لقي 27 صحفياً على الأقل حتفهم بسبب عملهم في عام 2021، وتصدّرت الهند والمكسيك قائمة البلدان التي قُتل فيها أكبر عدد من العاملين الإعلاميين، وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن لجنة حماية الصحفيين لهذا العام.
تم نشر هذا التقرير أولاً على موقع لجنة حماية الصحفيين بتاريخ 22 كانون الاول 2022
إعداد جنيفر دونهام/ نائب مدير التحرير في لجنة حماية الصحفيين.
لقي 27 صحفياً على الأقل حتفهم بسبب عملهم في عام 2021، وتصدّرت الهند والمكسيك قائمة البلدان التي قُتل فيها أكبر عدد من العاملين الإعلاميين، وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن لجنة حماية الصحفيين لهذا العام. ومن ضمن هذا المجموع – والذي ازداد بمقدار ثلاثة منذ أن أصدرت لجنة حماية الصحفيين تقرير الاعتداءات على الصحافة في 9 كانون الأول/ ديسمبر – استُهدف 21 صحفياً بالقتل بسبب تغطيتهم الإخبارية. وقُتل أربعة صحفيين آخرين بينما كانوا يغطون الأخبار من مناطق نزاعات، في حين قُتل صحفيان آخران بينما كانا يغطيان احتجاجات أو مصادمات في الشوارع تحولت إلى مصادمات فتاكة.
وما زالت لجنة حماية الصحفيين تحقق بشأن مقتل 18 صحفياً آخرين – بمن فيهم ستة صحفيين في المكسيك – لتحديد ما إذا كانت وفاتهم مرتبطة بعملهم.
وبينما انخفض العدد الكلي للصحفيين القتلى عن عددهم في عام 2020 حيث بلغ 32 صحفياً قتيلاً آنذاك، ظل عدد حالات القتل المؤكدة التي دافعها الانتقام دون تغيير تقريباً مقارنة بالعام الماضي، مما يشير إلى استمرار استهداف الصحفيين. كانت الهند والمكسيك هما البَلدان اللذان سجلا أعلى عدد من حالات قتل الصحفيين، إذ شهد البلدان مقتل أربعة صحفيين وثلاثة صحفيين على التوالي، وقد ظهر البلدان أيضاً في المؤشر العالمي للإفلات من العقاب الذي تصدره لجنة حماية الصحفيين، والذي يسلط الضوء على البلدان التي يُستهدف فيها الصحفيون بالقتل ويظل مرتكبو الجرائم أحراراً طلقاء.
وقُتل صحفيان على الأقل في ميانمار، وسط حملة قمع وحشية شنتها الطغمة العسكرية الحاكمة ضد الصحافة تضمنت أيضاً سجن 26 صحفياً على الأقل بسبب عملهم، وذلك لغاية 1 كانون الأول/ ديسمبر 2021. وجرت حالتا القتل هاتان في كانون الأول/ ديسمبر، وتمثلان أكبر حصيلة سنوية للصحفيين القتلى تسجلها لجنة حماية الصحفيين لهذا البلد منذ عام 1999، كما برز البلد بوصفه ثاني بلد يسجن أكبر عدد من الصحفيين، وذلك بعد الصين، حسب إحصاء الصحفيين السجناء لعام 2021 الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين.
ومن بين النتائج الأخرى لتقصيات لجنة حماية الصحفيين حول الصحفيين القتلى، ما يلي:
- كانت الجماعات السياسية، من قبيل أحزاب المعارضة أو المقاتلين المعارضين للحكومة، هم الجهة الأكثر ظهوراً بوصفهم الجهة المشتبه بمسؤوليتها عن قتل الصحفيين في عام 2021، بينما كان موضوع السياسة هو الموضوع الأكثر خطراً على التغطية الصحفية.
