.انخفضت نسبة سكان العالم الذين يعيشون في ظل صحافة حرة تماما إلى أدنى مستوى لها على مدى عشرة سنوات, طبقاً لم ورد فى تقرير لمؤسسة بيت الحرية
طبقاً لم ورد فى تقرير مؤسسة بيت الحرية ” تقرير حرية الصحافة” الذى صدر اليوم ، انخفضت نسبة سكان العالم الذين يعيشون في ظل صحافة حرة تماما إلى أدنى مستوى لها على مدى عشرة سنوات. وقد لوحظ التدهور العام الذى لحق بحرية الصحافة العالمية فى دول مثل مالى واليونان وزيادة القيود المفروضة على الصحافة فى امريكا اللاتينية . وتفاوتت القيود المفروضة على حرية الصحافة فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا , حيث احتفظت كلا من تونس وليبيا بالمكاسب التى حققوها فى عام 2011 فى الوقت الذى شهدت فيه مصر تدهوراً كبير.
وقد كشف تقرير حرية الصحافة لعام 2013 انه بالرغم من التطورات الايجابية التى شهدتها بورما, والقوقاز، وأجزاء من غرب أفريقيا، الا ان الانتكاسه كانت الاتجاه السائد فى تلك البلاد. وترجع اسباب ذلك التدهور الى تزايد وسائل القمع المتطورة الموجهه الى الصحافة المستقلة والاعلام الجديد الذى تمارسه الانظمة الاستبدادية اضافة الى الاثار المترتبة على الازمة الاقتصادية الاوربية والتحديات التى تواجه الاستدامة المالية للاعلام المطبوع اضافة الى التهديدات الحالية من جانب الاطراف غير الحكومية والتى تتمثل فى التيارات الاسلامية المتطرفة ومجموعات الجريمة المنظمة .
ويرى ديفيد كريمر، رئيسس مؤسسة بيت الحرية انه| ” بعد عامين من الانتفاضات التى شهدها الشرق الاوسط ، ونحن لا نزال نرى جهود مكثفه من قبل الحكومات الاستبدادية في جميع أنحاء العالم لتضيق الخناق على الحوار السياسي المفتوح سواء على الانترنت او خارج الانترنت”. كما يرى ان ” هذا التدهورالعام يعتبر مؤشرمقلق لحال الديمقراطية على الصعيد العالمي ويعكس الحاجة الماسة إلى اليقظة والتنبه لتعزيز وحماية الصحافة المستقلة” .
وقد سجل التقرير تدهور مقلق في الاكوادور، ومصر، وغينيا بيساو، وباراغواي، وتايلند، والتي تراجعت الى تصنيف الدول غير الحرة كما الحال في كمبوديا، وكازاخستان، وجزر المالديف. وفي الوقت نفسه، عانت مالي أكبر تدهور منذ 10 سنوات بسبب الانقلاب والاستيلاء على النصف الشمالي من البلاد من قبل متشددين اسلاميين، وسقط الإعلام في اليونان تحت مجموعة من الضغوط الناتجة عن ازمة اليورو.
في الوقت نفسه، استمرت وسائل الإعلام المستقلة فى مواجهه العديد من التحديات الشديدة وتقيد للبيئة الاعلامية. وقد قامت بعض الدول المستبدة المؤثرة مثل الصين وروسيا بتفعيل مجموعة متنوعة من التقنيات للحفاظ على قبضتها على الصحافة، بما في ذلك اعتقال وسجن، أو توجيه اتهامات قانونية ضد المنتقدين، وكذلك إغلاق وفرض رقابة على وسائل الإعلام حتى انها توسعت فى محاولاتها للسيطرة على محتوى الإنترنت.
ومن بين البلدان والأقاليم ال 197 التى تم تقيمها خلال عام 2012، تم تصنيف 63 دولة (32 %) حرة، و 70 دولة (36 %) صنفت حرة جزئيا، و64 دولة (32 %) صنفت غير حرة. وقد تبين من التحليل أن أقل من 14 % من سكان العالم يعيشون في البلدان التي تتمتع بصحافة حرة، في حين ان 43 % من السكان يتمتعون بصحافة حرة جزئيا، بينما يعيش 43 % فى بيئة غير حرة.
وتقع كل من روسيا البيضاء وكوبا وغينيا الاستوائية وإريتريا وإيران وكوريا الشمالية وتركمانستان، وأوزبكستان ضمن اسوأ 8 دول من حيث تصنيف حرية الصحافةعلى مستوى العالم . ففى تلك الدول لا يوجد اعلان مستقل او نجد ان وسائل الاعلام المستقل غير قادر على العمل، وتعمل الصحافة كبوق للنظام ، كما ان امكانية حصول المواطنين على معلومات غير متحيزة، محدودة للغاية، ويتم سحق المعارضة من خلال السجن والتعذيب، وغيرها من أشكال القمع.
