيق قانون التشهير الجنائي، وأن بطل المسرحية ذكرها بمهنتها السابقة … وقالت طالبة صحافة بأن الآن، بعد رؤية المسرحية، أصبحت تعرف ما يجب عمله من أجل أن تقول الحقيقة للجمهور “.
غالبا ما تصبح الجماهير المنخرطة حديثا هم المروجين الأكثر فعالية، الأمر الذي يساعد على توسيع الجماهير في الفعاليات الاحقة.
النتيجة؟ اجتذبت القراءات المسرحية الجمهور، وجذبت اهتمام وسائل الإعلام وكذلك المسؤولين الحكوميين، وفي نهاية المطاف قدمت الحكومة تعهدا للعامة.
لفريق الحملات في إعلام ، ساعد الربط بين شبكات المجتمع المحلي بانتشار الحماس لمبادرتهم في مسرح الشارع. وفقا لموظف البرامج السابق ناصر ريغو، يشارك أعضاء في مجموعة المرأة المحليين الذين حضروا أحد العروض في الناصرة حماسهم للمشروع مع مجموعة شريكة في أم الفحم، مما أدى إلى إقبال أكبر على الأداء في هذا المجتمع.
كانت القوة في كلا مشروعي الدعوة لمركزي العالم الدولي وإعلام بالتركيز على تطوير حملة تتحدث عن ما تحتاج مجتمعاتهم – وفي نهاية المطاف رفع صوتهم حول قضايا حرية التعبير.
بوحي من الحماس الذي واجهوه لهذا النوع من الحملة، قام إعلام بوضع مبادرة جديدة لتسليط الضوء على مجموعة معينة أخرى: المرأة العربية الفلسطينية والناشطين الشباب في إسرائيل. هذه المرة، سيتم تدريب المشاركين على كيفية استخدام وسيلة محددة للتعبير – الفيديو – لسرد القصص حول الاحتجاجات.
أملهم بأن تؤدي هذه الحملة القادمة التي سيتم إطلاقها في الأشهر القادمة، إلى إشراك جمهور أكبر وزيادة تعزيز صوت هذا المجتمع.
*********
هل أخذتم بعين الاعتبار ما إذا كانت خطة حملتكم الاستراتيجية حديثة، وتعمل على إشراك وتوجيه الأشخاص المناسبين؟ هل ترون بأن هناك فائدة في إشراك الجمهور العام بشكل مباشر في عواقب بعض انتهاكات حرية التعبير؟ فأنتم بحاجة إلى أدوات حملات آيفكس لاستكشاف دليل متعدد الأوجه حول طرق جعل حملاتكم استراتيجية وملهمة، وكيفية اختيار الجمهور الأنسب والأكثر فعالية لكل مبادرة تقومون بإطلاقها.
المنغوليون مهتمون جدا في العروض المسرحية … [لذلك] كانت الحملة ناجحة جدا – حتى أكثر مما كنا نتوقع … عندما يرى الناس العروض المسرحية، فإنهم يعيشون حياة الأبطال في المسرحية. هذا السبب فأن [الحملات الأدائية] هي أقرب إلى قلب الشعب من وثيقة مكتوبة من قبل مسؤول. نارا كاشخو، رئيس مركز العالم الدولي
إحدى الملصقات من القراءة الثانية لمسرحية مركز غلوب – “لم يفت” – استنادا إلى حالة تشهير فساد الحكومة Globe International Center
“(إن البرلمانية) قالت لي أننا جعلنا الناس يبكون بتطبيق قانون التشهير الجنائي، وأن بطل المسرحية ذكرها بمهنتها السابقة … وقالت طالبة صحافة بأن الآن، بعد رؤية المسرحية، أصبحت تعرف ما يجب عمله من أجل أن تقول الحقيقة للجمهور “.
أفراد المجتمع الفلسطيني من جميع الأعمار يشاركون في الحملة المسرحية لمركز إعلام في المدن في جميع أنحاء إسرائيل في عام 2012I’lam Media Center