وفقًا لمركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)، اعتقلت السلطات القطرية عشرات المواطنين بعد احتجاجات سلمية ضد النظام الانتخابي التمييزي في البلاد، في انتهاك لحقهم في حرية التعبير والتجمع.
تم نشر هذا التقرير أولاً على موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 19 أيلول 2021
تستمر السلطات في احتجاز 21 مواطناً قطرياً شاركوا في الاحتجاجات السلمية الأخيرة التي انطلقت في قطر ضد قانون صدر مؤخراً لتنظيم انتخابات مجلس الشورى، وفقاً للتقارير التي تلقاها مركز الخليج لحقوق الإنسان.
قوانين تكرس التمييز بين المواطنين
بتاريخ 29 يوليو/تموز 2021، صادق أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني على القانون رقم (6) لسنة 2021 الخاص بإصدار نظام انتخاب مجلس الشورى. كذلك في اليوم نفسه، صادق على قانون رقم (7) لسنة 2021 الخاص بتكوين مجلس الشورى واختصاصاته، إضافة إلى إصداره المرسوم رقم (37) لسنة 2021 بتحديد الدوائر الانتخابية لمجلس الشورى، والتي يبلغ عددها 30 دائرة وتحديد مناطق كل منها، حيث ينتخب عضو واحد عن كل دائرة انتخابية.
كرس هذان القانونان (6) و (7) والمرسوم الملحق بهما التمييز الصارخ بين المواطنين القطريين، ومنعت عن فئة كبيرة منهم حق الترشيح أو حق الانتخاب أو الاثنين معاً، وهمشت كليةً الفئات الأخرى في المجتمع. لمزيدٍ من المعلومات عن ذلك، انظر ندائنا الصادر في 13 أغسطس/آب 2021:
https://www.gc4hr.org/news/view/2809
احتجاجات شعبية غير مسبوقة
لقد أعقب إصدار هذه القوانين احتجاجات حاشدة في قطر، خاصة من قبل أبناء قبيلة آل مرّة الذين تم منع أعداد كبيرة منهم من حق الترشح أو الانتخاب أو الاثنين معاً. كان يوم 09 أغسطس/آب 2021، يوماً حافلاً في التاريخ القطري المعاصر، فقد شهد تجمعاً سلميا قام به المحتجون من قبيلة آل مرّة طالبوا خلالها بإسقاط قانون انتخابات مجلس الشورى والحق في المواطنة الكاملة واحترام حرية التعبير وإشاعة العدالة الاجتماعية بين المواطنين. استمرت الاحتجاجات منذ ذلك التاريخ.
قامت القوات الأمنية بمحاولات عديدة من أجل فض الاعتصام، الذي استمر في الأيام التالية، فاقتحمت منازل بعض افراد هذه القبيلة، واعتقلت العشرات منهم من الذين قادوا الاحتجاجات شاركوا فيها.
أسماء المعتقلين من سجناء الرأي
أكدت مصادر محلية موثوقة لمركز الخليج لحقوق الإنسان أن عدد المعتقلين من أبناء هذه القبيلة قد تجاوز 50 معتقلاً. لقد تم إطلاق سراح العديد منهم، بعد أن أجبروا على توقيع تعهدات مكتوبة بعدم التظاهر مجدداً. أكدت المصادر نفسها أن 21 معتقلاً أدرجت أسمائهم في القائمة أدناه لايزالون رهن الاعتقال لدى جهاز أمن الدولة أو في مراكز للشرطة. قامت السلطات بحرمانهم من الاتصال بأسرهم أو توكيل محام.
