موجز لأهم أخبار حرية التعبير في أوروبا وآسيا الوسطى، بناءً على تقارير أعضاء آيفكس.
فيكتوريا، جمال، يان، دافني
اهتزت أوروبا بخبر مقتل صَحفيَين هذا الشهر: فيكتوريا مارينوفا، وهي مراسلة تحقيقات تلفزيونية تعرضت للاغتصاب والقتل بتاريخ 6 تشرين الأول في روس ببلغاريا. وجمال خاشقجي، وهو صحفي سعودي قُتِل (بعد تعرضه للتعذيب وفقاً للأخبار) في القنصلية السعودية باسطنبول بتاريخ 2 تشرين الأول.
لقد كانت مارينوفا، تحقق في فساد هائل يشمل أموال الاتحاد الأوروبي قبل مقتلها، كما كان يفعل الصحفي السلوفاكي المقتول يان كوجياك. وطالب أعضاء آيفكس وغيرهم – بمن فيهم مفوضة شؤون العدل في الاتحاد الأوروبي فيرا يوروفا، وممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المعني بحرية الإعلام هارليم ديسير، بإجراء تحقيق سريع وشامل في وفاة مارينوفا. وبعد أيام قليلة من اكتشاف جثة مارينوفا، ألقت الشرطة القبض على المشتبه البلغاري في ألمانيا. وسجلت منظمة المؤشر على الرقابة والإتحاد الدولي للصحفيين قضيتها في منصة مجلس أوروبا لسلامة الصحفيين، وتم تسليط الضوء على مخاوف وسائل الإعلام البلغارية من احتمالية مقتل مارينوفا بسبب عملها. ومع اقتراب نهاية الشهر، ردت الحكومة البلغارية بالقول “حتى الآن” لا يوجد “رابط ظاهر” بين مقتل مارينوفا وتقاريرها، وأن وفاتها كانت على الأرجح نتيجة “اعتداء جنسي تلقائي”. وكانت مارينوفا ثالث صحفي يُقتل في الاتحاد الأوروبي منذ شهر تشرين الأول عام 2017.
(لمعرفة المزيد من التطورات المفصلة حول مقتل جمال خاشقجي، يرجى قراءة تقرير جولة آيفكس للشرق الأوسط لشهر تشرين الأول).
لقد شهد شهر تشرين الأول ذكرى مرور عام على مقتل الصحفية دافني كاروانا غاليزيا، الصحفية المناهضة للفساد في مالطا. ونظم أعضاء آيفكس وقفات احتجاجية في بلدانهم لتذكر دافني ومطالبة السلطات المالطية بتحديد واعتقال الذين أمروا بقتلها. وهناك مخاوف كبيرة بان التحقيق قد يكون توقف وبأن السلطات تقوم بالممالطة بشكل متعمد. ولهذا السبب، انضم أعضاء آيفكس إلى الدعوة لإجراء تحقيق عام في جريمة القتل.
كما قام أعضاء آيفكس ومنظمات أخرى تُعنى بحرية الصحافة بارسال بعثة إلى مالطا تزامناً مع ذكرى وفاة دافني. واجتمعت البعثة مع رئيس الوزراء جوزيف مسقط، واستنتجت أن مالطا لا تفي بالتزامها بحماية حرية التعبير.
من الصعب المبالغة في تقدير التأثير الذي أحدثه مقتل دافني على المؤسسة السياسية الأوروبية، وعلى الشكوك المنتشرة بشكل واسع بان العديد من أعضاء تلك المؤسسة يؤمنون بادعاءات مالطا حول جدية تحقيقها في جريمة القتل.
Silent vigil in honour of Maltese investigative journalist Daphne Caruana Galizia.We condemn the horrifying attack in strongest possible way pic.twitter.com/CNPA13hhhf
— European Commission ???????? (@EU_Commission) October 18, 2017
ترجمة التغريدة: وقفة صامتة تكريما للصحفية الاستقصائية المالطية دافني كاروانا غاليزيا. نحن ندين الهجوم المروع بأقوى طريقة ممكنة
التركيز على النوع الاجتماعي
في طاجيكستان، تلقت الصحفية سارفينوز روهولوه تهديدات بالقتل والاعتداء بعد أن قامت بعمل تقرير حول معرض للفنانة ميفات دافالتوفا، التي ترسم صور عارية للنساء. تُعتبر طاجيكستان بلد محافظ للغاية وذات أغلبية مسلمة، فليس غريباً أن تتعرض روهولوه – التي تتحدث بانتظام عن قضايا النوع الاجتماعي في إذاعة أزودي – لسوء المعاملة. وتقول إن التهديدات والإهانات مستمرة، وأنها متهمة بـ “فرض القيم الغربية” على النساء في طاجيكستان وتريدهن أن يصبحن “عاهرات”.
