وقد اتسمت الأسابيع الماضية بدموية خاصة: فقد زعم أن أكثر من عشرة مواطنين صحافيين قتلوا في سوريا منذ نهاية شهر أيار/مايو.
(مراسلون بلا حدود / آيفكس ) – 7 يوليو 2012 – بمناسبة اجتماع أصدقاء سوريا الذي انعقد في 6 حزيران/يونيو 2012 في باريس وشاركت مراسلون بلا حدود فيه بصفتها مراقب، تعدّ المنظمة الحصيلة القاتمة للوضع السائد في سوريا حيث لاقى ما لا يقل عن 30 مواطناً صحافياً ومحترفاً إعلامياً مصرعهم منذ اندلاع الانتفاضة في آذار/مارس 2011. وقد اتسمت الأسابيع الماضية بدموية خاصة: فقد زعم أن أكثر من عشرة مواطنين صحافيين قتلوا في سوريا منذ نهاية شهر أيار/مايو. وعلاوة على ذلك، علمت المنظمة بقلق بالغ باعتقال الصحافي المستقل محمد سامي الكيال في طرطوس (الواقعة إلى جنوب الساحل السوري) في 27 حزيران/يونيو 2012.
في هذا الإطار، أعلنت مراسلون بلا حدود: “تدين المنظمة بأشد العبارات القمع العنيف وتسارع دوامة العنف في بلد بات ضحية الحرب الأهلية. في سياق مماثل، يعتبر الإعلام الحر والمستقل ضرورة مطلقة ولكنه أصبح للأسف أكثر ندرة. وقد شهد شهر حزيران/يونيو وفاة عدد غير مسبوق من المواطنين الصحافيين الذين ضحوا بحياتهم لينقلوا صور الانتفاضة والقمع والآن العمليات العسكرية التي تنفّذها الجماعات المسلحة المناضلة ضد النظام بشار الأسد الذي لا يرحم”.
“وتأمل المنظمة في أن تشدد على صعوبة التأكد من أي خبر صادر من سوريا. فقد نجح النظام في فرض تعتيم إعلامي حقيقي عن طريق عرقلة وصول الصحافيين الأجانب – الذي يواجهون مخاطر جسدية كثيرة في البلاد – وحبس المحترفين الإعلاميين المحليين الذين يرفضون المشاركة في الدعاية الحكومية. أما الناشطون الحريصون على توثيق انتهاكات النظام، فتطاردهم الأجهزة الأمنية بلا هوادة علماً بأن هذه الأجهزة لا تتردد عن اغتيالهم أو تعذيبهم حتى الموت في بعض الأحيان”.
على درب الحرب
في 26 حزيران/يونيو 2012، قتل وائل عمر برد في جرجناز (الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوب إدلب). سرعان ما تورّط هذا الشاب البالغ 31 سنة من العمر من المملكة العربية السعودية في نشر أخبار عن الشبكات الاجتماعية حول الانتفاضة. بعد ذلك، عاد إلى وطنه سوريا، وبكاميرا بسيطة، أخذ يصوّر المظاهرات والفظائع التي يرتكبها النظام. بحسب مركز الدوحة لحرية الإعلام، كان يقوم بتصوير اشتباك بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر عندما أصابت رصاصة قلبه. وشرح بعض الناشطين أنه عشية وفاته، كان متواجداً في بلدته الأم تفتناز (التي تقع على بعد 10 كيلومترات شمال شرق إدلب) حيث دفن شقيقه طبيب الطوارئ الذي اغتالته أجهزة الاستخبارات.
في 21 حزيران/يونيو، قتل المواطن الصحافي حمزة محمود عثمان برصاص قناص في مدينة حمص، بينما كان يصور قصف الجيش السوري حيي جوبر والسلطانية. وكان يبث أفلام الفيديو التي يصوّرها عن الأحداث في مدينته على الإنترنت بانتظام لا سيما أنها تشهد معارك عنيفة منذ عدة أشهر. وهو شقيق علي عثمان الملقب بـ”الجد”، وهو مواطن صحافي كان يدير المركز الصحافي في بابا عمرو قبل تدميره في شباط /فبراير الماضي . وقد ألقت أجهزة المخابرات القبض عليه في 28 آذار/مارس 2012.
