يبحث مركز الخليج لحقوق الإنسان في كيفية استخدام تكنولوجيا الزيف العميق لاستهداف المدافعات عن حقوق الانسان في المنطقة.
تم نشر هذا المقال أولاً على موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 14 تشرين الأول 2019
يعبر مركز الخليج لحقوق الانسان عن قلقه بشأن سوء استخدام ٍ محتمل لمحتوى “الزيف العميق” لاستهداف المدافعات والمدافعين عن حقوق الانسان في المنطقة. أنه بطمس الفرق بين الحقيقية والزيف، لذا تمثل تكنولوجيا “الزيف العميق” تحدياً ملحاً حيث انه من المحتمل سوء استخدام هذه التقنية لإنتهاك حقوق الانسان. وفي استخدام تعليم الآلة والذكاء الاصطناعي أصبح الأن من السهل جدا انتاج محتوى مكتوب أو مرئي مزيف ويبدو كالحقيقي. تتلاعب فيديوهات الزيف العميق في حضور وكلمات أياً كان المستهدف بهذه الفيديوهات. أن بعض أمثلة محتوى الزيف العميق تشمل محتوى ترفيهي عن طريق تغيير مقاطع من الأفلام السينمائية وتمتد لتشمل محتوى أكثر إشكالية مثل تزييف محتوى إباحي لإستهداف جندر معين.
تمثل التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج تحدياً للديمقراطية وحقوق الانسان إذا ما اسيئ استخدامها. ولذلك يكرر مركز الخليج لحقوق الانسان دعوة “مؤسسة الجبهة الإلكترونية” بعدم استعجال سياسات تقنين محتوى الزيف العميق كما شهد في الكونجرس الأمريكي في حالة قانون محاسبة الزيف العميق. أننا ملتزمين بموقفنا تجاه التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، فالتكنولوجيا ذاتها ليست محور قلقنا ولكن عواقب الاستخدامات الخبيثة على حقوق الانسان هي ما يقلقنا بالفعل. أن محتوى الزيف العميق قد يتم استخدامه في سبيل دعم وممارسة حرية التعبير والرأي عبر طريق استخدام سبل خلاقة وإبداعية مثل المحتوى الساخر. ومع ذلك، من الممكن أيضا استخدام نفس تلك التكنولوجيا لتزييف محتوى ما لتجريم أو لترهيب المدافعات والمدافعين عن حقوق الانسان، الحقوقيين والحقوقيات، والصحفيين والصحافيات ضمن حملات استهدافهم.
أن الاستهداف القائم على النوع الاجتماعي “الجندر” في محتوى الزيف العميق هو أكثرهم إشكالية حيث انه سهل الوصول الى الأدوات التي تنتج هذه المحتوى. ُتمكن بعض تطبيقات الهاتف إساءة الاستخدام وتزييف صور المرأة المستهدفة الى صور عارية لنشرها من بعد كمحتوى إباحي. ومن المثير للقلق أن هذا التطبيق لا “يعري” الرجال. مع علو أصداء أصوات المدافعات عن حقوق الإنسان وقوة جهودهم في المنطقة، يعبر المركز عن قلقه للحفاظ على سلام المدافعات من هذه الاستخدامات الخبيثة.
وتوضح منسقة برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان بالمركز وئام يوسف: “أن المنطقة مشهود لها بنظام أبوي متعدد الطبقات. ترفض المدافعات عن حقوق الإنسان العديد من التحديات ويقاومن القيود المفروضة عليهن من قبل هذا النظام. وفي حين أغلقت الحكومات الفضاءات المدنية بشدة، نجحت المدافعات عن حقوق الإنسان في إعادة استصلاح وإعادة احتلال مساحات المشاركة المدنية. وبابتكار، اتخذت المدافعات عن حقوق الإنسان الساحة الافتراضية كساحة بديلة للعمل والنشاط من خلال استخدامها للحشد و التأييد، الترسيخ، وإعلاء أصواتهم. ومع ذلك فإن المخاطر التي تحف نشاطهن عبر الإنترنت تتزايد، ونحن لذلك قلقون للغاية لأن هذه التكنولوجيا لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاستهداف على اساس الجندر ضد المدافعات عن حقوق الإنسان، خاصة من خلال حملات التشهير والتشويه، وهجمات الوصم المنهجية.”
تجتمع شركات التكنولوجيا بالعالم لتنقيح المحتوى الخبيث من المحتوى غير المؤذي للزيف العميق مستعدين للانتخابات الامريكية في عام ٢٠٢٠ ولكن محتوى الزيف العميق يؤثر أيضا على الديمقراطية وحقوق الانسان في دول أبعد من نطاق الولايات الأمريكية. أن هذا يدعو لجهود تشاركية في الدفاع والتثقيف في تأثير تكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج في شتى الدول وعلى مختلف الأصعدة.
وفي ظل هذا، يدعو مركز الخليج لحقوق الانسان منظمات المجتمع المدني والمجتمع التقني الدولي الى:
– اليقظة في مشاركة موارد كشف وابطال محتوى الزيف العميق الخبيث وخاصة باللغات المحلية؛
– مسأئلة الحكومات التي تستغل استخدام هذه التكنولوجيا في إيذاء المدافعات والمدافعين عن حقوق الانسان؛
– الالتزام بحماية حق استخدام هذه التكنولوجيا في التعبير الإبداعي طالما لا تتناقض مع حقوق الانسان؛
– تطوير أدوات وخطوط مساعدة لحالات الاستهداف القائمة على النوع الاجتماعي.