يأتي الإضراب ردا على ظروف السجن القاسية، بما في ذلك الإهمال الطبي.
نشر أولًا على مركز البحرين لحقوق الإنسان.
يدعو مركز البحرين لحقوق الانسان إلى تنفيذ مطالب مئات السجناء السياسيين المضربين عن الطعام منذ 7 أغسطس 2023 في سجن جو المركزي والذي انضّم فيه العديد من السجناء تدريجيًا مساندة ودعمًا لهذه المطالب حيث تخطت أعداد الذين انضموا للإضراب داخل السجون حاجز 730 سجينا. وعليه يبدي مركز البحرين قلقه البالغ على سلامة كافة المعتقلين خصوصًا بعد تسجيل العديد من حالات الإغماء في صفوفهم بسبب نقص معدل السكر في الدم من جراء الاضراب. وأكدت مصادر من داخل السجن لمركز البحرين أن إدارة السجن تتعاطى مع حالات الإغماء بتباطؤ وتتأخر في إسعافها ونقلها الى المراكز الطبية.
ويأتي الإضراب اعتراضًا على ظروف “الاحتجاز القاسية” التي يعانيها أغلب السجناء” من ضمنها احتجازهم في الزنازين لثلاثة وعشرين ساعة في اليوم، والسماح لهم الخروج الى التشمس وقضاء حوائجهم لساعة واحدة فقط، إضافة إلى شروط الزيارات القاسي ومنها: الحاجز الزجاجي وعدم السماح بزيارات أفراد عائلات السجناء ممن ليسوا أقارب من الدرجة الأولى كالأخوال والأعمام وغيرهم. كما وإن السجناء محرومون من توفير الرعاية الطبية المناسبة والحصول على التعليم المستمر إضافة إلى أنهم ممنوعين من حرية إحياء الشعائر الدينية والتي من ضمنها إحياء عاشوراء وعدم فتح المساجد في كافة أوقات الصلاة. ويطالب السجناء أيضا بزيادة أوقات الاتصالات وخفض كلفتها. هذا ورصد المركز العديد من الحالات داخل السجن التي تتعرض للانتهاكات والحرمان من الحقوق والإهمال الطبي من ضمنها ما يحصل مع الحقوقي البارز عبد الهادي الخواجة والسجين حبيب الفردان المصاب بورم في الدماغ، والسجين الستيني محمد حسن الرمل وغيرها من الحالات.
وتضامنًا معهم، شارك عدد من أعضاء مركز البحرين بالأضراب عن الطعام لأربعة وعشرين ساعة تضامنا مع مطالب السجناء المضربين. ومن داخل السجن انضم الحقوقي البارز المعتقل عبد الهادي الخواجة في 9 أغسطس الحالي إلى إضراب السجناء عن الطعام على الرغم من تدهور وضعه الصحي. كذاك شارك رموز المعارضة المعتقلين (الشيخ علي سلمان، الشيخ عبد الجليل المقداد، الاستاذ عبد الوهاب حسين، الشيخ محمد حبيب المقداد، الشيخ سعيد النوري، الشيخ عبد الهادي المخوضر، الشيخ ميرزا المحروس، الاستاذ محمد علي، الشيخ حسن عيسى) في 16 أغسطس في معركة الامعاء الخاوية ورفضوا تناول وجباتهم الغذائية تضامنا مع المعتقلين ومطالبهم المحقة.
ويخوض العديد من السجناء الإضراب عن الطعام في كل مرة كوسيلة للضغط من أجل الحصول على مطالبهم، في ظل تجاهل رسمي في أكثر المرات لهذه المطالب. وما يحصل مع الأستاذ حسن مشيمع المضرب عن الطعام الصلب منذ عامين والمعزول في مركز كانو الصحي خير دليل على ذلك. وأبدى مركز البحرين مرارًا قلقه على سلامة السجناء وحث الى الضغط على البحرين لتحسين أوضاع السجون ووقف الانتهاكات وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي.
وفي تعليق لها على الاضراب، قالت الخارجية الأمريكية الخميس 17 أغسطس 2023: “نحن على دراية وقلقون من تقارير الإضراب عن الطعام في سجن جو للإصلاح والتأهيل”، واشارت الى اثارة مسائل حقوق الإنسان مع لمسؤولين البحرينيين.
ومن هنا لا بد أن نشير إلى أن الانتهاكات الممارسة بحق السجناء وحرمانهم من الحقوق ينتهك القانون الدَّولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدَّولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافيَّة والعهد الدَّولي الخاص بالحقوق المدنيَّة والسياسيَّة (كلاهما وقَّعت عليهما البحرين) وقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لحماية السجناء من أي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن.
وبحسب المبادئ الأساسية للأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق السجين فيجب ان يعامل كل المعتقلين بما يلزم إلا لكرامتهم المتأصلة وقيمتهم كبشر. ولا يجوز التمييز بين السجناء على أساس العنصر أو اللون، أو الجنس أو اللغة أو الدين، أو الرأي السياسي أو الاحترام السياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد أو أي وضع آخر. ويجب احترام المعتقدات الدينية والمبادئ الثقافية للفئة التي ينتمي إليها السجناء، متى اقتضت الظروف المحلية ذلك.
وتبدي رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نضال السلمان قلقها البالغ على سلامة السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي وتدعو الجهات الرسمية الى النظر في أحوال السجناء الإنسانية بشكل طارئ.
وعليه يدعو مركز البحرين الامم المتحدة والدول الحليفة للبحرين الى الضغط على الحكومة من أجل:
- اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ السجناء من الإهمال الطبي وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمرضى منهم.
- الاستجابة العاجلة لمطالب المعتقلين لوقف اضرابهم وحمايتهم من الخطر الذي قد يصيبهم من جراء الاضراب.
- السماح لمقرري الامم المتحدة بزيارة السجون ولقاء السجناء المتضررين لإيصال مطالبهم الحصول على حقوقهم.