بدأت حدة حزام، مديرة جريدة الفجر الجزائرية، إضراباً عن الطعام بتاريخ 13 تشرين الثاني احتجاجاً على ما وصفته محاولة من السلطات الجزائرية لوضع صحيفتها في عملية “قتل مبرمج”.
نشر هذا المقال اولاً على موقع منظمة مراسلون بلا حدود بتاريخ 17 تشرين الثاني 2017
بدأت حدة حزام، مديرة جريدة الفجر الجزائرية، إضراباً عن الطعام في 13 نوفمبر/تشرين الثاني احتجاجاً على ما وصفته محاولة من السلطات الجزائرية لوضع صحيفتها في عملية “قتل مبرمج”. وفي هذا الصدد، تندد مراسلون بلا حدود و جمعية ” يقظة” من أجل الديمقراطية و الدولة المدنية و مركز تونس لحرية الصحافة بالحظر المفروض على الجريدة و تساند حدة في معركتها.
تحديث – لأسباب صحية، توقفت حدا إضرابها عن الطعام الاثنين، 20 نوفمبر.
منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، لم تحصل صحيفة الفجر الجزائرية من أية جهة عامة على أي عرض إعلاني، علماً أن هذا يُعد مصدراً هاماً من مصادر التمويل الضرورية لبقاء الصحيفة على قيد الحياة. وتأتي هذه المقاطعة في أعقاب تدخل حدة حزام على فرانس 24 في 9 أغسطس/آب حول تغيير رئيس الوزراء في ذلك الوقت عبد المجيد تبون من قبل رئاسة الجمهورية. ورداً على سؤال بهذا الخصوص في حديث لقناة حيث وجهت حدة حزام انتقادات لاذعة للسلطات الجزائرية. ومنذ ذلك الحين، سحبت الوكالة الوطنية للنشر والإشهار صفحة إعلاناتها من الصحيفة. و كان على الفجر أن تقلل من نسخها المسحوبة، و عدد صفحاتها، لتتخلى لاحقا عن نسختها الورقية لتظهر فقط على شبكة الإنترنت، و تضطر للاقتراض لدفع رواتب الصحفيين واحتجاجاً على ذلك، دخلت حزام إضراباً عن الطعام في 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي حديث خصت به منظمة مراسلون بلا حدود، جمعية ” يقظة” من أجل الديمقراطية و الدولة المدنية و مركز تونس لحرية الصحافة قالت حدة حزام إنها “في كفاح مستمر منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً من أجل حرية الصحافة واستقلاليتها“، مضيفة أن “الضغوط أصبحت لا تطاق اليوم“، مؤكدة في الوقت ذاته أن “هذا الإضراب عن الطعام، الذي يهدد حياتي، هو المخرج الوحيد الآن“.
وفي هذا الصدد، قالت مراسلون بلا حدود ، جمعية ” يقظة” من أجل الديمقراطية و الدولة المدنية و مركز تونس لحرية الصحافة “إننا ندين هذا الخنق الذي يطال صحيفة الفجر والذي يجبر حدة حزام على اللجوء إلى وسائل متطرفة لإسماع صوتها“، مضيفة أن “الفجر هي وسيلة إعلام مستقلة ومعترف بها، علماً أنها الأولى التي تم إنشاؤها في الجزائر على يد صحفية، وهي نفس السيدة التي تقودها منذ سبعة عشر عاماً رغم كل الصعاب“. كما دعت المنظمات المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة “السلطات الجزائرية، التي تعمل كل يوم على إضعاف استقلالية وسائل الإعلام أكثر فأكثر، لرفع الحصار على هذه الصحيفة في أقرب وقت ممكن“.
وكانت الشركة الجزائرية للطباعة قد أوقفت نشر صحيفة الفجر في عام 2014 عن طباعة الصحيفة بعدما انتقدت حزام في عمودها الأسبوعي إمكانية إعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة.
هذا وقد حاولت مراسلون بلا حدود جمعية ” يقظة” من أجل الديمقراطية و الدولة المدنية و مركز تونس لحرية الصحافة الاتصال بالوكالة الوطنية للنشر والإشهار، لكن هذه الأخيرة امتنعت عن الإجابة على أسئلتنا.
يُذكر أن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار تقوم بتوزيع الإعلانات العامة على وسائل الإعلام الجزائرية على أساس تقديري، علماً أن الصحف الناقدة للحكومة – مثل الوطن أو الخبر – محرومة من هذا المصدر التمويلي منذ منتصف التسعينيات.
هذا وتقبع الجزائر في المركز 134 في نسخة 2017 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.