تعتبر باكستان واحدة من أخطر المناطق في العالم بالنسبة للمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتعرضون للاعتداءات من قبل عناصر تابعة للدولة والجيش من جهة، والمتشددين والجماعات المتطرفة من جهة أخرى. لقد أعطت الحكومة المدنية الضعيفة الكثير من القوة للجيش الذي يُعفى من الفحص والتدقيق. ولم تؤدي التحقيقات في جرائم القتل والاختفاء إلى أي مكان. وفى ظل هذا المناخ، يسود الإفلات من العقاب.
لا أحد يعرف ما إذا كانت طالبان تعد اسلحتها ضده أو ما إذا كانت الأجهزة الأمنية تعد اسلحتها ضده… وأحيانا لا تعرف لان احدهما يعمل بناء على طلب من جهة أخرى
في شهر حزيران من عام 2018، تم استبداله برئيس المحكمة السابق ناصر المُلك الذي تولى الحكومة المؤقتة حتى الانتخابات البرلمانية في تموز 2018. وفي تلك الانتخابات، فاز حزب “تحريك إنصاف” الباكستاني الذي ينتمي إليه عمران خان بـ 116 مقعدًا من أصل 270 مقعدًا متنافسًا، أي بـ21 مقعداً أقل من الأغلبية الكاملة. وأدى خان اليمين الدستوري كرئيس للوزراء في آب 2018.
العاصمة: اسلام أباد
عدد السكان: 193.9 مليون نسمة
الناتج المحلي القومي: 287.9 بليون دولار امريكي
عضو في:
الكومنولث، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، والأمم المتحدة
أعضاء آيفكس الذين يعملون في البلد:
الإعلام يهم من اجل الديمقراطية
مؤشر مراسلون بلا حدود العالمي لحرية الصحافة 2017:
الإفلات من العقاب – فهرس من التعتيم والتقاعس عن العمل
في الفترة ما بين عام 2002 إلى 2018، تعرض 241 صحفياً وعاملاً إعلامياً للقتل والاعتداء والاختطاف والاحتجاز والاعتقال في جميع أنحاء باكستان، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة الصحافة الباكستانية. تم تصنيف العاصمة الفيدرالية إسلام أباد على أنها أخطر مكان للصحفيين، حيث وقعت 32 حالة اعتداء في عام 2018 وحده. ووجدت مؤسسة الصحافة الباكستانية أن 72 صحفياً على الأقل قد قتلوا بسبب عملهم بشكل مباشر. لقد تم التوصل إلى إدانات ناجحة في خمس قضايا فقط، فيما بقيت الغالبية العظمى في المحاكم قبل إغلاقها لعدم المقاضاة. وفيما يلي أمثلة صغيرة للحالات التي تعاني من الإفلات من العقاب:
• شان دهار، مدير مكتب تلفزيون إيه بي بي تاك، الذي توفي بعد اطلاق النار عليه في شهر كانون الثاني من عام 2014. ويحاكم المتهمين بقتله غيابيا بعد أن فروا من البلاد. وفي نيسان 2016، أعلنت شرطة أقليم السند أنها ستعيد فتح التحقيق في وفاة دهار، وتم احراز تقديم بسيط جداً في القضية لغاية الآن.
• في آب 2015، اختطفت المراسلة زينات شاهذادي في لاهور. وكانت تحقق في عملية اختطاف آخرى. لقد اختفت الصحفية بالقوة وهي من بين 86 حالة اختفاء مسجلة لدى لجنة حقوق الإنسان في باكستان وهي هيئة غير حكومية (الرجاء عدم الخلط بينها وبين اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان). ولم يبدأ بعد تحقيق رسمي في اختفائها.
وتستمر عمليات القتل هذه في عام 2017، حيث قتل في شهر شباط موظف في قناة تلفزيون سماء عندما أطلق أفراد من طالبان النار على شاحنة جمع الأخبار التابعة للقناة في كراتشي. وفي حزيران 2017، قتل الصحفي باخشيش إلاهي في مدينة هاريبور من قبل أشخاص مجهولين.
