تعرضوا صحفيين فلسطينيين للمضايقة من قبل القوات الإسرائلية وتم منعهم من تغطية عملية قيام الجيش الإسرائيلي باخلاء النشطاء الفلسطينيين والأجانب من قرية باب الشمس لإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة.
(مدى/ايفكس) – 13 يناير 2013 – يعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية (مدى) عن استنكاره الشديد لاعتداء جيش الاحتلال الاسرائيلي على حرية العمل الاعلامي والصحفيين أثناء تغطيتهم لتطورات اخلاء قرية “باب الشمس” فجر اليوم الاحد 13-1-2013، واحتجازهم من قبل الجنود، ومنعهم بالقوة من القيام بعملهم الصحفي وتغطية عملية قيام الجيش الإسرائيلي باخلاء النشطاء الفلسطينيين والأجانب الذين كانوا متواجدين في القرية.
ووفقاً لشهادات عدد من الصحفيين الذين كانوا متواجدين في القرية حين تمت محاصرتها واخلاء المتواجدين بداخلها، فان الجنود اقدموا على احتجاز الصحفيين في مكان منخفض، بينما كان عدد آخر من الجنود يقوم وضمن عملية منظمة مسبقا كما يبدو، بتسليط اضواء كاشفة على كاميرات المصورين الصحفيين لافشال اي عملية تصوير للحدث، واستخدموا العنف في ابعاد الصحفيين عن المكان، كما قطعوا البث المباشر لتلفزيون فلسطين ثلاث مرات اثناء تغطيته الحدث.
وقال مصور وكالة الانباء الامريكية (اسوشيتد برس) اياد حمد لمركز مدى بأن عدد الصحفيين المتواجدين تجاوز العشرين صحفي وصحفية، حيث تعامل معهم جنود الاحتلال بقسوة وبشكل سيء. واضاف حمد قائلاً: ” لقد قاموا بدفعنا بعنف وكدت اقع أرضاً جراء ذلك. وقد احتجزونا في مكان منخفض اشبه بنفق لمنعنا من تغطية عملية الاخلاء. لقد قمت بالشكوى للناطق باسم الشرطة الاسرائيلية الذي كان متواجدا في المكان بشأن ما نتعرّض له لكنه لم يكترث لذلك وأصر على القول بان الجيش لم يعامل الصحفيين بخشونة”. واختتم حمد حديثه بالقول بأنه حتى بعد أن تم اخلاء المتواجدين في القرية، فقد قامت قوات الاحتلال باجبار الصحفيين على مغادرة المكان، ومنعوهم من ارسال الصور من داخل الموقع.
وفي حديثه لمركز مدى، أفاد مراسل تلفزيون فلسطين هارون عمايرة الذي كان يغطي الأحداث مباشرة من داخل القرية: “لقد طلب مني الناطق الاعلامي الاسرائيلي الذي كان برفقة الجيش اجراء مقابلة معه، وحين رفضت ذلك بدأت عملية المضايقة لنا في تلفزيون فلسطين، حيث طلب مني مباشرة أن اغلق الكاميرا وقال لي عليك بالمغادرة بحجة انها منطقة عسكرية مغلقة ومن ثم تم فصل كوابل البث ثلاث مرات”. وشدد عمايرة في حديثه بأن الوضع كان مخيف جداً ومن أصعب المواقف التي واجهها خلال عمله الصحفي، فقد كان عدد الجنود قرابة 1500 جندي.
من جهته تحدث مصور شبكة راية الاعلامية سامر نزال لمدى قائلاً بأنه كان هناك ثلاثة جنود مهمتهم تسليط أضواء قوية كاشفة نحو عدسات المصورين الصحفيين كي لا تستطيع التقاط صور عملية الاخلاء التي كان الجنود يقومون بها. مضيفاً بأن الجنود “دفعونا بقوة وتعاملوا معنا بعنف ما ادى مثلا الى سقوط الصحفية رانيا حمد الله التي تعمل في تلفزيون فلسطين على الارض جراء ذلك”.
واوضح نزال انه تم احتجاز الصحفيين في مكان منخفض، لمنعهم من متابعة وتغطية عملية الاخلاء مشيرا الى انه كان في المكان صحافيان اسرائيليان يصوران ولم يتم التعامل معهم من قبل الجيش الاسرائيلي بنفس الطريقة وتركا يقومان بعملهما بعكس الطريقة التي تم فيها التعامل مع بقية الصحفيين الاخرين.
ان مركز مدى اذ يجدد استنكاره الشديد لهذا الاعتداء الجديد على حرية التعبير فانه يطالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة اسرائيل من اجل وقف انتهاكاتها السافرة لحرية التعبير التي ضمنتنها كافة القوانين والمواثيق الدولية.