تتعرض حرية التعبير لانتهاكات خطيرة في تركيا منذ إعلان حالة الطوارئ في تموز. حيث يتم إسكات الأصوات الناقدة، وتتصاعد الضغوطات خاصة بحق الكتاب والفنانين الأكراد الذين يعملون أيضا كمدرسين في المدارس العامة.
زيراك كاتب بارز ومترجم وباحث – اشتهر بمعجمه الذي يحتوي على تعابير كردية واسعة – وكان يعمل أيضا كمدرس رياضيات في مدرسة ديار بكر الثانوية الحكومية. في شهر تشرين الاول، تم طرده من وزارة التربية والتعليم، ومُنِع من العمل كموظف حكومي مرة أخرى.
ويقول زيراك أن السبب يعود لعضويته في نقابة المعلمين اليساريين “Eğitim-SEN”، ومشاركته في اضرابٍ ليوم واحد تم تنظيمه من قبل مختلف النقابات العمالية في شهر كانون الاول من عام 2015، احتجاجا على عنف الدولة وحظر التجول العسكري في المدن الكردية.
وكان المبرر القانوني لإبعاده يعتمد على العديد من مراسيم الطوارئ التي مررتها الدولة منذ تاريخ 20 تموز 2016 ردا على محاولة الانقلاب. حيث يحتوي المرسوم رقم 675 والذي نُشِر في الجريدة الرسمية للحكومة بتاريخ 29 أكتوبر على مجموعة من القوائم الطويلة المرفقة. وظهر اسم زيراك في احدى هذه القوائم – باسم ‘ديلافير دوجير’ لان الدولة لا تتعرف على الحروف الكردية في اسمه الحقيقي – جنبا إلى جنب مع 2219 معلماً من الذين فصلوا من الواجب العام. وكان أيضاً قرار حظر أوزغور غونديم، وهي أقدم وأكبر صحيفة يومية كردية تُنشر باللغة التركية في إحدى القوائم أيضاً.
أدت المراسيم التي مررت معاً منذ إعلان حالة الطوارئ إلى طرد أكثر من 30 ألف معلم وأكاديمي بتهمة التورط بالإرهاب. وتم تطهير عشرات الآلاف من العاملين في القطاع العام من السلطة القضائية والعسكرية والأمنية أيضا.
فالمراسيم التي نشرت في الجريدة الرسمية للحكومة، تم فيها توضيح قرار طرد الآلاف من العاملين في القطاع العام بجملة غامضة واحدة: “أولئك الذين يرتبطون أو ينتمون أو مع اتصال بمنظمات ارهابية وهياكل يعتبرها مجلس الأمن القومي بأنها تعمل ضد الأمن القومي، سيتم إعفائهم من الواجب العام بدون اجراءات أخرى”. كما أمر المرسوم أيضا بإلغاء جوازات سفر الموظفين العموميين على الفور.
الإسكات من قبل حالة الطوارئ
مع حالة الطوارئ، تتعرض الحقوق والحريات الأساسية لهجمات متزايدة من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم. وتستخدم الصلاحيات الممنوحة من قبل حالة الطوارئ المستمرة لإسكات المنتقدين الذين لديهم مجموعة واسعة من وجهات النظر السياسية – ولكن لا علاقة لهم بمحاولة الانقلاب. وتكثفت الضغوط بشكل خاص بحق الفنانين الأكراد – فضلا عن غيرهم من الذين يقومون بإنتاج أعمال تتعلق بالنزاع وتعبر عن تأييدها العلني للحركة الكردية بطريقة ما أو بأخرى.
وتم اغلاق الصحيفة الكردية اليومية أوزغور غونديم بتاريخ 16 آب، في نفس اليوم الذي تم فيه الاعتداء على رسام الكاريكاتير في الصحيفة دوغان غوزيل واحتجازه من قبل الشرطة. واتهمت الكاتبة أسلي أردوغان والكاتب / اللغوي نيسمي الباي، وهما عضوان في المجلس الاستشاري لصحيفة أوزغور غونديم، بالعضوية في حزب العمال الكردستاني، واعتقلا في شهر آب. ولا يزالا وراء القضبان ويواجهان عقوبة السجن مدى الحياة.
وكانت مجلة الفنون والثقافة تيروج التي تنشر باللغتين الكردية والتركية، والمجلة الثقافية ايفيرنسل التي تعمل منذ 25 عاماً من بين وسائل الاعلام التي أغلقت بتاريخ 29 تشرين أول. حيث تم إغلاق 177 وسيلة إعلام ضمن قوانين الطوارئ، بما فيها محطات التلفزيون والإذاعة التي تبث باللغة الكردية. ويقبع ما يقارب 150 صحفيا في السجون (أكثر من 110 منهم سجنوا خلال حالة الطوارئ) وفقا لبيانات جمعتها منظمة منصة الصحافة المستقلة.