آليات حقوق الإنسان “بلا أسنان”
على الرغم من الترحيب بإنشاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في باكستان بعام 2015 من قبل منظمات حقوق الانسان المحلية، إلا أن اختصاصها محدودة للغاية، حيث وصفتها اللجنة الدولية للحقوقيين “بلا أسنان عند الولادة”. فلا يمكن للجنة التحقيق في “فعل أو ممارسة وكالات الاستخبارات”، وعندما يتعلق الأمر بانتهاكات القوات المسلحة، فيمكنها فقط طلب تقرير من الحكومة وتقديم التوصيات. وقد رافق إنشاء هذه الآلية تقليص مساحة التحقيق من قبل المجتمع المدني. ففي تشرين الأول من عام 2015، وُضِعت قواعد جديدة للمنظمات الغير حكومية الدولية العاملة في باكستان، والتي تطلب منهم التسجيل والحصول على إذن مسبق لأي نشاط في البلاد. كما يمكن إلغاء تسجيل أي منظمة في حال “تورطها في أي نشاط يتعارض مع المصالح الوطنية الباكستانية، أو يتعارض مع سياسة الحكومة “. لقد تم الترحيب بقرار الحكومة بانشاء صندوق لتعويض الصحفيين الذين أصيبوا بجراح أو قتلوا. حيث قال الأمين العام لمؤسسة الصحافة الباكستانية عويس أسلم علي في مقابلة في شهر تموز من عام 2017: “أنه يعالج مسألة محاسبة الذين يمارسون العنف ضد الصحفيين”، وأضاف: “ما لم نتصدى للإفلات من العقاب، فإن مجرد دفع الأموال الضحايا لن ينهي الهجمات ضد الصحفيين”.
كانت باكستان احد البلدان التي ركّزت عليها خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب. ففي حين ساعدت الخطة في بدء حوار بين أصحاب المصلحة في وسائل الاعلام والحكومة وقدمت تشريعات جديدة لحماية الصحفيين، إلا أن الضعف المؤسسي وقضايا القدرات أبطأت التنفيذ ومنعت حدوث تحسن كبير في مستويات السلامة والمحاكمات.
وقّعت باكستان أو صدّقت على معظم الاتفاقيات الرئيسية للأمم المتحدة حول حماية حقوق الإنسان، ولكنها لم تصادق على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري. في تموز 2017، انتقدت بشدة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقريرها قضايا واسعة النطاق تتعلق بحقوق الإنسان. وأوصت بأن تراجع باكستان أحكامها القانونية المتعلقة بحرية التعبير، وطالبت بإجراء تحقيقات كاملة وتعويضات للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين تعرضوا للاعتداء والقتل والاختفاء. وأشار التقرير أيضا إلى العيوب في قانون منع الجرائم الإلكترونية، وحث على مواءمتها مع المعايير الدولية.
وفي شهر تشرين الثاني من عام 2017، مثلت باكستان أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إطار عملية الاستعراض الدوري الشامل، حيث خضع التزامها بحقوق الإنسان على مدى السنوات الخمس الماضية للتدقيق. وأشارالتقرير المشترك المقدم إلى الاستعراض الدوري الشامل، الذي اشتركت في اعداده منظمة الصحافة الباكستانية، ومنظمة المادة 19، وشبكة آيفكس، إلى تدهور حرية التعبير في باكستان في ذلك الوقت. وأوصت المنظمات بإجراء استعراض منهجي للدستور والأطر القانونية والإدارية، واتخاذ إجراءات هادفة لحماية ضحايا العنف وتحقيق العدالة لهم، وإصلاح القوانين التي تحكم وسائل الإعلام الرقمية، وجميعها أمور حاسمة في التصدي لإفلات المسيئين للحقوق من العقاب وهو أمر سائد في باكستان. وبدون هذه التدابير، سيستمر وكلاء الدولة والميليشيات والمتطرفون في التهديد والاعتداء وحتى القتل دون عقاب. بعد المراجعة، أصدرت مؤسسة الصحافة الباكستانية والمادة 19 وشبكة آيفكس بيانا في شهر آذار 2018 يعربون فيه عن خيبة أملهم من أن باكستان قد “أشارت” فقط إلى سلسلة من التوصيات التي تهدف إلى حماية الصحفيين. كما أعربوا عن “أسفهم العميق” لكون باكستان رفضت التفكير في إزالة العديد من التهديدات الرئيسية لحرية التعبير وغيرها من الحقوق في باكستان مثل تشريعات التجديف وعقوبة الإعدام.
المزيد من الموارد والمعلومات
بتاريخ 1 كانون الثاني عام 2014، أطلق النار على الصحافي الباكستاني شان دهار من قبل رجال مسلحين، وتم نقله الى مستشفى محلي حيث بقي غير مراقب حتى استسلم لجروحه. بعد مرور أكثر من أربعة أعوام، لم يتم تقديم أي أحد من الجناة إلى العدالة.
كيف تزيد الديّة من الإفلات من العقاب وقتل الإعلاميين في باكستان
قد تقدم قوانين وممارسات “الديّة” طريقاً أسرع إلى الحد الأدنى من العدالة، لكن علماء القانونيين يحذرون من أنها قد تؤدي أيضاً إلى انتهاكات خطيرة، وتعمل على استمرار دورة القتل.
حث الحكومة الباكستانية على وقف الإفلات من العقاب مع ازدياد الجرائم بحق الإعلام
تعرض 241 صحفياً وعاملاً إعلامياً للقتل والاعتداء والاختطاف والاحتجاز والاعتقال في جميع أنحاء باكستان منذ عام 2012 لغاية الآن.