استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم ، موقف إدارة كلية الصيدلة بجامعة القاهرة إزاء الفيلم الإيراني “انفصال A Separation” والتي منعت عرضه بمدرج الكلية في الخميس الماضي بدون أسباب معلنة .
(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان/ آيفكس) – القاهرة في 14 مارس 2012 – استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم ، موقف إدارة كلية الصيدلة بجامعة القاهرة إزاء الفيلم الإيراني “انفصال A Separation” والتي منعت عرضه بمدرج الكلية في الخميس الماضي بدون أسباب معلنة .
والفيلم الذي حاز على العديد من الجوائز الدولية الهامة ، لقيمته الفنية والعمق الإنساني الذي يتضمنه ، لا يحمل طابعاً سياسياً أو دينياً قد تتذرع إدارة الكلية بذلك لمنعه ، بل يناقش فكرة الصراع الناتج عن الاختيار بين الهجرة أو البقاء والانتماء للوطن والأسرة ، لذا تجد الشبكة العربية أن موقف الكلية جاء متعسفا ، ومناهضا لحرية الإبداع الفني ، خاصة وأنها قد سبق ومنحته تصريحاً لعرضه بعد مشاهدته كاملاً ، ولكنها تراجعت بناء على اعتراض جماعات متشددة داخل أسوار الجامعة ، مما تسبب في غضب الطلبة الذين فشلوا في إقناع القائمين على إدارة الكلية بعرضه في إطار النشاط الطلابي بالجامعة للنهوض بالثقافة الفنية للطلبة .
ورغم أن الجماعات المتشددة التي حاربت عرض الفيلم داخل الكلية استندوا في منطقهم إلى أنه يدعو لنشر الفكر الشيعي في مصر ونصرة نظام بشار الأسد ضد سوريا ، ونشر الفكر العلماني -وهذا ما لم يأتي في الإطار الدرامي للفيلم ولم يشار إليه من قريب أو بعيد- إلا أن رضوخ إدارة الكلية لهذا الآراء ، يأتي ضربة لحرية الإبداع ، لاسيما وأن الجامعات هي التي يفترض بها أن تكون حائط الصد الأول في اي مجتمع ضد دعاوي التشدد والرقابة على الإبداع الفني أو الأكاديمي أو الأدبي.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان “أن تأصيل مبدأ حرية الإبداع يبدأ من داخل العملية التعليمية ، فكيف نشجع طالباً على الإبداع وحرية الرأي والتعبير إذا كنا نحاربه ونقمعه في سنوات دراسته؟! ، وأن الجامعات المصرية يجب أن تتخلص من دور الرقيب الذي رسمه لها النظام السابق ، وألا تنساق وراء أي اتجاه متشدد يعيدها إلى العصور الظلامية ، فالفن لا هو ضمير الأمم ، ولا يجب منعه بناء على أفكار دينية أو سياسية ، بل نقده وفقا للمعاير الأدبية والإبداعية فقط”.