حسب مراسلون بلا حدود: "على السلطات الأردنية ألا تتساهل مع إساءة استخدام القوانين المتعلقة بالتشهير أو جرائم الإنترنت على نحو من شأنه أن يؤدي إلى انزلاق أمني"
في غضون شهر واحد فقط، حُوكم ستة صحفيين في الأردن بسبب عملهم. وإذ تُعرب مراسلون بلا حدود عن قلقها إزاء سلسلة الاعتقالات هذه، فإنها تدعو
كان أحمد حسن الزعبي آخر من طالته سلسلة الاعتقالات المثيرة للقلق التي تعرض لها الصحفيون في الأسابيع الأخيرة. ففي 24 مارس/آذار، أُلقي القبض على الإعلامي الأردني الذي يكتب أعمدة الرأي في موقع سواليف، بينما كان متوجهاً إلى مطار عمان في طريقه إلى إسطنبول، حيث أوقفت الأجهزة الأمنية السيارة التي كانت تقله وصادرت هاتفه وأوراق هويته قبل نقله إلى إدارة الأمن، حيث مكث لمدة ساعتين ثم أطلقت سراحه فيما بعد.
وقبل ذلك بأسبوعين، اعتُقل صحفيان في مطار العاصمة لدى عودتهما من رحلة جوية، وذلك بتهمة ارتكاب “جرائم إلكترونية”. ففي 7 مارس/آذار، تم توقيف المراسلة السابقة ليومية الغد في واشنطن، تغريد الرشق، التي تعمل حالياً مسؤولة في منظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن (DAWN)، حيث خضعت للاستجواب لمدة اثنتي عشرة ساعة بسبب تغريدة نُشرت في يناير/كانون الثاني (وتم حذفها فيما بعد)، حيث انتقدت مقالاً يسخر من جمال خاشقجي.
وفي 8 مارس/آذار، أقدم ضابط شرطة على احتجاز رئيس تحرير عمان.نت، داود كتاب، لمدة 90 دقيقة وأبلغه بوجود مذكرة توقيف في حقه، على خلفية شكوى قدمها ضده مستثمر أردني أمريكي كان موضوعَ تحقيق صحفي نُشر باسمه في 2019. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها مراسلون بلا حدود، كان من المقرر أن يمثل داود كتاب أمام المحكمة يوم 13 مارس/آذار، لكن الجلسة تأجلت إلى 6 أبريل/نيسان لعدم حضور المشتكي.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، “من المقلق للغاية توالي هذه الاعتقالات والمحاكمات بحق الصحفيين في غضون شهر واحد”، مضيفة أن “على السلطات الأردنية ألا تتساهل مع إساءة استخدام القوانين المتعلقة بالتشهير أو جرائم الإنترنت على نحو من شأنه أن يؤدي إلى انزلاق أمني”.
هذا ويُحاكَم أيضاً ثلاثة صحفيين استقصائيين من جنسيات مختلفة، فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، بسبب تحقيق يتعلق بأوراق باندورا، وذلك بتهمة “نشر معلومات كاذبة”. كما أُلقي القبض على أحد أعضاء طاقمهم في مطار عمان قبل الإفراج عنه بكفالة.
يُذكر أن الأردن يحتل المرتبة 129 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2021.