في 15 حزيران/يونيو، توفي المواطن الصحافي بسيم بركات درويش الذي أصيب في 13 حزيران/يونيو 2012 في انفجار بينما كان يقوم بتغطية قصف طائرتين عسكريتين لمدينة الرستن (التي تقع على بعد 20 يلومتراً إلى شمال مدينة حمص. ودفنت جثته في اليوم نفسه. وكان أحد مؤسسي المركز الصحافي في الرستن وعمد إلى تغطية عدة مظاهرات في المنطقة والعمليات التي ينفذها الجيش السوري.
في 13 حزيران/يونيو 2012، أصيب أيهم يوسف الحريري الذي بدأ حملة ضد النظام منذ آذار/مارس 2011، بجروح قاتلة إثر انفجار قذيفة في درعا. ورداً على أسئلة مركز الدوحة لحرية الإعلام، أشار ناشط محلي إلى أنه كان يصور قصف الجيش السوري لحي السد عندما أصيب. إن هذا الشاب البالغ 35 سنة من العمر متزوج ولديه خمسة أطفال وسبق أن سجنته أجهزة المخابرات وعذبته مرتين. ولم يقتصر نشاطه على جمع المعلومات ونشرها، ولكنه امتد إلى تنظيم المظاهرات وإيصال المساعدات إلى أسر الضحايا وتهريب المعارضين عبر دولة الأردن الحدودية.
في 31 أيار/مايو 2012، قضى الجيش على حياة عبد الحميد ادريس مطر البالغ 22 سنة من العمر والذي أصيب بجروح قاتلة بنيران دبابة بينما كان يقوم بتصوير الهجوم على مدينة القصير (الواقعة على بعد 25 كيلومتراً جنوب حمص). كان طالباً في الهندسة الزراعية الغذائية في جامعة البعث في حمص. وكان يغطي المظاهرات وعمليات القوات المسلحة الموالية لنظام بشار الأسد ويبثها باستمرار على يوتيوب.
تذكر مراسلون بلا حدود بأن المواطنين الصحافيين أحمد حمادة و خالد البكرقتلا الشهر الماضي في 16 حزيران/يونيو في حمص و10 حزيران/يونيو في القصير على التوالي.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت لجنة التنسيق في مدينة تل رفعت (الواقعة على بعد 20 كيلومتراً شمال حلب) وفاة محمد حمدو حلاق الذي يبدو أنه قتل في 2 تموز/يوليو 2012، جراء انفجار قذيفة فيما كان يصور قصف مدينة عزاز (الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمال حلب). من جانبه، ذكر مركز الدوحة لحرية الإعلام أن المواطن الصحافي سامر خليل السطلة لاقى حتفه في تفجير وقع في مدينة دوما (ضاحية دمشق الغربية) في 28
حزيران/يونيو 2012. أعلنت رابطة الصحافيين السوريين وفاة غياث خالد الحمورية الذي يزعم أنه قتل في 25 حزيران/يونيو 2012 في دوما، بينما كان يصور عملية للجيش السوري الحر. إلا أن مراسلون بلا حدود لم تنجح بعد في تأكيد خبر مقتل هؤلاء الأشخاص أو صفتهم كمواطنين صحافيين بصورة مستقلة نظراً إلى صعوبة الحصول على المعلومات من سوريا.
في المجموع وبتاريخ 6 تموز/يوليو، تأكدت مراسلون بلا حدود من وفاة 33 مواطناً سورياً وصحافياً محترفاً بسبب نشاطهم الصحافي منذ بداية الانتفاضة في آذار/مارس 2011.
(. . .)