كشف تقرير جديد صادر عن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) أن إسرائيل كانت مسؤولة عن 91٪ من الاعتداءات الجسدية المباشرة على الصحفيين الفلسطينيين خلال السنوات الخمسة الماضية.
تم نشر هذا التقرير أولاً على موقع مركز مدى بتاريخ 2 تشرين الثاني 2021
في اليوم العالمي لمناهضة الإفلات من العقاب في الجرائم ضد الصحفيين، أصدر مركز مدى تقريرا بعنوان “جرائم الاحتلال الإسرائيلي حوادث عابرة أم سياسة ثابتة” حول الاعتداءات الجسدية ضد الصحفيين.
ويغطي التقرير السنوات الخمس والنصف الاخيرة (من مطلع 2016 وحتى منتصف العام الجاري 2021) ويسلط الضوء على واحدة من أشد الانتهاكات الاسرائيلية خطورة على حياة الصحافيين/ات والحريات الاعلامية في فلسطين ألا وهي الاعتداءات الجسدية، التي وبجانب خطورتها، فإنها تحتل المرتبة الأولى من حيث عددها مقارنة بجميع انواع الانتهاكات الاسرائيلية التي تشمل نحو 20 نوعا من الانتهاكات.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي خلال السنوات الخمس والنصف التي يغطيها هذا التقرير ما مجموعه 1845 انتهاكا، بلغ عدد الاعتداءات الجسدية المباشرة (الناجمة عن استخدام الاسلحة والذخائر بانواعها او جراء الضرب) منها 786 اعتداء، أي أن ما نسبته 43% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية ضد الصحافيين/ات تندرج ضمن هذا النوع من الاعتداءات في حين يتوزع ما تبقى على نحو 20 نوعا اخر من الانتهاكات الاسرائيلية.
ولتقديم صورة عن ذلك، يشير التقرير إلى أن عدد الاعتداءات الجسدية الفلسطينية بلغت 81 انتهاكا اي ما يشكل 9% فقط من مجمل الاعتداءات الجسدية التي سجلت خلال الفترة التي يغطيها التقرير وأن 91% ارتكبها الاحتلال، ما يظهر توجها اسرائيليا واضحاً نحو الحاق أشد الاذى بالصحافيين/ات لإبعادهم عن الميدان والعمل الصحفي، ترجمة لسياسة تهدف بشتى السبل التعتيم على ما ينفذه الاحتلال من ممارسات وسياسات واعتداءات في فلسطين.
ويوضح التقرير أن الاعتداءات الجسدية الاسرائيلية أدت منذ مطلع العام 2000 الى مقتل 46 صحافيا/ة في الضفة الغربية وقطاع غزة، 6 منهم قتلوا خلال السنوات الخمس والنصف الاخيرة التي يغطيها هذا التقرير، فيما عانى وما يزال عشرات آخرون يعانون من اعاقات مؤقتة ودائمة، ستلازمهم طوال حياتهم، جراء اصابات بليغة وخطيرة تسبب بها الاحتلال لهم، مثل الصحافيين: عطية محمد درويش، ومعاذ ابراهيم عمارنة، وسامي جمال مصران، الذين فقد كل واحد منهم إحدى عينيه جراء اصابات مباشرة استهدفتهم اثناء عملهم في الميدان من قبل جنود الاحتلال خلال العامين 2018 و2019.
ويستعرض التقرير مجموعة من الحالات والنماذج التي تُظهر تعمد قوات الاحتلال الاسرائيلي الحاق أشد الاذى بالصحافيين/ات، من خلال استخدام الذخيرة الحية وحتى المحرمة دوليا (الرصاص المتفجر احيانا)، وعبر استخدام شتى الذخائر والاساليب الاخرى، مثل الرصاص المطاطي والمعدني والاسفنجي وقنابل الغاز والضرب وغيرها من الوسائل، التي تسببت في حالات كثيرة بأصابات بالغة الخطورة لصحافيين/ات، نظرا لاستخدام جنود الاحتلال هذه الوسائل بصورة متطرفة تهدف ايقاع اشد الاذى بالمستهدفين (اطلاق قنابل الغاز او الرصاص المطاطي على الرأس من مسافات قريبة بصورة مباشرة)، كما حدث على سبيل المثال مع المصور الصحافي نضال اشتية الذي اصيب بقنبلة غاز في رأسه تسببت له بنزيف داخلي في الرأس وفقد الوعي رغم انه كان يضع خوذة على رأسه، وكذلك المصورة حنين محمود بارود التي تسببت لها قنبلة غاز بجرح تم تقطيبه 8 غرزة، وكذلك مصور وكالة الصحافة الفرنسية جعفر اشتية الذي اطلق احد الجنود قنبلة على رأسه من عدة امتار داخل مدرسة اللبن الشرقية، ما تسبب له بكسر في الجمجة وارتجاج في الدماغ.
إننا في هذه المناسبة نطالب مجدداً بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم ضد الصحفيين وخاصة قوات الاحتلال على قتلها لـ (46) صحفياً منذ العام 2000.
لقراءة التقرير كاملاً: الرجاء الضغط هنا