كما تعرضت دافالتوفا لمضايقات مماثلة، لا سيما في الشارع. وتقول إن عملها يهدف إلى تحدي كراهية النساء في طاجيكستان. وقالت في مقابلة أجريت معها موخراً: “أردت أن ألفت انتباه المجتمع إلى هذه المشكلة الكبيرة وأن أتطرق إلى التحرش الجنسي واللفظي وعدم احترام المرأة بشكل عام”.
Маърифат Давлатова: Рисуя полуобнаженных женщин, я протестую против неравенства в обществе https://t.co/gOOPcuYxWe
— Bruce Pannier (@BrucePannier) September 5, 2018
ترجمة التغريدة: ميفات دافالتوفا: عندما أرسم نساء نصف عاريات، أحتج على عدم المساواة في المجتمع
فشل استفتاء حظر زواج المثليين في رومانيا بشكل مذهل في أوائل شهر تشرين الأول بعد إقبال ضعيف للغاية في الاستطلاع. وفقط صوت أكثر من 20٪ من الناخبين على تغيير الدستور بحيث يتم تعريف الزواج بشكل واضح على أنه اتحاد رجل واحد وامرأة واحدة (كان هذا أقل بكثير من نسبة الإقبال الـ30٪ المطلوبة لإثبات صحة الاستفتاء). حيث حث الناشطون الناخبين على عدم التصويت
.
لقد واصل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان حربه الثقافية الشعبية على القيم “الغير تقليدية” عندما وقع مرسوماً هذا الشهر يحظر الدراسات المتعلقة بالجنسين واعتبره تأديباً جامعياً.
تركيا: القليل من الأخبار الجيدة ومعظمها سيئة
كانت الاخبار من تركيا في تشرين الأول تحتوي على المزيج المعتاد من الأخبار السيئة جداً والقليل من الاخبار السارة. وللحصول على نظرة شاملة على جميع الأخبار المتعلقة بالصحفيين والنشطاء المضطهدين، يرجى الاطلاع على التحديثات المنتظمة المقدمة من مؤسسة بيانت ولجنة حماية الصحفيين ومنصة الصحافة المستقلة (بالإضافة إلى موقعها الشقيق Expression Interrupted) ومنظمة المبادرة من أجل حرية التعبير – تركيا.
ستكون التحديثات التالية لشهر تشرين الأول ذات أهمية خاصة لأعضاء أيفكس:
قام الرئيس أردوغان بسحب قضيته ضد الطلاب الأربعة “مملكة الطيب” الذين عرضوا رسوماً كاريكاتورية له على لافتات خلال حفل تخرج في شهر تموز 2018. واعتُقل الطلاب بعد بضعة أيام من الاحتفال، بتهمة “إهانة الرئيس” وثم احتجازهم لمدة شهر.
وتم تأجيل محاكمة عضو آيفكس إيرول أوندروغلو، والمدافع عن حقوق الإنسان إبنام كورور فينكانكي والكاتب أحمد نيسين (بتهمة “الدعاية الإرهابية”) لغاية 28 كانون الثاني 2019. ويواجه الثلاثة عقوبة بالسجن تصل إلى 14 عام في حالة إدانتهم.
#TrialUpdate: Istanbul court adjourned trial of @RSF_inter Turkey representative #ErolÖnderoğlu, rights defender #ŞebnemKorurFincancı and writer #AhmetNesin, who are charged with “terrorism propaganda” for joining Özgür Gündem solidarity campaign in 2016, until 28 January. pic.twitter.com/pkOptkblxn
— ExpressionInterrupted (@ExInt24) October 9, 2018
ترجمة التغريدة: أجلت محكمة اسطنبول محاكمة إيرول أوندروغلو والمدافع عن حقوق الإنسان إبنام كورور فينكانكي والكاتب أحمد نيسين، المتهمين بـ “بالدعاية للإرهاب” بسبب انضمامهم إلى حملة التضامن Özgür Gündem في عام 2016، حتى 28 كانون الثاني.
