(آيفكس/مدى) – رام الله –6/7/2011: رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) ثلاثة عشر انتهاكا ضد الصحفيين الفلسطينيين خلال شهر حزيران الماضي في الأرض الفلسطينية المحتلة، ارتكبت اغلبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين ارتكبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عددا من الانتهاكات، الأمر الذي يشير إلى استمرار معاناة الصحفيين وتعرضهم إلى مزيد من المعاناة والمخاطرة أثناء أدائهم […]
(آيفكس/مدى) – رام الله –6/7/2011: رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) ثلاثة عشر انتهاكا ضد الصحفيين الفلسطينيين خلال شهر حزيران الماضي في الأرض الفلسطينية المحتلة، ارتكبت اغلبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين ارتكبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عددا من الانتهاكات، الأمر الذي يشير إلى استمرار معاناة الصحفيين وتعرضهم إلى مزيد من المعاناة والمخاطرة أثناء أدائهم لواجبهم المهني.
انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية انتهاكاتها ضد الصحفيين من خلال العديد من الإجراءات التي تمثلت بالاعتقال والاحتجاز والاعتداء والمنع من السفر، حيث احتجزت في اليوم الأول من شهر حزيران مراسلة صحيفة “القدس” منى القواسمي ومراسلة موقع “بكرا نت” ميساء أبو غزالة لمدّة ثلاث ساعات أثناء تغطيتهما مهرجان ذكرى ما يسميه الإسرائيليون ” توحيد القدس ” بعد احتلال شطرها الشرقي سنة 1967، في ساحة المسجد الأقصى بالقدس. كما احتجزت المصور الصحفي مؤيد الأشقر ما يقارب نصف ساعة ومنعته من تغطية قيام الجنود بعمليات تفتيش للطلبة في مدينة طولكرم بتاريخ 19/6/2011. كما تعرّض مدير راديو بيت لحم 2000 جورج قنواتي للاحتجاز حوالي 40 دقيقة أثناء تواجده لتغطية اقتحام قوات الاحتلال جامعة القدس المفتوحة في بيت ساحور بتاريخ 22/6/2011.
كما أطلق أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمّد قنبلة غاز على مصور الوكالة الأوروبية وجدي اشتية أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية في قرية عراق بورين بمدينة نابلس، يوم السبت الموافق 18/6/2011، أصابت يده اليمنى ما تسبب له بحروق ورضوض نقل إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. فيما اعتقلت قوّة من جيش الاحتلال منسق برامج فضائية القدس في الضفة الغربية الصحفي نواف العامر من منزله الكائن في قرية كفر قليل جنوب شرق نابلس يوم الثلاثاء الموافق 28/6/2011 دون إبداء الأسباب.
كما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المحاضر في كلية الإعلام بجامعة النجاح الوطنية الكاتب الصحفي فريد أبو ظهير من السفر وأعادته من على جسر الكرامة يوم الأحد الموافق 26/6/2011 بينما كان في طريقه للمشاركة في مؤتمرٍ نظمته منظمة اليونسكو حول الصحافة العلمية في قطر حيث كان سيقدم ورقة حول الإعلام العلمي في فلسطين.
انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية
من جهة أخرى ارتكبت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال شهر حزيران المنصرم عدد قليل من الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين، ولكن خلفية الانتهاكات والطريقة التي عومل بها الصحفيين تثير القلق.
ففي قطاع غزة استدعى الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة مراسل فضائية فرانس 24 سلامة عطا لله عدّة مرّات للتحقيق بعد إعداده وبثه تقريراً تلفزيونياً مصورا حول جماعة سلفية مسلحة في القطاع تدعى ” طالبان فلسطين “. وتعرّض عطالله للإهانة والمعاملة السيئة من قبل أفراد الأمن أثناء التحقيق معه. فيما منع أفراد من الأمن الداخلي أيضاً مراسل وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عمرو الفرا من تغطية سير امتحانات الثانوية العامة في مدينة خانيونس، وذلك يوم الإثنين الموافق 20/6/2011، بالرغم من حصوله على كتاب رسمي من مسؤول التربية والتعليم يسمح له بذلك.
وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية تعرّضت مراسلة مركز الشرق الأوسط للدراسات ابتهال منصور للضرب المبرح من قبل الشرطة النسائية أثناء تغطيتها لاعتصام يطالب بإنهاء ملف الاعتقال السياسي يوم الاثنين الموافق 13/6/2011، فيما تمت مصادرة المادة التصويرية للصحفي أحمد الخطيب في نفس الحدث.
الخاتمة والتوصيات:
إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) اذ يدين كافة الانتهاكات ضد الصحفيين، فانه يشدد على ضرورة حماية الصحفيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، والعمل على إنهاء معاناتهم المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. ويجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الصحفيين الفلسطينيين وتأييد حقهم في التعبير المكفول في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومحاسبة قوات الاحتلال على جميع انتهاكاتها بحق الصحفيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
إن مركز مدى يطالب أيضاً الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة باحترام حرية الرأي والتعبير المكفول في المادة 19 من القانون الفلسطيني الاساس، والسماح للصحافيين الفلسطينيين بالعمل بحرية، وفتح تحقيق جدّي حول جميع الاعتداءات التي ترتكب بحق الصحفيين ومحاسبة المسؤولين عنها.
تفاصيل الانتهاكات:
· (1/6) احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة صحيفة القدس منى القواسمي ومراسلة موقع بكرا نت ميساء أبو غزالة، أثناء تغطيتهما لمهرجان في ذكرى ما يسميه الإسرائيليون ” توحيد القدس ” بعد احتلال شطرها الشرقي سنة 1967، في ساحة المسجد الأقصى بالقدس، وذلك يوم الأربعاء الموافق 1/6/2011. وأفادت القواسمي لمركز “مدى” انها ذهبت مع زميلتها لتغطية الأحداث، وأثناء ذلك اقترب منهما أحد الضباط وصادر بطاقتيهما الشخصية وآلتي التصوير والهواتف النقالة، ومن ثم اقتادهما إلى مركز الشرطة في منطقة باب السلسلة، وهناك تم التحقيق معهما بشكل منفصل حول سبب وجودهما وسبب التصوير، كما فحص المحققون المادة التصويرية. وتابعت القواسمي قائلة: ” بعد ساعة ونصف من التحقيق تم اقتيادنا إلى مركز آخر للشرطة وهناك تم التحقيق معنا مرّة أخرى، وتم اتهامنا بالإخلال بالنظام العام ومضايقة أفراد الشرطة، وبعد ثلاث ساعات أخلوا سبيلنا”.
· (13/6) اعتدت مجموعة من الشرطة النسائية على مراسلة مركز الشرق الأوسط للدراسات ابتهال منصور أثناء تغطيتها لاعتصام يطالب بإنهاء ملف الاعتقال السياسي في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وذلك يوم الاثنين الموافق 13/6/2011. وأفادت منصور لمركز “مدى” أنها ذهبت لتغطية الاعتصام حيث كان هناك مجموعة من الصحفيين وأهالي المعتقلين، وأثناء ذلك اقترب منها رجل بلباس مدني عرّف نفسه بأنه من الأمن وطلب منها بطاقتها الصحفية والشخصية، ولكنها رفضت ذلك وطلبت منه إثبات أنه من الأمن، فاستدعى أحد أفراد الشرطة وطلب منها التوقف عن التصوير ففعلت ذلك. وأضافت منصور: ” وقفت أنتظر انتهاء الاعتصام بجانب أحد نواب المجلس التشريعي وأثناء ذلك جاءت مجموعة من الشرطة النسائية واعتدين علي بالضرب المبرح وحاولن مصادرة آلة التصوير وأخذن هاتفي الخلوي بالقوّة فتدخل بعض النواب وحاولوا إيقافهن ولكن دون جدوى، وكانت أمّي (وهي النائبة منى منصور) موجودة بالصدفة وحاولت التدخل، وفجأة جاء ضابط من الشرطة وطلب من الجميع الانسحاب ففعلوا ذلك. لقد قام رجال الأمن أيضاً بمصادرة المادة التصويرية من الصحفي أحمد الخطيب وقاموا بفحص بطاقته الشخصية”.
