وصل عدد المواقع المحجوبة في مصر، منذ مايو 2017 حتى الآن، إلى 497 موقع
نُشر هذا المقال اولاً على موقع منظمة حرية الفكر والتعبير بتاريخ 19 شباط 2018
إعداد: محمد الطاهر
وصل عدد المواقع المحجوبة في مصر، منذ مايو 2017 حتى الآن، إلى 497 موقع وب على الأقل. كانت مؤسسة حرية الفكر والتعبير قد أصدرت تقريرين عن الحجب، الأول: قرار من جهة مجهولة .. عن حجب مواقع الوِب في مصر، والثاني: بقرار أحيانا.. عن حجب مواقع الوِب في مصر، تناولا رصدا وتحليلا لحجب المواقع والرقابة على الإنترنت من الجوانب التقنية والقانونية. ومنذ التقرير الثاني الصادر في 7 ديسمبر 2017 حتى نهاية يناير 2018 رصدت المؤسسة حجب 31 موقعا جديدا، حتى بات عدد المواقع المحجوبة، رغم ارتفاعه، لا يُشكّل الدلالة الحقيقية على ممارسات السلطة لفرض السيطرة على الأخبار المتداولة على الإنترنت في مصر بقدر ما توضّح نوعية المواقع المحجوبة اتجاهات السلطة في فرض الرقابة على الإنترنت عموما. وتصدر المؤسسة هذه الورقة لتوضيح الموقف من ممارسة الحجب والرقابة على الإنترنت ولعرض ما وصلنا إليه حتى الآن.
الحجب كممارسة جديدة على المستخدم
سابقا، لم تعرف مصر ممارسة حجب مواقع الوب، وبالتالي لم تكن مهارة تجاوز الحجب واحدة من المهارات الأساسية التي يكتسبها المستخدم المصري خلال استخدامه الاعتيادي للإنترنت كما في بعض الدول العربية التي لديها تاريخًا من ممارسة الحجب؛ ما جعل مواطنيها يكتسبون مهارات تجاوزه كمهارة أساسية في التعامل مع الإنترنت، إلاّ أنه بعد تزايد عدد المواقع المحجوبة في مصر؛ عجّت الشبكات الاجتماعية بنصائح لتجاوز الحجب وروابط لخدمات مجانية تمكّن المستخدمين من الوصول للمواقع المحجوبة، كمتصفح تور وخدمات الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) والخواديم الوكيلة (Proxy Server). كما بدأت بعض المواقع المحجوبة في توجيه جمهورها، عبر الشبكات الاجتماعية، نحو الاعتماد على مواقع الخواديم الوكيلة كوسيلة مجانية سهلة الاستخدام للوصول لمحتوى المواقع المحجوبة، في حين كتب العديد من النشطاء المهتمين بمواجهة الرقابة على الإنترنت عن كيفية الاعتماد على متصفح تور والشبكات الخاصة الافتراضية في تجاوز الحجب. وعلى الجانب الآخر فقد حاولت المواقع المحجوبة إيجاد آليات سهلة للوصول لجمهورها كالاعتماد على منصات بديلة لنشر محتوى المواقع المحجوبة أو الاعتماد على خدمات كخدمة صفحات الهواتف المحمولة المُسّرعة (AMP) وهي واحد من أهم الخدمات التي يقدمها جوجل وتعتمد عليها ملايين مواقع الوب.
حجب AMP، موقع واحد يؤثر على ملايين المواقع الأخرى
تعتبر خدمة الهواتف المحمولة المُسّرعة واحدة من الخدمات المُستخدمة على نطاق واسع من مواقع الوب الشهيرة، والتي اعتمدتها العديد من المواقع المحجوبة كأحد آليات مواجهة الحجب. كانت جوجل قد أعلنت عن الخدمة في أكتوبر 2015، بالشراكة مع المبادرة الأوروبية للأخبار الرقمية وبالتعاون مع مجموعة أخرى من الناشرين وشركات التكنولوجيا حول العالم من بينهم تويتر ووردبرس ولينكدن وبينترست.
واستهدف مشروع AMP بالأصل التركيز على تحسين أداء صفحات الوب على الهواتف المحمولة؛ لتوفير تجربة ملائمة لمستخدمي الهواتف الذكية، حيث يوفّر المشروع أداة مفتوحة المصدر تُمكن الناشرين على الانترنت من زيادة سرعة تحميل وتصفح مواقعهم من خلال الهواتف الذكية، تصل هذه السرعة إلى 10 أضعاف سرعة التصفح العادية. كما توفّر الأداة عرضا بصريا للصفحات ملائم للهواتف الذكية بغض النظر عن اختلاف أحجام شاشات الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية. ويمكن أيضا الاستفادة من هذه المميزات لنُسَخ المواقع الموجهة للحواسيب التقليدية.