أيدت محكمة الاستئناف الأحكام المشددة بالسجن مدى الحياة الصادرة في شباط 2018 بحق الكُتّاب أحمد التان ومحمود التان ونزلي إيليكاك بتهمة “محاولة الإطاحة بالنظام الدستوري” خلال الانقلاب الفاشل في عام 2016.
وتم نقل الفنانة والصحافية زهراء دوغان المسجونة منذ حزيران 2017، من سجنها في ديار بكر إلى مركز اعتقال آخر معروف بأوضاعه القاسية في طرسوس. ولم يتم توضيح أسباب النقل لغاية الآن. وحُكِم على دوغان بالسجن لمدة 33 شهراً في عام 2016 بعد أن نشرت لوحات لمناطق الصراع في ماردين (حيث كانت القوات الحكومية تتصادم مع الجماعات الكردية) على وسائل الإعلام الاجتماعية. وتلقت هذا الشهر جائزة الشجاعة في الصحافة لعام 2018 من المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة.
تهديد الصحف الروسية المستقلة
تواصل روسيا السير في طريق مظلم.
وفي هذا الشهر، تلقت صحيفة نوفايا غازيتا، وهي أشهر الصحف المستقلة في روسيا، سلسلة من التهديدات بالقتل. وشملت هذه التهديدات على ارسال أكاليل الزهور الخاصة بالجنازة مع ملاحظات تم ارسالها بالتحديد إلى مراسلها دنيس كوروتكوف، الذي وصفه المُرسِل بأنه “خائن لوطنه الأم”. وقد استُهدفت نوفايا غازيتا مرات عديدة على مر السنين بسبب انتقاداتها للسلطات الروسية والفساد المستشري. وتم اغتيال آنا بوليتكوفسكايا، التي ربما كانت أشهر مراسليها المعروفين، بتاريخ 7 تشرين الأول 2006.
12th anniversary since #AnnaPolitkovskaya paid the ultimate price for her bravery in investigating & reporting on #humanrights violations. Achieving justice & establishing the truth about her murder must become a top political priorityhttps://t.co/2vDxxiZr9E… pic.twitter.com/Z8yP3aRf1I
— Dunja Mijatovic (@Dunja_Mijatovic) October 7, 2018
ترجمة التغريدة: الذكرى السنوية الثانية عشرة منذ أن دفعت آنا بوليتكوفسكايا الثمن النهائي لشجاعتها في التحقيق والإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان. يجب أن يصبح تحقيق العدالة وإثبات الحقيقة حول قتلها أولوية سياسية عليا.
وكان هناك تهديد من نوع مختلف هذا الشهر لمجلة نيو تايمز الناقدة، حيث تم اصدار أمر بدفع غرامة باهظة قدرها 22.25 مليون روبل (340,000 دولار أمريكي) بسبب عدم تقديمها معلومات مطلوبة حول التمويل الأجنبي المزعوم. وسيؤدي دفع الغرامة على الأرجح إلى إغلاق المجلة.
#Russia: Astronomical fine is “death sentence” for opposition @the_newtimes magazine https://t.co/P6ix6eMtOh pic.twitter.com/R8Pt05rEbi
— RSF_EECA (@RSF_EECA) October 26, 2018
ترجمة التغريدة: روسيا: غرامة فلكية بمثابة “حكم الإعدام” ضد مجلة المعارضة نيو تايمز
كما شهد شهر تشرين الأول أيضاً اعترافاً خاصاً بالعمل الذي قام به أيوب تيتيف مدير منظمة ميموريال لحقوق الانسان في الشيشان. وهو الآن يحاكم بتهمة ملفقة بحيازة المخدرات، وقد استهدفته السلطات عدة مرات على مر السنين بسبب عمله. حيث حصل على جائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بتاريخ 8 تشرين الأول.
وقال المخرج الأوكراني المسجون أوليغ سينتسوف، الذي يقضي حاليا عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً في روسيا بتهم إرهابية مزيفة، هذا الشهر إنه سينهي إضرابه عن الطعام (الذي استمر قرابة 145 يوما). ويعاني سينتسوف من حالة صحية حرجة. ويمكنكم قراءة الرسالة التي أعلن فيها ذلك على موقع منظمة بن الدولية. ودعت منظمة بن وعضو آيفكس الأوكراني معهد المعلومات الجماهيرية إلى إطلاق سراح سينتسوف الفوري.