وطبقاً لما اعلنه السيد كارين كارليكار ، مدير مشروع حرية الصحافة بمؤسسة بيت الحرية ” ان القمع القانونى والمادى الذى تمارسه الحكومه ضد الصحفيين غالباً ما يتصدر عناوين الصحف. ومع ذلك، هناك عدد من القضايا الاقل شهره لكنها لها تاثير شرير ادى الى تآكل حرية الصحافة خاصة الصحافة المستقلة . وتتضمن تلك الاثار المدمره انكماش الاقتصاد العالمى والاطراف غير الرسمية التى لها مصلحة قوية فى تكميم الصحافة مثل مهربى المخدرات والجماعات الارهابية .
وأشار التقرير إلى العديد من الاتجاهات الرئيسية في عام 2012، بما في ذلك:
● وقد ادى التزايد المستمر فى استخدام ادوات الاعلام الجديد والتى تتضمن الشبكات الاجتماعية على الانترنت والهواتف النقالة وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الى توسيع تدفق الاخبار الامر الذى دفع الحكومات بأتخاذ بعض التدابير القمعية لتقييد وسائل الاعلام الجديد. وتضمنت تلك التدابير القمعية اصدار العديد من القوانين التى تتعلق بالجرائم الالكترونية , وسجن المدونين وغلق مواقع الانترنت وخدمات الرسائل النصية أثناء فترات الاضطرابات السياسية .
● وقد ظهرت اهمية الدور الكبير الذى تلعبه وسائل الاعلام في المساهمة في إجراء انتخابات حرة ونزيهه فى العديد من المواقف.
وقد اظهرت المنافسة السياسية فى العديد من الدول مثل روسيا وفنزويلا والاكوادور، واوكرانيا فى عام 2012 ان مساحات المنافسة الانتخابية غالبا ما تكون محدوده عندما تكون الحكومة قادره على بسط سيطرتها على وسائل البث الاعلامى وذلك لتغطية الانحرافات لكسب الاصوات فى نهاية المطاف . وعلى النقيض فالتغطية الاعلامية المتوازنه والاكثر انفتاحاً والتى تتم قبيل العملية الانتخابية فى دول مثل ارمنيا وجورجيا ساعدت المعارضة فى تحقيق العديد من المكاسب وادت الى تداول سلمى للسطة فى جورجيا.
● واصلت دول غرب أفريقيا تأمين بيئة افضل للاعلام بالرغم من التدهور الملحوظ فى مالى وغنيا بيساو. وقد حققت العديد من الدول فى غرب أفريقيا الكثير من المكاسب منها كوت ديفوار والسنغال،حيث أظهرت الحكومات الجديدة احترام اكبر لحرية الصحافة وخفضت من مضايقتها المادية والقانونية للصحفيين وذلك على عكس الحكومات السابقة. وفى دول مثل ليبريا وموريتانيا ازداد تنوع وسائل الاعلام بما فى ذلك زيادة الاذاعات الخاصة التى تمتعت بالقدرة على الانتقاد .وفد ادت تلك التغيرات الى جعل تلك الدول بمثابة بقعة مضيئة فى ذلك الاقليم خلال العام الماضى ..
● فالعوامل الاقتصادية بما فيها التحديات التى تواجه الاستدامة المالية للصحافة المطبوعة اضافة الى الاعباء الاخرى التى فرضتها ازمة اليورو ، كان لها تأثيرا سلبيا على حرية الاعلام فى العديد من الدول الديمقراطية . فقد اثرتخفيض عدد الموظفين واغلاق منافذ الصحافة على مستوى تنوع التغطية الاعلامية والحد من قدرة وسائل الإعلام على أداء دورالمراقبة وإبقاء المواطنين على علم كاف. وتأتى المشكلة التى ظهرت فى جنوب اوربا لاسيما في اليونان وأسبانيا، فى عام 2012 على رأس الضغوط المالية التي تعصف بمنافذ الصحافة في دول البلطيق وأماكن أخرى في أوروبا.