· (18/6) اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مصور الوكالة الأوروبية وجدي اشتية أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية في قرية عراق بورين بمدينة نابلس، وذلك يوم السبت الموافق 18/6/2011. وأفاد اشتيه أنه ذهب لتغطية المسيرة الأسبوعية ضد الاستيطان، وأثناء ذلك ألقى عليه أحد جنود الاحتلال قنبلة غاز بشكل متعمّد من منطقة قريبة، فأصابت يده اليمنى. وأضاف اشتية قائلاً: ” لقد أصبت بحروق وجروح، وبعد الإصابة تم نقلي مباشرة إلى مستشفى في مدينة نابلس وهناك تلقيت العلاج اللازم”.
· (19/6) احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر يوم الأحد الموافق 19/6/2011، المصور الصحفي مؤيد الأشقر وتم منعه من التصوير أمام جامعة خضوري، في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية. وأفاد الأشقر – الذي يعمل مصوراً في شبكة “معا” ووكالة “اسوشيتد برس” أنه كان يصوّر أفرادا من المخابرات الإسرائيلية وهم يقومون بتفتيش طلاب الجامعة حيث كانوا يقومون بتفتيِش كامل لملابسهم وهواتفهم الخلوية وبطاقاتهم الشخصية، وأثناء ذلك اقترب منه أحد الضباط وصادر آله التصوير وبطاقته الشخصية والصحفية، وقال له أنه ممنوع من التصوير، فحدثت مشادة كلامية بينهما، ومن ثم أمر الضابط الجنود باعتقاله. وأكمل الأشقر حديثه قائلاً: ” لقد قمت بالاتصال بمكتب الـ “أسوشيتد برس” فوراً، حيث طلب المسؤول عني الحديث مع الضابط، وقال له أنني أقوم بعملي ومن حقي أن أصور، وبعد نصف ساعة أعادوا لي أغراضي وقالوا لي “ابتعد من هنا”.
· (20/6) منع أفراد من الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في غزة مراسل وكالة “وفا” عمرو الفرا من تغطية سير امتحانات الثانوية العامة في مدينة خانيونس، وذلك يوم الإثنين الموافق 20/6/2011. وقال الفرا لمركز “مدى”: “لقد ذهبت لتغطية سير الامتحانات في إحدى اللجان بمدينة خانيونس، وبينما كنت أسأل إحدى الطالبات عن الامتحان والأسئلة، اقترب مني أحد رجال الأمن وقال لي: “ممنوع التحدّث إلى الطلبة”. فقلت له لماذا؟ فأنا أملك بطاقة صحافة، كما وأحمل كتابا خاصا من وزارة التربية والتعليم بتسهيل عملي في تغطية سير الامتحانات. ولكنه بالرغم من ذلك طلب مني الخروج من المدرسة، فخرجت وبدأت أسأل الطلبة في الخارج، فقال لي مرّة أخرى أنه ممنوع التحدث مع الطلبة داخل وخارج المدرسة”. وأفاد الفرا أيضاً أنه بعد ثلاث دقائق قام أمن المباحث بالاتصال به وطلب حضوره فوراً إلى مقرهم في خانيونس، وعندما ذهب إلى هناك انتظر حوالي الساعة ومن ثم أُجبر على التوقيع على تعهّد بعدم تغطية الامتحانات في كافة لجان القطاع إلا بتصريح من الناطق باسم الأجهزة الأمنية الذي حاول الاتصال به عدّة مرات ولكن دون جدوى.
· (22/6) احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدير راديو بيت لحم 2000 جورج قنواتي أثناء تغطيته اقتحام قوات الاحتلال لجامعة القدس المفتوحة في مدينة بيت ساحور، وذلك يوم الأربعاء الموافق 22/6/2011. وأفاد قنواتي لمركز “مدى” أنه كان يصوّر عملية اقتحام جيش الاحتلال للجامعة وأثناء ذلك اقترب منه أحد الجنود وطلب منه بطاقة الصحافة فأعطاها له، ومن ثم عاد وقال له: “لا تصوّر”، فرفض ذلك وقال له أنه يقوم بعمله. وأضاف قنواتي قائلاً: ” بعد ذلك جاء جندي آخر وصادر مني بطاقة الهوية وقال لي :ممنوع التصوير، فقلت له أنني أقوم بعملي وأنا في مدينتي ومن حقي أن أُصور، فحدث جدال بيننا، وبعد حوالي 40 دقيقة أطلقوا سراحي”.
· (22/6) استدعى الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في غزة مراسل فضائية فرانس 24 سلامة عطالله عدّة مرّات للتحقيق بعد إعداده وبثه تقرير تلفزيوني مصور حول جماعة سلفية مسلحة في قطاع غزة تدعى ” طالبان فلسطين “. وكان عطالله قد تلقى اتصال هاتفي من أحد رجال الأمن الداخلي وطلب منه الحضور إلى مقر الأمن يوم الأربعاء الموافق 22/6/2011، الساعة العاشرة صباحا. وعندما ذهب إلى هناك انتظر حوالي ساعتين، ثم تم التحقيق معه حول التقرير، وتم اتهامه بتزويره، ولكنه رفض ذلك وقال لهم بأنه سلّمهم كامل التقرير ولا يوجد فيه شيء مفبرك، وتم إخلاء سبيله الساعة الثالثة بعد الظهر على أن يعود بتاريخ 26/6/2011 في تمام الساعة العاشرة صباحاً. وأكمل عطالله حديثه قائلاً: ” عندما ذهبت إلى هناك تم احتجازي في غرفة شديدة الحرارة أكثر من ست ساعات على كرسي وكان رجال الأمن يصرخون بي كلما تحرّكت و حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر تم التحقيق معي من قبل أحد الضباط حول التقرير والجماعة نحو ساعة ومن ثم أعادوني إلى غرفة الاحتجاز. وفي حوالي الساعة السادسة مساء تم تسليمي استدعاء آخر بتاريخ 30 /6/ 2011، فرفضت استلامه، ولكنهم قالوا لي بأنك مجبر على ذلك ودفعني أحدهم بعنف إلى الحائط. وقال لي أحدهم بأن الأمن يعرف أنك لم تزور التقرير ولكنهم لا يريدون أن تكتب عن المواضيع التي تحلو لك. وعندما ذهبت هناك انتظرت ساعة ومن ثم تم التحقيق معي مرّة أخرى واستفسروا عن الجهات الحقوقية والإعلامية التي تواصلت معي حول موضوع تكرار استدعائي. وعند الساعة الثانية ظهرا أعادوا بطاقتي الشخصية وقالوا لي لقد انتهى الموضوع، وغادرت”.
· (26/6) منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الكاتب الصحفي فريد أبو ظهير وهو محاضر في كلية الاعلام في جامعة النجاح الوطنية من السفر للمشاركة في مؤتمر بتنظيم من منظمة اليونسكو حول الصحافة العلمية في قطر، وذلك يوم الأحد الموافق 26/6/2011. وأفاد أبو ضهير لمركز “مدى” أنه كان من المفترض ان يذهب إلى المؤتمر للمشاركة والحديث حول الإعلام العلمي في فلسطين، ولكن سلطات الاحتلال منعته من السفر عبر جسر الأردن (معبر الكرامة) رغم حصوله على موافقة إسرائيلية للسفر من مكتب الارتباط الإسرائيلي. وتابع أبو ضهير حديثه قائلاً: ” لقد تم احتجازي لمدة ساعتين وبعد ذلك حضر أحد الضباط وقال لي أنني ممنوع من السفر لأنني أشكل خطراً على أمن الدولة، وأنا أستغرب هذه الإجراءات بحقي حيث أنني حاولت السفر عدّة مرات منذ عام 2006، ولكن في كل مرّة كانت سلطات الاحتلال تمنعني من ذلك، وعندما أراجع مكتب الارتباط يجيبون بأنني أستطيع السفر”.
· (28/6) اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الثلاثاء الموافق 28/6/2011، منسق برامج فضائية القدس في الضفة الغربية الصحفي نواف العامر، من منزله الكائن في كفر قليل جنوب شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية. وأفاد نجله لمركز “مدى” أن قوّة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حضرت إلى منزلهم الساعة الثانية والنصف صباحاً، وقامت باعتقال والده بعد تفتيش الطابق العلوي من المنزل. وأضاف نجله قائلاً: ” لقد قرعوا باب المنزل بقوّة كبيرة، وطلبوا من والدي الخروج وأمرونا بالبقاء في إحدى غرف المنزل، وبعد حوالي ربع ساعة اقتادوه معهم، وقد علمنا لاحقا انه معتقل في سجن حوّارة”.