مقتل المصور الصحفي نبيل القعيطي وإلقاء القبض على الصحفي عبد الله عوض بكرين، يسلطان الضوء على بيئة مقلقة، بشكل متزايد، للصحفيين في البلاد.
تم نشر هذا البيان أولاً على موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 3 حزيران 2020
يساور مركز الخليج لحقوق الإنسان قلق بالغ إزاء التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون لقيامهم بعملهم في اليمن، بما في ذلك قتل مصور صحفي والاعتقالات المستمرة للصحفيين في جميع أنحاء البلاد.
بتاريخ 02 يونيو/حزيران 2020، قام مسلحون مجهولون بإغتيال المصور الصحفي نبيل القعيطي (الصورة على اليسار)، وذلك قرب منزله في مدينة دارسعد التي هي إحدى مديريات محافظة عدن الجنوبية. لقد قام جيرانه بنقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة حال وصوله هناك على أثر الإصابات التي تعرض لها.
وحسب التقاريرالمحلية فأن سيارة حاولت في البداية الاصطدام به بينما كان يتحدث بهاتفه النقال قرب منزله مما اضطره إلى الاختباء خلف حافلة صغيرة حيث باغته المسلحون الذين كانوا يستقلون السيارة بوابلٍ من الرصاص.
عمل القعيطي كمراسلٍ لوكالة فرانس برس وكان قد نشر على حسابه في تويتر تغريدة فبل ساعتين فقط من اغتياله. قال خالد ابراهيم، مدير مركز الخليج لحقوق الإنسان، “لقد كان يحمل كاميرته دائماً ترافقها ابتسامته الدافئة ولم يحمل سلاحاً قط فلماذا قتلوه؟”
وأعقبت وفاة القيطي إشادة واسعة النطاق به من قبل زملائه وصحفيين آخرين. قالت هدى العطاس، صحفية وكاتبة يمنية جنوبية فازت بعددٍ من الجوائزعلى صفحتها في الفيسبوك، “كانت عدسة كاميرتك أقوى من ماسورة أحدث المدافع.”
في 27 يوينو/حزيران 2020، اعتقلت الأجهزة الأمنية بمحافظة حضرموت المصور الصحفي عبد الله عوض بكير وذلك بمدينة المكلا. لقد صاردت السلطات سيارته ومقتنياته الأخرى وذلك عند اعتقالها له.
لم تعلن السلطات المحلية طبيعة التهم الموجهة ضده بالرغم من أن بعض المصادر العسكرية أكدت خبرالاعتقال متهمة إياه بارتكاب مخالفة للقانون العسكري.
لقد أخبر بعض زملائه مركز الخليج لحقوق الإنسان أن سبب اعتقاله هو نشره صورة صندوق مناديل مطبوع عليها صورة محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني الذي يتبع حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي. وحظيت الصورة بإنتقادات واسعة وُجهت ضد المحافظ وذلك من قبل ناشطي الإنترنت.
لقد أصدرت اسرته نداءً حملت فيه محافظ حضرموت مسؤولية مايجري للصحفي بكير. وورد في ندائها إنهم، مُنعوا من زيارة إبنهم والإطمئنان عليه ولو هاتفياً في وقتٍ لاتسمح فيه الزيارات بسبب انتشار فاروس كورونا(كوفيد-19).
يعتبر بكير من ابرز صحفيي محافظة حضرموت، ويستخدم صفحته على الفيسبوك لمتابعة قضايا المواطنين ونشر مايهمهم من الأخبار.
وجاء اعتقاله في أعقاب اعتقالات أخرى للصحفيين في اليمن حصلت على أيدي سلطات مختلفة، فشلت في احترام حرية التعبير.
يحث مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات وجميع أطراف النزاع في اليمن على:
1. الإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفي عبد الله عوض بكير وجميع الصحفيين الآخرين المحتجزين في اليمن؛
2. فتح تحقيق فوري ومستقل ونزيه وشامل في مقتل نبيل القعيطي بهدف نشر النتائج وتقديم المسؤولين عنها للعدالة وفق المعايير الدولية؛
3. ضمان احتجاز جميع الصحفيين المحتجزين وسجناء الرأي الآخرين في ظروف إنسانية وتمكينهم من الوصول إلى المحامين والزيارات العائلية والمكالمات؛
4. ضمان السلامة الجسدية والنفسية للصحفيين وسجناء الرأي أثناء احتجازهم؛ و
5. التأكد من أن جميع الصحفيين قادرون على القيام بعملهم دون خوف من الانتقام وخالية من جميع القيود، بما في ذلك المضايقة القضائية واضطهاد أسرهم.