كشفت دراسة جديدة أجراها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير عن ثغرات واسعة في تغطية الإعلام السوري لجائحة كوفيد-19، ولا سيما فيما يتعلق بنشر معلومات دقيقة وغير مسيسة في مجابهة المعلومات المضللة.
تم نشر هذا التقرير أولاً على موقع المركز السوري للاعلام وحرية التعبير بتاريخ 1 يوليو 202
أدت جائحة كوفيد-19 إلى خلق تحديات جديدة أمام وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، وقد كانت هذه الأعباء الجديدة مضافة إلى أوضاع خطيرة للغاية على الصحافة في سوريا، في ظل التضييق الشديد من الحكومة السورية وسلطات الأمر الواقع على حق حرية الوصول إلى المعلومات ونشرها سواءً بالاستناد إلى نصوص قانونية تعسفية أو من خلال الترهيب وارتكاب انتهاكات بحق الصحفيين بهدف ترهيبهم، ما دفع إلى خلق عقبات كبيرة أمام محاولة تقديم معلومات دقيقة حول انتشار الجائحة في البلاد بالنسبة للصحافة.
قام المركز السوري للإعلام وحرية التعبير برصد 154 مقالاً صحفياً وأكثر من 136 ساعة بث تلفزيوني وإذاعي في الأسابيع الثلاث الأولى من شهر تموز/يوليو 2020، من أجل الوصول إلى مؤشرات رئيسية حول طريقة تغطية أخبار الجائحة التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد في الإعلام السوري. وقد أظهر تحليل البيانات التي حصلنا عليها، وجود ثغرات كبيرة في تغطية وسائل الإعلام السورية للجائحة، خاصة فيما يتعلق بنشر المعلومات الدقيقة وتصحيح الشائعات، وقد اعتمد التقييم على مؤشرات لعمل الإعلام وعلى التعريف الرسمي الذي قدمته منظمة اليونسكو لدور وسائل الاتصال خلال جائحة كوفيد-19. كما أظهر تحليل البيانات التي حصلنا عليها من خلال عملية الرصد، بأنّ وسائل الإعلام لم تستطع توجيه موارد كافية لعملية استقصاء الأخبار الدقيقة خاصةً مع وجود شكوك تؤيدها أبحاث عملية بما يخص المعلومات التي قدمتها الحكومة السورية حول انتشار الجائحة في البلاد.
وقد كان لاختلاف التوجه السياسي تأثير واضح على شكل التعاطي مع الجائحة والاهتمامات الأساسية لوسائل الإعلام ضمن التغطية المخصص للموضوع، وهو ما يعني عملياً وجود تأثير مثبت للتوجه السياسي على تغطية أخبار فيروس كورونا المستجد في سوريا، ما يدفع إلى توجيه دعوة إلى سلطات الأمر الواقع والحكومة السورية، لعدم التدخل في تغطية ونشر المعلومات حول الجائحة.
يتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن من أجل التمييز بين عمل أنواع الصحافة المختلفة في نقل وتوعية السوريين حول أوضاع الجائحة. ويستخدم البحث أداة استمارة تحليل المضمون من أجل الحصول على البيانات الكمية والنوعية الخاصة بأداء ومنتجات الصحافة السورية خلال فترة انتشار الجائحة.
كما يستخدم البحث أداة المقابلة مع شخصيات مفتاحية من الصحافة المحلية السورية، للإضاءة على المخاطر والصعوبات التي واجهتهم خلال إنجاز المواد الصحفية المرتبطة بجائحة كوفيد-19، وقد تمّ إجراء خمسة مقابلات مع مع أعضاء في هيئات تحرير مؤسسات إعلامية سورية خلال شهر آذار من عام 2021 بهدف الإضاءة على بعض الجوانب التي قد لا يظهرها رصد وتحليل المحتوى.
بالإضافة إلى ذلك فقد تمّ توزيع استمارة استبيان على عدد من الصحفيين السوريين يعملون داخل وخارج البلاد للاستفسار عن ظروف عملهم وطريقة استجابة مؤسساتهم الصحفية لجائحة كوفيد-19 من وجهة نظرهم كصحفيين، وسيتم نشر تحليل لمخرجات الاستبيان من خلال ملحق ينشر لاحقاً.
يُمثّل مجتمع الدراسة وسائل الإعلام السورية بمختلف مناطق انتشارها أو أنماط عملها (مقروءة، مسموعة، مرئية) وتبعاً لتواجدها الجغرافي؛ (وسائل إعلام عاملة في مناطق الحكومة السورية، وسائل إعلام عاملة في مناطق الإدارة الذاتية، وسائل إعلام عاملة خارج سوريا). أما بالنسبة لعينة الدراسة فقط تمّ اختار الباحثون مواد صحفية عشوائياً بطريقة السحب من دون إعادة من مجمل إنتاج المؤسسات الصحفية المختارة في الأسابيع الثلاث الأولى من شهر تموز/يوليو من عام 2020ـ وقد تمّ اختيار مفردات الدراسة من 24 وسيلة إعلام تمثل التوجهات السياسية الثلاث.
يحاول هذا البحث النظر في أداء الإعلام المحلي السوري بمختلف تنوعاته وأطيافه خلال انتشار جائحة كوفيد-19 في سوريا عام 2020، ويحاول تحليل أساليب العمل ونقل المعلومات المرتبطة بالمواضيع الخاصة بالجائحة. كما سيحلل البحث أوضاع الصحفيين العاملين في سوريا أو دول الجوار، خلال جائحة كورونا ومدى تأثرهم بالجائحة ومدى قدرتهم على أداء مهماتهم في إيصال المعلومات الدقيقة للمواطنين حولها.
لقراءة كامل الدراسة: