(آيفكس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان) – قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم، أنها تلقت بانزعاج وقلق بالغين نبأ مصادرة وزارة الثقافة السورية لكتاب بعنوان “سورية في رحلات روسية خلال القرن التاسع عشر”، وكان الكتاب قد صدر في مطلع الشهر الماضي عن الهيئة العامة السورية للكتاب. ويتناول انطباعات عدد من المواطنين الروس زاروا سوريا […]
(آيفكس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان) – قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم، أنها تلقت بانزعاج وقلق بالغين نبأ مصادرة وزارة الثقافة السورية لكتاب بعنوان “سورية في رحلات روسية خلال القرن التاسع عشر”، وكان الكتاب قد صدر في مطلع الشهر الماضي عن الهيئة العامة السورية للكتاب. ويتناول انطباعات عدد من المواطنين الروس زاروا سوريا أو أقاموا فيها أواسط القرن التاسع عشر، وفيهم الدبلوماسي والطبيب والرحالة والشاعر والمهتم بالتاريخ والآثار.
ورغم أن المترجمان اللذان توليا ترجمة الكتاب، قد أشارا بوضوح في مقدمتهما إلى أن “هناك دوافع مختلفة لدى الكُتَّاب وراء كتابة هذه الانطباعات فبعضهم كان موضوعيًّا في تسجيلها وفي إطلاق أحكامه” ومنهم من “لا تسعفه معلوماته فينحو منحى يجانب الصواب والحقيقة فيبتعد عن مشقة البحث والسؤال ومنهم من تختلط عليه التسميات فيقع في الخطأ البريء”، كما أقرا بأنهما اختارا الإبقاء على بعض المقاطع الجارحة والحاقدة لأنّ حذفها في تقديرهما “لن يكون إلا تضليلا للقارئ وتجميلا للنصوص يعادل خيانة الأمانة”؛ إلا أن كل هذا لم يمنع أن تُثار ضد الكتاب زوبعة من الاتهامات للكتاب بتشويه صورة سوريا ومواطنيها. وعلى إثر هذه الانتقادات هرعت وزارة الثقافة السورية بسحب النسخ التي قامت بتوزيعها على المراكز الثقافية، وحرمت الجميع من حيازته.
وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية “حرية التعبير حق مكفول للجميع، وحرية النقد هي جوهر هذا الحق، ونحن لا ندين من يمارسون النقد، إنما نبدي انزعاجنا من استغلال الحكومات لسلطاتها في ترجيح وجهات نظر بعينها، ومصادرة الأعمال الإبداعية والفكرية”.
وكان محمود عبد الواحد شايع مدير عام الهيئة العامة للكتاب قد نشر في جريدة الوطن السورية تعقيبًا على الانتقادات التي ووجهت للكتاب، وكان تعقيبه بمثابة اعتذار صريح عن نشره، وإلقاء تبعة ذلك على عاتق المسئولين الذين سبقوه في منصبه واتخذوا قرار النشر.
وتابع جمال عيد “إنها مأساة حقيقية أن نشهد مثل هذا الإصرار في منطقتنا العربية على ما يمكن تسميته بتأميم المعرفة والثقافة، وما يؤدي إليه من تدهور للحريات وإشاعة الجمود والتخلف. ويبدو أن الحكومة السورية قررت الاستفادة من خبرات نظيرتها المصرية في قمع حرية الفكر؛ حتى أنها تشاركها مصادرة الكتب التي تصدر عن هيئاتها، مثلما حدث في مصر العام الماضي بمصادرة مجلة إبداع التي تصدرها الهيئة العامة المصرية للكتاب”.
إن الحكومة السورية بعد أن وأدت الحريات السياسية، وأنهكت نشطاء المجتمع المدني وأوسعتهم سجنًا ومحاصرة وتعذيبًا، يبدو أنها ستولي اهتمامها خلال الآونة القادمة لمصادرة الأعمال الفكرية والإبداعية، والتي كانت حرية نشرها هي الشمعة الوحيدة المضاءة في سوريا.