واجه عشرات الآلاف من مستخدمي تطبيق واتس آب في اليمن منذ الأربعاء 5 أكتوبر/ تشرين الأول من توقف شبه تام لتطبيق التراسل الفوري
ظهر هذا المقال أولاً على موقع الأصوات العالمية في تاريخ 9 أكتوبر 2016.
بقلم عمر مصطفى
واجه عشرات الآلاف من مستخدمي تطبيق واتس آب في اليمن منذ الأربعاء 5 أكتوبر/ تشرين الأول من توقف شبه تام لتطبيق التراسل الفوري. ولاحظ عدد كبير من المستخدمين توقف الخدمة بدايةً عبر شبكات الهاتف المحمول لمزودي الخدمة الأكبر في اليمن “يمن موبايل” و “إم تي إن”. من خلال سؤالهم عن المشكلة عبر تويتر، أجابت شركة إم تي إن بإيجاز بأن المشكلة هي تقنية وأنها بسبب مشاكل لدى مزود خدمة الإنترنت في اليمن “يمن نت”.
@AlbadaneRdنود التنويه الى ان التقطع الحاصل في خدمة الواتس اب يعود نتيجه لاسباب تقنية جاري العمل على حلها من قبل مزودالخدمة في اليمن “يمن نت
— MTN Yemen (@MTNYemen) October 5, 2016
أما في صباح يوم الجمعة فقد واجه المستخدمون – بالإضافة لمشاكل اليوم السابق – صعوبة في استخدام تطبيق فيسبوك على الهواتف المحمولة، فلم يستطيعوا متابعة إشعاراتهم على الرغم من أن الوصول عبر المتصفح لم يواجه أية مشاكل.
لا يعد الحجب في اليمن موضوعًا جديدًا، حيث قامت السلطات بحجب أجزاء من الإنترنت لسبب أو لآخر. بدءً من مواقع المعارضة السياسية ومروراً بالمواقع التي تتضمن محتوى ديني معين وبالإضافة إلى المواقع الإباحية، واجهت كلها رقابة صارمة من قبل مزود الخدمة الرئيسي “يمن نت” التابع لوزارة الاتصالات وهو المشغل الوحيد لخدمة الـ ADSL في اليمن. ولكن تصاعد مستوى الحجب منذ بداية الصراع بين المتمردين الحوثيين وقوات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي يدعمها تحالف تقوده السعودية. خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان من سنة 2015 حجب المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدة مباني حكومية من بينها وزارة الاتصالات، عشرات المواقع الإخبارية المحلية والإقليمية بسبب تغطيتها للصراع. ولكن يبدو أن السلطات لم تكتف بذلك الحجب حيث وفرت وسائل الاتصال الحديثة ممثلة بتطبيقات الإنترنت مثل “واتس آب” و “تيليغرام” طريقة جديدة لنشر وتداول المعلومات.
شهدت اليمن زيادة كبيرة في عدد مستخدمي تطبيق تيلغرام الذي أتاح فرصة نقل الأخبار عبر نظام القنوات دون الحاجة إلى مشاركة رقم الهاتف الشخصي. وانتقلت العديد من المواقع المحجوبة إلى هذه التطبيقات ومثيلاتها للوصول إلى المستخدمين. وعلى الرغم من أنه لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي بشأن هذا الأمر، إلا أن أغلب الترجيحات تصنف هذا الخلل على أنه وقف متعمد للخدمة في اليمن.
وتعبر كل البيانات التي يتم تداولها في اليمن عبر يمن نت حصريًا. وقد سهل هذا الاحتكار فرض الرقابة والحجب على أكثر من 3 مليون مستخدم للإنترنت في اليمن، يستخدم أغلبهم الإنترنت للتواصل. وحتى تظهر معلومات جديدة عن السبب الحقيقي وراء توقف الخدمة، تبقى التكهنات بفرض المزيد من الرقابة على مستخدمي الإنترنت في اليمن. يبدو أن السياسة المتبعة في فرض مزيد من الرقابة على المستخدم اليمني لن تتحسن على الأقل في المدى المنظور، ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه السياسة كافية لمنع المستخدمين من الوصول للمعلومة لا سيما مع وجود تطبيقات الالتفاف حول الحجب مثل تطبيق السايفون (psiphon).
ساهم الصحفي والناشط اليمني وليد السقاف في تحرير هذا المقال.