تستخدم مواقع الوب العديد من التقنيات لتسريع تحميل صفحات الوب على الهواتف الذكية وذلك إطار تقديم خدمة جيدة لجمهورها، خاصة أن بعض الدراسات تحدثت عن أن 53% من المستخدمين لا يستمرون في انتظار تحميل صفحة وب إذا تجاوز وقت التحميل أكثر من ثوان معدودة، لذلك فإن سرعة تحميل وملائمة صفحات الوب للهواتف الذكية هي واحدة من أهم المعايير التي يهتم بها الأفراد والناشرين، خاصة أن نسبة عمليات البحث التي تتم عبر الهواتف الذكية أصبحت تُمثل 60% من إجمالي عمليات البحث حول العالم.
نطاق انتشار AMP
انتشار استخدام AMP كان سريعا لدرجة أن أعلنت شركة أدوبي عن ارتفاع في استخدام الخدمة إلى 405% خلال الفترة من بداية الإعلان عن الخدمة حتى ديسمبر 2016، وفي فبراير 2017 وصلت نسبة صفحات الوب التي تم تصفحها من خلال AMP إلى 7% من إجمالي عدد الصفحات التي تصفحها المستخدمون في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي مايو 2017 أعلنت جوجل عن وصول عدد المواقع التي تستخدم AMP إلى 900 ألف موقع بإجمالي يتعدى 2 بليون صفحة وب. وفي أكتوبر 2017 أعلنت جوجل عن وصول عدد المواقع التي تعتمد على هذه الخدمة قرابة 25 مليون موقع وبإجمالي عدد صفحات يقترب من 4 بليون صفحة وب.
العديد من المواقع الشهيرة ذات المحتوى الضخم والمتنوع وشركات التكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية والصحفية وبعض محركات البحث تشارك في تطوير تقنية (AMP)، على سبيل المثال من المواقع الاخبارية التي تستخدم AMP نجد سي إن إن و نيويورك تايمز و سي إن بي سي والواشنطون بوست ووايرد، كما نجد محركات بحث -بالإضافة لجوجل- مثل محرك بحث بينج، ومحرك بحث بايدو، أيضا تستخدمها وتشارك في تطويرها بعض الشبكات الاجتماعية كتويتر وفيسبوك ولينكدن وريديت، ومنصات نشر المحتوى كووردبرس وميديام وتمبلر ودروبال، ومواقع التجارة الإلكترونية كإيباي وعلي إكسبرس.
كيف استخدمت المواقع في مصر AMP لمواجهة الحجب
خدمة صفحات الهواتف المحمولة المُسّرعة (AMP) تُظهر روابط بديلة للروابط الأصلية في نتائج البحث على محرك بحث جوجل، بحيث تُشير إلى روابط أخرى من نطاق جوجل، ما يعني أنه في حالة أن ظهر موقع محجوب في نتائج بحث جوجل وكان هذا الموقع يستخدم صفحات الهواتف المحمولة المُسّرعة (AMP) فسيتم توجيه المستخدم لصفحة غير محجوبة. وهذه هي الطريقة التي اعتمدتها بعض المواقع المحجوبة في مصر، حيث تم اعتماد الروابط المُنتجة من AMP ونشرها على الشبكات الاجتماعية لتصل إلى الجمهور دون أن يكون لديه خبرة تقنية تُمكّنه من تجاوز الحجب.
كيف أثر حجب AMP على إمكانية الوصول لملايين المواقع
بعد انتشار استخدام خدمة صفحات الهواتف المحمولة المُسّرعة (AMP ) من قبل بعض المواقع المحجوبة في مصر ومنها موقع “مدى”، لجأت الحكومة المصرية إلى حجب الخدمة في 3 فبراير 2018، وهو ما أثر على مستخدمي الهواتف الذكية القادمين من محرك بحث جوجل لأي موقع يستخدم AMP ، حيث أصبح المستخدمون غير قادرين للوصول لهذه المواقع بما في ذلك المواقع التي لم تقم الحكومة المصرية بحجبها، وعلى ذلك، فقد أعلنت جوجل إيقاف الخدمة في مصر.
اضغطوا هنا لقراءة التقرير كاملاً