- كانت المذيعة التلفزيونية الأفغانية، مينا خيري، والتي قُتلت في حزيران/ يونيو في كابول عندما فجّر مهاجمون مجهولون شحنة ناسفة يدوية الصنع بسيارتها، هي الصحفية الأنثى الوحيدة التي تأكد استهدافها بالاغتيال في عام 2021. وقتلت صحفية أخرى، وهي المصورة الصحفية رشا عبدالله الحرازي، والتي كانت حاملاً بطفل، من جراء انفجار قنبلة بسيارتها في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، ولكن يُعتقد أن الاعتداء كان يستهدف زوجها، محمود العتمي، وهو صحفي أيضاً، وقد أصيب بجراح خطيرة في الانفجار.
- كانت الغالبية العظمى من الصحفيين القتلى من صفوف الصحفيين المحليين الذين يغطون الأخبار في أوطانهم. وقُتل ثلاثة صحفيين دوليين في عام 2021: المصور الصحفي الهندي دانيش صديقي، الذي توفى في أفغانستان من جراء جراح أصيب بها بينما كان يغطي مصادمات بين القوات الأفغانية وحركة طالبان في تموز/ يوليو؛ وعاملان إعلاميان إسبانيان في طاقم تصوير فيلم وثائقي، هما ديفيد بيريان وروبيرتو فريل، اللذان اختُطفا وقُتلا في بوركينا فاسو في نيسان/ أبريل.
- كان الصحفي اللبناني لقمان سليم – الذي اغتيل في شباط/ فبراير – هو الصحفي القتيل الوحيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2021، مما يمثل انخفاضاً كبيراً عن المستويات القياسية في أعداد الصحفيين القتلى التي شهدتها المنطقة على امتداد العقد الماضي.
اعرِفْ المزيد عن بيانات لجنة حماية الصحفيين بشأن الصحفيين القتلى والسجناء في عام 2021، وذلك من خريطتنا التفاعلية والإحصاء السنوي للصحفيين السجناء.
المنهجية
بدأت لجنة حماية الصحفيين بجمع سجلات مفصلة حول جميع حالات قتل الصحفيين في عام 1992. ويقوم موظو اللجنة بإجراء تحقيقات مستقلة ويتحققون من ملابسات كل حالة وفاة. وتَعتبِر لجنة حماية الصحفيين أن الجريمة مرتبطة بالعمل إذا كان موظفو اللجنة متأكدين إلى درجة معقولة أن الصحفي قُتل كانتقام مباشر بسبب عمله/عملها؛ أو من جراء نيران متقاطعة أثناء عمليات قتالية؛ أو أثناء القيام بمهمة خطرة من قبيل تغطية الاحتجاجات التي تتحول إلى مواجهات عنيفة.
وإذا كانت دوافع جريمة القتل غير معروفة، ولكن من المحتمل أن الصحفي قُتل بسبب عمله، فإن لجنة حماية الصحفيين تصنف الحالة بأنها “غير مؤكدة” وتواصل التحقيق بشأنها.
القائمة التي تعدّها لجنة حماية الصحفيين لا تتضمن الصحفيين الذين يلقون حتفهم من جراء المرض أو في حادث سيارة أو طائرة، إلا إذا كان الحادث ناجماً عن أعمال عدائية. وثمة منظمات صحفية أخرى تستخدم معايير أخرى وتتوصل إلى أعداد للصحفيين القتلى تختلف عن الأعداد التي تعلن عنها لجنة حماية الصحفيين.
تتضمن قاعدة البيانات التي أعدتها لجنة حماية الصحفيين حول الصحفيين القتلى في عام 2021 تقارير قصيرة حول كل ضحية، إضافة إلى عوامل فرز لتفحّص التوجهات التي تدل عليها البيانات. كما تحتفظ لجنة حماية الصحفيين بقاعدة بيانات حول جميع الصحفيين القتلى منذ عام 1992، وجميع الصحفيين المفقودين أو السجناء بسبب عملهم.
جنيفر دونهام هي نائب مدير التحرير في لجنة حماية الصحفيين، وكانت قد عملت قبل انضمامها إلى اللجنة كمديرة أبحاث لإعداد تقارير ’الحرية في العالم‘ و ’حرية الصحافة‘ التي تُصدرها مؤسسة ’فريدوم هاوس‘.