النتائج الإقليمية الرئيسية:
الأمريكتين: شهدت المنطقة تدهور فى حرية الصحافة في عام 2012، مع تغييرات سلبية فى الاكوادور وباراجواي ادت الى تراجعهم لفئة غير حرة ، مع تدهور ملحوظ في الأرجنتين والبرازيل. وقد ظلت البيئة الاعلامية مقيدة للغاية في كوبا وفنزويلا، كما استمرت المكسيك فى كونها واحدة من اكثر اماكن العالم خطورة على الصحفيين ، حيث ارتفع معدل ممارسة العنف ضد الصحفيين والإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد العاملين في مجال الإعلام، وذلك على الرغم من صدور تشريع فى عام 2012 لمعالجة للحد من تلك المماراسات. وقد احتفظت الولايات المتحدة الامريكية باقوى اداء فى عام 2012 لكن الرغبة المحدودة لكبار مسئولى الحكومة فى تزويد العاملين فى مجال الاعلام بالمعلومات كان محل قلق.
آسيا والمحيط الهادئ: هذه المنطقة هي موطن لأسوأ الدول تصنيفا على مستوى العالم وهى كوريا الشمالية، والصين التى تصنف على انها اكبر دولة غير حره. ومع ذلك، تحسن متوسط درجة الإقليمية في عام 2012. وكانت بورما من اكثر الدول التى حققت مكاسب من حيث عدد الاصلاحات التى اثمرت عن بيئة اعلامية اكثر انفتاحاً، وسجلت أفغانستان أيضا بعض المكاسب لكن تايلاند انتقلت مرة أخرى إلى فئة غير حرة، ولوحظ تدهور أيضا في كمبوديا، وهونغ كونغ، وجزر المالديف ونيبال وسري لانكا.
وسط وشرق أوروبا / أوراسيا: شهدت تلك المنطقة انخفاض متواضع في حرية الصحافة خلال عام 2012، مع تدهور ملحوظ في أذربيجان وكازاخستان، يوازيه تحسن ملحوظ فى كلاً من أرمينيا وجورجيا. وقد استمرت الظروف المقيدة فى روسيا ، حيث خفف بروز وسائل الاعلام الجديد الغير مقيد نسبياً من قبضة الحكومة الكاملة على وسائل البث الرئيسية ، ولكن واجهت وسائل البث تلك تهديدات خلال العام. وظلت النتائج ثابته فى المجر وسط استمرار المخاوف بشأن التغييرات التشريعية والتنظيمية الواسعة التي شددت من قبضة الحكومة على وسائل الإعلام.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: ظل مستوى حرية الاعلام فى تلك المنطقة الأسوأ في العالم في عام 2012، ولوحظ ركود أو تراجع في الغالبية العظمى من بلدان تلك المنطقة ، باستثناء اليمن. في حين أن اثنين من بلدان الربيع العربي هما ليبيا وتونس نجحا فى الحفاظ على مكاسب كبيرة لهم عن العام السابق، عادت مصر مرة أخرى إلى فئة غير حرة. اما بالنسبة لشبه الجزيرة العربية، فقد لوحظ تدهور فى حرية الصحافة في دول مثل البحرين، والكويت، والإمارات العربية المتحدة. وقد شهدت اسرائيل العديد من التحديات فى عام 2012 مما ادى الى تراجعها لمرتبه حرة جزئيا.
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: عانت المنطقة من انخفاضا متواضعا في حرية الصحافة في عام 2012 نتيجة للتدهورات التى حدثت في مالي التى تراجعت لتصبح حره جزئياً ، وغينيا بيساو الذين تراجعا الى فئة غير حرة. ومع ذلك، كانت الاتجاهات فى المناطق الاخرى من القارة إيجابية، مع تحسينات كبيرة فى كوت ديفوار ،ومالاوي ،وتحركات ايجابية أصغر فى ليبيريا، وموريتانيا، والسنغال، وزيمبابوي. وقد شهدت جنوب افريقيا تدهور طفيف نتيجة القيود التى تم فرضها على التغطية الاعلامية اثناء الاضرابات العشوائية فى مناجم التعدين فى شهرى اغسطس وسبتمبر 2012. لكن ظل قانون حماية معلومات الدولة مسألة مثيرة للقلق.
أوروبا الغربية: تتفاخر تلك المنطقة بأنها اكثر المناطق حرية فى مجال حرية الصحافة على مستوى العالم, لكنها فى عام 2012 شهدت تدهور غير مسبوق. فقد تدهورت حرية الصحافة فى اليونان بشكل كبير مما ادى الى تراجعها لمرتبة حرة جزئياً، كما تراجعت حرية الصحافة ايضا فى اسبانيا ، ويأتى ذلك التدهور فى كلا البلدين نتيجة لازمة اليورو . واظهرت تركيا بعض القلق فى مجال حرية الصحافة نظرا لارتفاع عدد الصحفيين المسجونين .