في شهر أيلول، انسحبت الأمينة بيرال مادرا من بينالي تشاناكالي بعد أن تم استهدافها – بسبب دعمها للحزب الديمقراطي الموالية للاكراد – من قبل عضو البرلمان في حزب العدالة والتنمية كاناكالي. وبعد استقالة مادرا، تم إلغاء المؤتمر الذي ينعقد كل عامين من قبل المنظمين.
وتم الاستيلاء على 41 بلدية تابعة لحزب الاقاليم الديمقراطية المؤيد للأكراد، وهو الحزب الشقيق لحزب الشعوب الديمقراطي، وتم استبدال رؤساء البلديات مع الأمناء المعينين من قبل الحكومة. وتم تكليف العاملين في ديار بكر وباتمان ومسارح هكاري البلدية بالعمل في الإدارات الأخرى أو تم طردهم، وبقيت المسارح بدون إدارة. وتم تعليق مهرجان مسرح آمد (ديار بكر) في المدن الأخرى، أما مهرجان ماردين للأطفال ومهرجان مسرح الشباب ألغيا تماما لأنه تم إغلاق المنظمات الغير حكومية التي تقوم بتنظيمهما، جنبا إلى جنب مع مئات المنظمات الأخرى، وذلك بسبب مراسيم حالة الطوارئ. كما تم اغلاق العديد من المنظمات غير الحكومية الكردية المعروفة التي تعمل في مجال الفنون، مثل رابطة الكتاب الكردية ومختلف فروع مركز بلاد ما بين النهرين الثقافي في مدن مثل ديار بكر واسطنبول وازمير.
في كانون الثاني من عام 2016، وقع 1128 أكاديمياً على عريضة “نحن لن نكون طرفا في هذه الجريمة“، لدعوة الدولة التركية لإنهاء “المذبحة المتعمدة” بحق الأكراد، والمطالبة بإعادة محادثات السلام. وأغضبت العريضة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي اتهم الجماعة بـ “الخيانة”. وكثفت العقوبات ضد الأكاديميين منذ إعلان حالة الطوارئ. واعتبارا من شهر تشرين الثاني، تم طرد 142 أكاديمياً (83 من خلال مراسيم الطوارئ)، وعُلق عمل 77 آخرين، وتم التحقيق مع 484 في مدارسهم، وذلك وفقا لموقع المجموعة على الإنترنت. وتم سجن أربعة أكاديميين (إسراء مونغان، ومظفر كايا، وكيفين إيرسوي لمدة 40 يوما، وميرال كامسي لمدة 22 يوما). وأفرج عنهم في شهر نيسان.
الفنانون مثل المعلمون في ظل حالة الطوارئ
الكتاب والفنانون البارزون من بين المعلمين الذين تم توقيفهم عن العمل – بعضهم طرد أو اعتقل – أثناء حالة الطوارئ. ومعظم هؤلاء يعيشون في ديار بكر، وجميعهم تقريباً أعضاء في نقابة المعلمين اليساريين التي تنتقد الحكومة.
فالكاتب مراد اوسيساز، الذي فاز باثنتين من الجوائز الأدبية المرموقة في تركيا، يعمل أيضا كمدرس للآداب في المدرسة الثانوية. تم نقله مؤخرا من ديار بكر حيث كان يعمل لأكثر من 10 أعوام الى اسطنبول. وتم تعليق عمله بتاريخ 8 أيلول، إلى جانب الآلاف المعلمين الآخرين من ديار بكر. وتمت مداهمة منزله في اسطنبول من قبل وحدات مكافحة الارهاب المسلحة بتاريخ 1 تشرين الأول، في ساعة مبكرة من الصباح.
وفي صباح ذلك اليوم، تمت مداهمة منزل الكاتب والشاعر والناشر ريناس جيان في ديار بكر واقتيد إلى الحجز مع المعلمين الآخرين، على الرغم من أنه لم يعد يعمل كمدرس. حيث كان جيان عضواً في نقابة المعلمين اليساريين.
وتم وضعهما في السجن دون الوصول إلى محامي لمدة خمسة أيام – وهو تقييد آخر تفرضه حالة الطوارئ. ولا زالت قضية اوسيساز جارية في محاكم ديار بكر مع قضايا المعلمين الآخرين الذين اتهموا بعلاقاتهم مع حزب العمال الكردستاني الذي يُعتبر منظمة إرهابية من قبل تركيا.
كجزء من الحملة ضد المعلمين في نقابة المعلمين اليساريين، تم احتجاز الفنانين المعاصرين جنكيز تكين، وإركان اوزجن، وسينر أوزمين، والكاتب والشاعر إلهامي سيدار، والكاتب كمال فارول، والشاعر لال لالس أيضا في شهر أيلول. وتم إعادة أوسيساز وأوزمين وفارول إلى مواقعهما بتاريخ 25 تشرين الثاني، وتكين واوزجن وسيدار ولالس بتاريخ 2 كانون الاول. ومع ذلك لا تزال التحقيقات معهم مستمرة.
