(آيفكس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ) – أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم عن انزعاجها الشديد للحكم القاسي الذي أصدرته إحدى المحاكم اللبنانية ضد د. سماح إدريس رئيس تحرير مجلة “الآداب” ومديرة المجلة عايدة مطرجي بتغريم كل منهما مبلغ أربعة ألاف دولار أمريكي ، في القضية التي رفعها مستشارُ الرئيس العراقيّ “فخري كريم” […]
(آيفكس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ) – أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم عن انزعاجها الشديد للحكم القاسي الذي أصدرته إحدى المحاكم اللبنانية ضد د. سماح إدريس رئيس تحرير مجلة “الآداب” ومديرة المجلة عايدة مطرجي بتغريم كل منهما مبلغ أربعة ألاف دولار أمريكي ، في القضية التي رفعها مستشارُ الرئيس العراقيّ “فخري كريم” العراقي الجنسية ، بسبب مقال نقدي كتبه المفكر اللبناني الراحل ومؤسس مجلة الآداب الدكتور سهيل إدريس تم نشره في ربيع عام 2007 ، مع إلزام المجلة بنشر الحكم في العدد الصدر بعد الحكم.
وكانت مجلة الآداب ، والتي تعد إحدى أهم المجلات العربية على الإطلاق والتي تميزت بمصداقيتها وسمعتها الطيبة التي اكتسبتها عبر سنوات من الأمانة المهنية والسياسية مع قرائها في العالم العربي ، قد نشرت مقال للدكتور سهيل إدريس في عام 2007 تحت عنوان ” نقد الوعي النقدي: كردستان – العراق نموذجاً” تتناول التحولات التي طرأت على بعض المثقفين العرب الذين تحولوا من النضال من أجل شعوبهم إلى خدمة حكام طغاة في مواجهة طغاة آخرين ، وتطويع أقلامهم لتلميع بعض النظم المستبدة ، مما جعل الناشر العراقي فخري كريم يقيم دعوى سب وقذف ضد مجلة الآداب وناشريها ، وتداولت القضية بالمحاكم حتى صدر الحكم بهذه الغرامات القاسية ، في وقت تعاني فيه المجلة العريقة من أزمة مالية شديدة ، قد تهددها بالتوقف ، بعد أكثر من خمسين سنة من صدورها.
وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” وكأن أعداء حرية التعبير والأزمة المالية قد تحالفا ضد هذه المجلة التي تمثل ذاكرة وضمير المهمومين بقضايا عالمنا العربي ، وحين يصدر الحكم في دولة مثل لبنان التي ظلت لسنوات طويلة استثناءا من مناخ العداء لحرية التعبير ، فهذا يدل على اتساع سطوة الأصوات الرافضين لإعمال العقل في الشأن الثقافي والوطني في العالم العربي ، فلا يجب اجتزاء جزء من مقال هام ليحاكم الكاتب بسببه ، فضلا عن رفضنا المبدئي للمحاكمات الجنائية في قضايا النشر“
ودعت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان كل المثقفين والأدباء العرب لبدء حملة اكتتاب لدعم هذه المجلة الجادة في مواجهة هذا الحكم القاسي ، ولمواجهة الأزمة المالية التي باتت تهددها بالتوقف قائلة” توقف مجلة الآداب هو خسارة فادحة لنا جميعا ولكل عربي بحاجة إلى صوت نقدي يذكرنا بمبادئ وقيم غابت عن البعض وتعمل الآداب بجدية على الصراخ بها ، إنها قيم العقل والاستنارة والنضال من أجل مجتمعات ديمقراطية يستحقها المواطن العربي“.
المقال سبب القضية :
http://adabmag.com/node/287