أصدرت محكمة الحمامات في جلستها التي عقدت يوم 5 ديسمبر حكم قضائي جائر بحبس مغني الراب التونسي علاء اليعقوبي والملقب بـ"ولد الكانز" لمدة 4 أشهر مع النفاذ، بتهمة إهانة الشرطة والاعتداء على الأخلاق الحميدة.
استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم، الحكم القضائي الجائر الذي أصدرته محكمة الحمامات في جلستها التي عقدت يوم الخميس 5 ديسمبر والقاضي بحبس مغني الراب التونسي علاء اليعقوبي والملقب بـ “ولد الكانز” لمدة 4 أشهر مع النفاذ، بتهمة إهانة الشرطة والاعتداء علي الأخلاق الحميدة، علي خلفية أغنية قدمها في حفل في أغسطس الماضي.
وكان “ولد الـ15” وزميله أحمد بن أحمد المعروف بـ “كلاي بي بي جي” قد احيوا حفلاً في مسرح الهواء الطلق بالحمامات في يوم 23 أغسطس الماضي, وعلي خلفية ذلك قامت محكمة الناحية بالحمامات بنظر دعوي مرفوعة ضدهم بتهم الإجهار بما ينافي الحياء العام والقذف العلني, وفي جلستها التي عقدت يوم 29 أغسطس قضت المحكمة بالحكم غيابيا بالسجن سنة و9 أشهر ضد المغنيان، وبينما تقدم كلاي باستئناف علي الحكم وحصل البراءة، صدر هذا الحكم ضد اليعقوبي بالسجن 4 أشهر مع النفاذ العاجل، وقد تم احتجاز اليعقوبي فور صدور الحكم لتنفيذه، وسوف يتقدم محاموه بطعن بالاستئناف لإلغاء تلك العقوبة.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولي التي يخضع فيها علاء اليعقوبي للمحاكمة ويصدر في حقه حكم بالإدانة علي خلفية أغانيه الناقدة حيث أن محكمة الاستئناف بالعاصمة التونسية قد قررت في مطلع شهر يوليو الماضي حكماً يقضي بالسجن 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ ضد المغني, وألغت الحكم الغيابي الصادر في حقه بالسجن سنتين علي خلفية أغنية ناقدة للأجهزة الأمنية حملت عنوان “البوليسية كلاب“، وهو ما اعتبرته السلطات إهانة للموظفين العموميين.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: :ينبغي علي السلطات التونسية أن يتسع صدرها لتتقبل النقد الذي يقدمه فناني الراب التونسيين من خلال فنهم الذي يحظي بشعبة معقولة في البلاد، وأن تتوقف عن ملاحقتهم قضائياً والزج بهم في السجون والمحاكمات الجنائية علي خلفية تعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمي، فتلك الممارسات تشعرنا بالقلق علي مستقبل حرية التعبير في تونس، وتجعلنا نخشي من تغييب الإرادة السياسية لإصلاح هذا الملف بعد الاعتداءات التي استمرت .لسنوات من نظام الديكتاتور بن علي”
وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بإطلاق سراح ولد الكانز، وإسقاط الاتهامات الواهية الموجهة له، والتوقف عن ملاحقته هو وزملائه فناني الراب، والسماح لهم من تقديم فنهم في مناخ آمن.