“المعلمون ينتمون إلى صفوفهم الدراسية”
لا تخفي الحكومة أن التحقيقات تستهدف المدن الكردية، أو أنه يتم معاقبة المعلمين الذين شاركوا في الإضرابات والاحتجاجات.
وقال رئيس الوزراء بينالي يلديريم خلال كلمة ألقاها في ديار بكر في شهر أيلول أنه تم تطهير أتباع فتح الله غولن من جميع المؤسسات منذ محاولة الانقلاب، وأضاف أن الوقت قد حان لفعل ذات الشيء للـ “المنظمة الارهابية الانفصالية”، مما يعني ضمنا حزب العمال الكردستاني. وقال انهم يقدرون بأن 14 ألف معلماً من الذين عملوا في المنطقة “متصلون بطريقة أو بأخرى مع الإرهاب”، وسيعلق عملهم كاجراء احترازي. وقال نائب وزير التربية والتعليم أورهان ارديم: “عندما تم حفر الخنادق، أطاع المعلمون النقابات وانضموا إلى الإضراب. القوانين لا تسمح بالاحتجاج ضد الحكومة لمجرد أنها تدخلت ضد جماعة إرهابية”. وادعى بأنه تم تعليق عمل جميع المعلمين بسبب “العلاقات مع حزب العمال الكردستاني”. وقال وزير التربية والتعليم عصمت يلماز في خطاب ألقاه في البرلمان بشهر تشرين الثاني انه لا يعتقد بأن الاحتجاج على “معركة الصالحين مع الإرهاب” هو حق ديمقراطي. وقال ان “المعلمون ينتمون إلى صفوفهم الدراسية”.
كانت مدن ديار بكر وماردين وباتمان – جميعها ذات الأغلبية الكردية – تضم أكبر عدد من المعلمين الذين تم تعليق عملهم من قبل وزارة التربية والتعليم. وبتاريخ 8 أيلول، تم الإعلان عن قرار وزارة التربية والتعليم من خلال تغريدة فظة: “تم تعليق عمل 11285 فرداً من الذين تربطهم علاقات مع الجماعة الارهابية الانفصالية”.
Bölücü terör örgütü bağlantılı 11 bin 285 personel açığa alındı.
— MEB (@tcmeb) September 8, 2016
رفعت نقابة المعلمين اليساريين، التي تضرر ما يقرب من 10 ألف شخصاً من أعضائها من هذا القرار، دعوى قضائية. وذكرت النقابة في التماسها أن معظم المعلمين الذين تم تعليق عملهم هم من أعضائها وأن معظم هؤلاء الأعضاء شاركوا في إضراب شهر كانون الأول 2015. وعلاوة على ذلك، قالت النقابة أنه تم تعليق عمل المعلمين من المدن الشرقية والجنوبية الشرقية، في حين أن الذين شاركوا في الإضراب من المدن الغربية لم يواجهوا أي اتهامات.
“لا أحد يجرؤ على طلب الدعم”
الفنان المعاصر إركان اوزجن كان يعيش وينتج الفن ويعمل كمعلم في مدرسة في ديار بكر لمدة 15 عاما. اشتهر بالفيديوهات المقنعة التي ينتجها منذ أواخر التسعينيات، وعمل اوزجن سابقا في مدن مثل كوباني، وبيروت، ودمشق، وشارك بمعارض في أكثر من 20 بلدا، وحاز على جائزة “بريكس ميولي” من متحف ثون في سويسرا في عام 2005.
في شهر أيلول، تم تعليق عمل اوزجن أثناء تدريسه التكنولوجيا والتصميم في المدرسة الإعدادية بديار بكر. وأعيد إلى وظيفته الأسبوع الماضي – بعد 86 يوما من الإيقاف عن العمل – ولكن لا يزال التحقيق معه من قبل وزارة التربية والتعليم جارياً.
ذهب اوزجن إلى هلسنكي في الصيف الماضي، حيث كان من المفترض أن تكون الإقامة هناك “بمثابة متنفس” للفنان وفقا للمنظمين. ويوضح اوزجن انه بالفعل عاد إلى ديار بكر بمعنوياته قوية. حيث قال: “كنت أفكر بمشاريع في عقلي، لقد كنت غير صبور للبدء بالعمل على الفيديو الخاص بي”.
