الشيء الذي لا تخبرك به المقالات والجوائز والسيرة الذاتية للناشط الإماراتي البارز أحمد منصور، كم هو من رفيقٍ كبير.
تم نشر هذا المقال اولاً على موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 28 أيار 2019
بقلم: براين دولى
الشيء الذي لا تخبرك به المقالات والجوائز والسيرة الذاتية للناشط الإماراتي البارز أحمد منصور، كم هو من رفيقٍ كبير.
تحظى إنجازاته بحقٍ على الاعتراف – فهو الحائز على جائزة مارتن إينالز للمدافعين عن حقوق الإنسان، وعضو في المجالس الاستشارية بمركز الخليج لحقوق الإنسان وكذلك قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش.
تحظى قضيته بحق بالاهتمام الدولي – دعا البرلمان الأوروبي، مقررو الأمم المتحدة الخاصون، ومنظمات حقوق الإنسان مراراً وتكراراً إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه.
وهو معروف في جميع أنحاء العالم بسبب نشاطه في مجال حقوق الإنسان ببيئة قمعية للغاية في الإمارات العربية المتحدة، كرمزٍ شجاع للمعارضة ضد حكومة لا تتحمل أي نقد مهما كانت سلمياً، حكومة تدعمها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة والقوى الكبرى الأخرى.
لكنه كبير أيضاً أن يكون موجوداً؛ فكاهياً، ذكياً، متواضعاً، وساخرا. قال لي منصور، “دعنا نواجه الأمر” عندما قضيت أسبوعاً معه في دبي قبل بضع سنوات، واضاف قائلاً، “عاجلاً أم آجلاً سوف يعتقلونني. ستكون هناك بعض الضجة لكن بالكاد ستكون موقفة للعرض.”
إنه محق في أن الصرخة التي أعقبت اعتقاله في مارس/آذار 2017 لم تؤثر على العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وداعميها الدوليين الأقوياء. في الأسبوع الماضي، قام الرئيس ترامب بتجميد اعتراضات الكونغرس على توفير المزيد من الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة (والمملكة العربية السعودية)، مستخدماً “سلطات الطوارئ” لإعطاء الضوء الأخضر لمزيدٍ من الطائرات والقنابل العسكرية من أجل الحرب والقمع.
ولكن هناك المزيد والمزيد من الأصوات التي تطالب بالإفراج عنه، حتى الآن من داخل الدوائر السياسية الأمريكية. أن قضيته الآن هي واحدة من تلك التي يتبناهامشروع الدفاع عن الحريات، الذي تديره لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان في الكونغرس الأمريكي.
أُدين منصور وحُكم عليه قبل عام، في 29 مايو/ايار، بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب نشاطه الحقوقي. وهو لا يزال بالحبس الانفرادي في جناحٍ للعزل بسجن الصدر في أبو ظبي. لا تحتوي زنزانته الصغيرة على سرير أو مياه جارية، ولا يستطيع الوصول إلى الحمام أو إلى مطعم السجن. لم يُسمح له بالخروج إلى ساحة السجن الرياضية إلا مرة واحدة خلال أكثر من عامين منذ إلقاء القبض عليه.
أن الإضراب عن الطعام مؤخرًا قد أضر بصحته، حيث أفادت تقارير من داخل السجن أنه بدا ضعيفاً بشكلٍ مقلق في أبريل/نيسان بعد عدم تناول الطعام لمدة ثلاثة أسابيع.
من الصعب التفكير في أنه يتحمل هذه الظروف المرعبة، محبوساً ومعزولاً في الوقت الذي تحتاج فيه الإمارات وجيرانها بشدة إلى دعاة مناسبين مثل منصور للمساعدة في بناء سياسات جديدة للديمقراطية والعدالة في المنطقة.
أذكره وهو يخبرني كيف استخدم، في فترة سابقة في السجن عام 2011، معرفته القانونية لتثقيف زملائه السجناء على نظام العدالة الجنائية الإماراتي، وساعدهم على كتابة موادٍ للدفاع عن أنفسهم. وأظهر للسجناء الذين تعرضوا للتعذيب كيفية توثيق ما حدث، وقدم لهم بيانات المنظمات الدولية لحقوق الإنسان حتى يتمكنوا من نشر الإنتهاكات على الملأ.
كلانا عضوفي المجلس الاستشاري لمركز الخليج لحقوق الإنسان. لقد أخبرني في دبي عن حياته وتعليمه في جامعة كولورادو، ونشاطه. لقد ثقفني عن القمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكفاحه ضده. وأوضح كيف يعمل جهاز أمن الدولة المخيف فيها، والبؤس الذي تسبب فيه له ولعددٍ لا يحصى من الآخرين. لكنه لا يزال يتعرف على الكوميديا في أمن الدولة الذي يسرق سيارته من خارج مركز للشرطة بينما يقوم هو برفع شكوى.
وقال عن كفاحه من أجل حقوق الإنسان في الإمارات أنه “يشبه الأمر أحيانًا تحريك الجبل الصخري بالحجارة.” وأضاف بقوله، “يقول كثير من الناس سراً أنهم يتفقون معي – أقول، تعال وانضم إلينا، الشجاعة معدية.”
لكنه كان في نهاية المطاف آخر ناشط حافظ على مواقفه في الإمارات العربية المتحدة عندما أتوا من أجله. أما الآخرون فقد تم إجبارهم في ذلك الحين على العيش في المنفى، أو تخويفهم ليصمتوا، أو دخلوا السجن بالفعل.
أن هذا ما يجعل التضامن الدولي معه في غاية الأهمية. يمكن لحكومة الإمارات العربية المتحدة إدانته في جناحٍ معزول، لكن يمكننا أن نظهر لهم أنه ليس وحيداً، وهو بعيد من النسيان. بينما نحتفل بالذكرى السنوية لإدانته وصدور الحكم ضده، تحدثوا عن أحمد منصور، انشروا المقالات عنه على وسائل التواصل الاجتماعي، وأخبروا حكومة الإمارات بإنكم تريدون خروجه من السجن، ليعود مع زوجته وأبنائه الأربعة، حيث ينتمي.
يمكنكم العمل من خلال صفحة النحرك لمركز الخليج لحقوق الإنسان أو عبرصفحة أصدقاء أحمد على الفيسبوك.
لمزيدٍ من المعلومات حول قضيته، اقرأ بيان الحقائق لمركز الخليج لحقوق الإنسان.
براين دولي عضو في المجلس الاستشاري لمركز الخليج لحقوق الإنسان. كتب هذه الإشادة عن أحمد منصور في ذكرى مرور عام على صدور الحكم ضده في 29 مايو/أيار 2019 . تابعوه على تويتر:dooley_dooley@