بالمختصر
صوتت أيرلندا على إلغاء جريمة التجديف من دستورها بتاريخ 27 تشرين الأول. وكل دائرة انتخابية، بما فيها دوائر بعض المحافظين التقليديين جداً، صوتت لصالح اسقاط هذه الجريمة.
After my previous run-in with Ireland’s blasphemy law, it’s encouraging to see that it could be repealed soon. Lots of fine Irish people will once again need to go #HomeToVote to help usher in the new, tolerant, liberal Ireland: https://t.co/ZYyV52IAGz
— Stephen Fry (@stephenfry) October 25, 2018
ترجمة التغريدة: بعد مشاركتي السابقة في قانون التجديف الأيرلندي، من المشجع أن نرى أنه يمكن إلغاؤه قريباً. مرة أخرى، سيحتاج الكثير من الأشخاص الأيرلنديين المشاركة في حملة HOMETOVOTE# للمساعدة في بناء أيرلندا الجديدة المتسامحة والليبرالية.
على النقيض المحزن، أيدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إدانة التجديف في النمسا ضد مواطن أهان محمد. وقد قرر القضاة أنه لم يكن هناك انتهاك لحق المواطن في حرية التعبير وأعطوا الأولوية لحماية “المشاعر الدينية” و”السلام الديني”.
ويوجد لدى معهد الصحافة الدولي دليل مفيد جداً لحالة تشريعات التجديف في أوروبا على موقعه الإلكتروني.
أما في النرويج، قدمت الشرطة اتهامات “إجرائية” ضد العديد من المشتبه بهم في إطلاق النار عام 1993 على رئيس منظمة بن النرويجية وعضو آيفكس وليام نايجارد (الذي أصيب بجروح بالغة في الهجوم). وتم استهداف نايجارد لنشره “سلمان رشدي في الآيات الشيطانية” بسبب فتوى دعت المسلمين إلى قتل رشدي وغيره من الأشخاص المرتبطين بالكتاب بتهمة التجديف. وتم تقديم الاتهام “الإجرائي” لإبقاء القضية نشطة قبل سريان مفعول قانون التقادم.
وفي المملكة المتحدة، أثار أعضاء أيفكس مخاوفهم بشأن مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود، حيث يقولون إنه سيقيد حرية الصحافة ويهدد حماية المصادر الصحفية. وتشعر المنظمات بقلق خاص إزاء غموض اللغة في مشروع القانون الذي من قد يجرم جُنَج غير محددة التعريف مثل التعبير عن الرأي بأنه “داعم” لمنظمة إرهابية و “نشاط معادٍ”. لمزيد من المعلومات، اقرأوا الرسالة المفتوحة التي ارسلتها للمنظمات إلى مجلس اللوردات.
ووافق البرلمان الأوروبي بالإجماع على قرار هذا الشهر بشأن “تدهور حرية الصحافة” في بيلاروسيا. ودعا إلى وضع حد لمضايقة الصحفيين المستقلين واحتجازهم، ووقف محاولات السلطات لمنع المواقع الإخبارية المستقلة.
أما في فرنسا، أثارت منظمة “مراسلون بلا حدود” قلقها من تصريحات القائد الفرنسي المتعجرف جون لوك ميلينشون التي ازدادت عدوانيتها ضد الصحفيين. ووصفت المنظمة لغته بأنها “غير مسؤولة وخطرة”.
وقد يتم إجبار جامعة أوروبا الوسطى على الخروج من المجر إذا لم توقع الحكومة اتفاقية مع الجامعة بحلول 1 كانون الأول. وأسس الجامعة جورج سوروس، وكانت الجامعة إحدى أهداف رئيس الوزراء أوربان لأكثر من عام. ففي عام 2017، أصدرت المجر قوانين تجعل عمل الجامعات المستقلة غير قانوني في البلاد. وعلى الرغم من أن الجامعة تفي بالمعايير الجديدة المبينة في هذا التشريع، تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن هناك تقارير موثوقة تفيد بأن حكومة أوربان لن توقع على الاتفاقية المطلوبة.