تاريخ الاعتقال | الاسم | التسلسل |
10 أغسطس/آب 2021 | الدكتور هزاع بن علي أبو شريدة المري | 1 |
10 أغسطس/آب 2021 | الدكتور راشد بن علي أبو شريدة المري | 2 |
11 أغسطس/آب 2021 | سعيد آل دجران المري | 3 |
11 أغسطس/آب 2021 | جابر أبو شقلة | 4 |
13 أغسطس/آب 2021 | عبدالله آل عليان | 5 |
13 أغسطس/آب 2021 | محمد المنخس | 6 |
14 أغسطس/آب 2021 | الإعلامي أحمد الشمري | 7 |
15 أغسطس/آب 2021 | حمد آل سويحيت | 8 |
18 أغسطس/آب 2021 | على العزب | 9 |
18 أغسطس/آب 2021 | سالم المانع | 10 |
20 أغسطس/آب 2021 | محمد بن جابر الزبداني المري | 11 |
22 أغسطس/آب 2021 | جابر العقيد | 12 |
27 أغسطس/آب 2021 | الدكتور عبد الله السالم | 13 |
27 أغسطس/آب 2021 | سالم القور | 14 |
28 أغسطس/آب 2021 | حمد بن عايض بن خجيم المري | 15 |
02 سبتمبر/ايلول 2021 | تركي المري | 16 |
04 سبتمبر/ايلول 2021 | هزاع بن سالم أبو شريدة المري | 17 |
05 سبتمبر/ايلول 2021 | منصور آل نقادان | 18 |
05 سبتمبر/ايلول 2021 | حمد راشد المري | 19 |
05 سبتمبر/ايلول 2021 | الشاعر صالح آل نشيرا | 20 |
05 سبتمبر/ايلول 2021 | الشاعر على بن راشد ال صبيح المري | 21 |
كان للمحامي الدكتور هزاع بن علي المرّي دوراً بارزاً في قيادة هذه الاحتجاجات والدعوة للمشاركة فيها وظهر في عدة تسجيلات، وجه في إحداها نداءً الى أمير قطر قال فيه، “سنطالب بحقوقنا وكرامتنا في هذا الوطن ومن داخل الوطن، حتى لو كُتب لنا الموت في السجون.” يستخدم الدكتور هزاع حسابه على تويتر لنشر كلماته وآرائه الصريحة بما يجري في قطر. بتاريخ 28 يوليو/تموز 2021، نشر تغريدة ورد فيها، “منذ نشر الدستور في الجريدة الرسمية ونحن ننتظر استكمال المؤسسات الدستورية، ُتأخر لأكثر من 15 عام، ُتأخر وتأخرت معه المحكمة الدستورية.” أكدت المعلومات الدقيقة الواردة لمركز الخليج لحقوق الإنسان، إن الاحتجاجات قد استمرت واتخذت منزله الواقع في منزله في منطقة المعيذر والمنطقة المحيطة بها، التي تبعد 16.5 كيلومتراً ونصف من العاصمة الدوحة، مقراً لتجمعاتهم، حيث كرروا مطالبهم السابقة وطالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين فوراً.
حذف أسم مرشحة وانسحاب مرشح من الانتخابات
ستتم في 02 أكتوبر/تشرين الأول أول انتخابات لمجلس الشورى المكون من 54 مقعدا وحسب القوانين التمييزية التي ورد ذكرها في أعلاه. أعلنت اللجنة الإشرافية لانتخابات مجلس الشورى في قطر بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول 2021، أن 294 مرشحا موزعين على 30 دائرة تمثل مختلف أنحاء الدولة سجلوا في الكشوف الأولية للانتخابات. أكدت تقارير استلمها مركز الخليج لحقوق الإنسان أن بعض المرشحين قد أجبروا على الانسحاب بسبب ضغوطات من قبل قوى حكومية متنفذة، وأن البعض الأخر قد تم حذف أسمائهم من سجل المرشحين.
بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول 2021، نشرت المواطنة مباركة المري التغريدة التالية على حسابها في تويتر، “اخواني وأخواتي في دائرة (١٦) لقد تم ازالة اسمي دون علمي ودون اخطاري بأي طعن، ودون تنازل مني وسوف اراجع لجنة الانتخابات لتوضيح اسباب الاستبعاد.”
هذا في وقتٍ أكد فيه عدد كبير من المواطنين على تويتر في تغريداتهم على أن هذه الانتخابات صورية ولا تمثل الشعب في قطر. كتب المغرد محمد المري تغريدة عن هذه الانتخابات تضمنت ما يلي، “تأسيس مجلس الشورى القطري وآلية انضمام جميع اعضاءه سواء بالتعيين او “بالانتخابات” ليس لها علاقة بالديمقراطية، والسبب ان مُرشحي انتخابات مجلس الشورى والناخبين تختارهم الحكومة بدون أدنى مبادئ العدالة والمساواة ولا حتى المصلحة العامة!!!”
التوصيات
مرة أخرى يشجب مركز الخليج لحقوق الإنسان قيام السلطات الأمنية في قطر باستهداف المواطنين واعتقالهم فقط بسبب قيامهم بالتعبير عن آرائهم المخالفة للقوانين الثلاث التي أصدرها أمير البلاد المتعلقة بمجلس الشورى، وتنظيمهم لتجمعات سلمية. يطالب مركز الخليج لحقوق الإنسان الحكومة القطرية، القيام فوراً بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات السلمية الأخيرة، وحماية الحريات العامة وخاصة حرية التعبير وحرية التجمع السلمي.
على الحكومة القطرية تعديل القوانين الثلاث بما يضمن عدم احتوائها على أي تمييز بين جميع المواطنين في قطر، أو تهميش لفئات المجتمع المختلفة وخاصة النساء، العمال الوافدين والمهاجرين المقيمين، وكذلك مجتمع البدون.
لا يمكن لدولة سوف تحتض مسابقات كأس العالم لكرة القدم (فيفا 2022) أن تمارس هذه التمييز ضد المواطنين ومختلف المقيمين على أراضيها، وأن تستمر في انتهاك الحريات العامة وبضمنها حرية التعبير وحرية التظاهر السلمي.