مع ذلك، وبعد فترة وجيزة من عودته، جاء رئيس الوزراء بينالي يلديريم إلى ديار بكر “لتقديم الأخبار الجيدة للأراضي الكردية” وفقاً لمصطلح أوزجن، وأعلن أنه سيتم تعليق عمل 14 ألف معلم من المنطقة. وبعد بضعة أيام، أخبر مدير المدرسة أوزجن بأنه كان من بين هؤلاء الذين تم توقيفهم.
“على الرغم من كل ما يحدث، أريد أن أواصل صناعة الفن. ولكنه أمر صعب، لم أكن قادراً على العمل في أي شيء. ليس فقط لأنني كنت موقوف عن العمل، ولكن لأن جميع الطرق في المدينة التي أعيش بها أغلقت تحت اسم الأمن، ولأن هناك نقاط تفتيش ومراكز شرطة في كل مكان … ”
لقد تأثر لأنه لم يقم أيا من زملائه في المدرسة بالاتصال به لدعمه: “لا أحد يجرؤ على الاتصال، فالخوف الذي تم زرعه في البلد كله تسرب إلى عظامهم أيضا”. وعلى الرغم من انه يستمتع بالعمل مع الأطفال، إلا أن اوزجن أعرب عن استيائه من العمل كمدرس بسبب مشاكل في نظام التعليم. حيث قال: “أتمنى أن أركز فقط على الفن”.
“فقدان مصدر الإلهام للكتابة”
كان الروائي والشاعر إلهامي سيدار، الذي يكتب باللغة الكردية والتركية، من بين المعلمين الذين تم تعليقهم عن العمل في ديار بكر لثلاثة أشهر تقريبا. على الرغم من أنه أعيد إلى عمله، إلا أن التحقيق معه من قبل وزارة التربية والتعليم لم ينتهي.
باعتباره من أوائل الأعضاء في نقابة المعلمين اليساريين في ديار بكر، يقول سيدار أنه يعرف شخصيا العديد من المعلمين الذين تم تعليق عملهم: “الطلاب الذين حصلوا على أعلى درجات الاختبار في البلاد كانوا في صفوفهم، فهم دون مبالغة أفضل المعلمين في تركيا.”
في هذا المناخ القمعي، يقول سيدار أنه يواجه صعوبة في العثور على الإلهام للكتابة:
“لقد شهدنا في التسعينيات، حالات القتل واغتيالات حزب الله التي لم تُحَل، سنوات تحولت فيها القلوب إلى بيوت جنازة. فقد كتبت رواياتي “ملائكة الموت” و “الولاء” في ظل هذا الظلام – التمسك بالأدب كان السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع بالنسبة لي ولأمثالي. نحن لم نفقد إلهام الكتابة في هذه المدينة، حيث يتبعنا الموت كالظل. ما هو مؤلم في الوقت الحاضر هو الشعور بأننا بدأنا بالفعل خسارة هذا الإلهام”.
الفنان المعروف على الصعيد الدولي، والذي يعمل أيضا كمدرس تم توقيفه عن العمل لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، أشار أنه شارك في إضراب لمدة يوم واحد في شهر كانون الاول عام 2015 بعد مبادرة للاتحاد، وقال: “الناس لن تموت والمدن لن يتم هدمها”.
بالحديث عن ظروف عدم الكشف عن هويته بسبب التحقيق الجاري، وصف مشاعر مماثلة من الخوف: “كل ليلة، أحذف كل ما أكتبه من هاتفي، أراجع تغريداتي وأمسح تاريخ التصفح الخاص بي. أنا خائف من التفكير في ما سيحدث لهذه الأرض التي اخترت عدم التخلي عنها عندما أتيحت لي الفرصة لذلك…”.
“في تركيا، ’الكاتب الكردي’ ليس له اسم. أنا أكتب باسم ’ديلاور زيراك’ ولكنني طُردت من وظيفتي كمدرس تحت اسم ’ديلافير دوجير’. هذه هي كل المسألة والمعضلة”.
الكاتبة أسلي أردوغانMuhsin Akgü
الفنان المعاصر إركان اوزجنMax Geuter
على الرغم من كل ما يحدث، أريد أن أواصل صناعة الفن. ولكنه أمر صعب، لم أكن قادراً على العمل في أي شيء. ليس فقط لأنني كنت موقوف عن العمل، ولكن لأن جميع الطرق في المدينة التي أعيش بها أغلقت تحت اسم الأمن، ولأن هناك نقاط تفتيش ومراكز شرطة في كل مكان …
إركان اوزجن، صورة من ألعاب البالغين، عام 2004Photo courtesy of the artist
الروائي والشاعر إلهامي سيدارİlhami Sidar
كل ليلة، أحذف كل ما أكتبه من هاتفي، أراجع تغريداتي وأمسح تاريخ التصفح الخاص بي. أنا خائف من التفكير في ما سيحدث لهذه الأرض التي اخترت عدم التخلي عنها عندما أتيحت لي الفرصة لذلك…