نيسان/ أبريل 2021 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: موجز عن الأخبار المتعلقة بحرية التعبير من تقارير الأعضاء في آيفكس والأخبار في المنطقة، تم إنتاجه من قبل محررنا الإقليمي نسيم الطراونة.
تُرجمت هذه المقال عن هذه النسخة الاسبانية الأصلية
المحتجون الفلسطينيون يقارعون الحواجز، والتهجير القسري، والتجسس الإلكتروني. قوانين الأخبار المزيفة تستهدف الصحفيين والناشطين في جميع أنحاء شمال إفريقيا. تأثير استثمار مصر في السجون. وكيف أصبحت سوريا ثقباً أسوداً للعاملين في الإعلام.
فلسطين: الفصل العنصري والتهجير القسري والهجمات الإلكترونية
أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريراً محدِداً خلص لأول مرة إلى أن إسرائيل ترتكب جرائم الفصل العنصري والاضطهاد ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. قام التقرير الذي يستند إلى سنوات من التوثيق والشهادات بتسليط الضوء على كيفية استخدام السلطات الإسرائيلية للقوانين العسكرية الصارمة لقمع النشاط اللاعنفي واستهداف الفلسطينيين بسبب “خطابهم المناهض للاحتلال، وحراكهم، وانتماءاتهم، والقيام بسجن الآلاف”، فضلاً عن حظر مئات منظمات المجتمع المدني، وإغلاق عشرات وسائل الإعلام.
تبدت التكتيكات القمعية الإسرائيلية بصورتها الكاملة في الأسابيع الأخيرة، حيث استخدمت القوات الإسرائيلية القوة المفرطة لتفريق الاحتجاجات في المنطقة الشرقية من القدس. احتج الشباب الفلسطينيون على التوغلات الإسرائيلية في الأماكن العامة تحت ستار قيود كوفيد-19، بما في ذلك منع دخول المصلين المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وإقامة حواجز لحظر التجمعات التقليدية حول ساحة بوابة دمشق. استخدمت القوات الإسرائيلية بكامل عتادها من معدات مكافحة الشغب مثل قنابل صاعقة، وعربات ترش “مياه ظربان” كريهة الرائحة لتفريق المتظاهرين. بلغت التوترات ذروتها في اشتباكات مع إسرائيليي اليمين المتطرف الذين نظموا مسيرات عنصرية معادية للعرب في المدينة.
مع إزالة السلطات للمتاريس في نهاية المطاف، حُشِدَ المتظاهرون الفلسطينيون نحو حي الشيخ جراح القريب الذي يواجه سكانه الإخلاء التعسفي من منازلهم. في سياق التهجير القسري المستمر للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، أثار أمر صادر عن محكمة إسرائيلية يحدد موعداً نهائياً للإخلاء الجماعي للأسر الفلسطينية في منطقة القدس الشرقية تضامناً واسعاً مع محنة سكانها، مما أدى إلى قيام القوات الإسرائيلية بقمع المتظاهرين بعنف.
[ترجمة: اقتحمت القوات الإسرائيلية حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لليلة الثانية يوم الثلاثاء، ورشت مياه الظربان واعتدت جسدياً على السكان واحتجزت متظاهرين متضامنين – بالصور]
[تحولت الاحتجاجات الفلسطينية في القدس الشرقية إلى عنف فيما حاولت الشرطة الإسرائيلية تفريق الحشد، حيث كان المتظاهرون يحتجون على الأوامر الإسرائيلية للأسر الفلسطينية بإخلاء منازلها في الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة.]
في غضون ذلك، اختفى الصحفي الفلسطيني علاء الريماوي قسراً من منزله في رام الله الشهر الماضي، حيث تم وضع الريماوي، الذي سلط عمله الضوء على وضع الصحفيين الذين سجنتهم السلطات الإسرائيلية، رهن الاعتقال الإداري، بدأ بعدها إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله.
بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام، لفت مركز مدى، عضو آيفكس، الانتباه إلى 17 صحفياَ فلسطينياَ محتجزين في السجون الإسرائيلية، ودعا المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على الإعلاميين الفلسطينيين، وتقديم الجناة إلى العدالة. كما أشارت المنظمة إلى مسؤولية السلطات الإسرائيلية عن ما لا يقل عن 53٪ من الانتهاكات التي ارتكبت ضد الصحفيين الفلسطينيين في العام الماضي وحده.
كما تعرض الصحفيون الفلسطينيون والمجتمع المدني للقمع على أيدي السلطات الفلسطينية؛ خلال الشهر الذي شهد إلغاء الرئيس عباس للانتخابات الأولى منذ 15 عاماً، اتهم تقرير على موقع فيسبوك الجناح السيبراني لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني بتنفيذ “عمليات قرصنة بدائية” تتكون من حوالي 300 حساب مزيف أو مخترق استهدف حوالي 800 شخص، بما في ذلك صحفيين، وناشطين، ومعارضين. في حين أدانت جماعات حقوق الإنسان المحلية التجسس الإلكتروني ودعت السلطات إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك، فإن تشكيل بيئة أكثر أماناَ على الإنترنت للمجتمع المدني الفلسطيني سيتطلب أيضاً مساءلة فيسبوك عن سجله الحافل الذي لا يتوقف في إزالة المحتوى المؤيد للفلسطينيين.
شمال إفريقيا: الإضراب عن الطعام والأخبار المزيفة
في المغرب، بدأ الصحفيان المسجونان عمر الراضي وسليمان الريسوني إضراباً عن الطعام في الأسابيع الأخيرة للفت الانتباه إلى احتجازهما غير العادل، وقد أدى التدهور السريع في صحتيهما إلى تصاعد الاحتجاجات في المجتمع المدني، كما لفت الانتباه إلى حالة الحريات الصحفية والحق في حرية التعبير في البلاد. يأتي سجنهما ضمن حملة قمعية أكبر تستهدف الصحفيين والناشطين المنتقدين للسلطات، حيث تم احتجازهما بتهمٍ مشكوك فيها، وتم تأخير محاكمتيهما ورفض الإفراج عنهما بكفالة. بسبب تدهور صحته، اضطر الراضي لإنهاء إضرابه عن الطعام بعد ثلاثة أسابيع، بينما يواصل الريسوني احتجاجه حتى كتابة هذه السطور. في الوقت نفسه، تم إطلاق سراح اليوتيوبر، شفيق العمراني بعد قضاء عقوبة ثلاثة أشهر بسبب مقاطع الفيديو الناقدة الخاصة به. قد قضى العمراني 89 يوماً من عقوبته في إضراب عن الطعام.
في الجزائر، واجه المتظاهرون المناهضون للحكومة في الحراك قمعاً متزايداً من جانب الدولة وتزايداً في الاعتقالات، وبدأ ما لا يقل عن 23 ناشطاً محتجزاً إضراباً عن الطعام لإدانة اعتقالهم غير العادل. قد حكم على الصحفي عبد الحكيم ستوان، المحتجز منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة التشهير و “الأخبار الكاذبة” بسبب تقاريره النقدية عن المسؤولين الحكوميين. كما تم اعتقال الصحفي رباح كاريش مؤخراً بتهمة “أخبار كاذبة” حيث يواجه حكماً بالسجن لمدة تتراوح بين سنتين وخمس سنوات بسبب تقاريره عن احتجاجات استخدام الأراضي من قبل المجتمعات القبلية في المنطقة الجنوبية للبلاد. تشير هذه الحالات إلى اتجاه متزايد في المنطقة بشكل عام من الحكومات التي تستخدم قوانين غامضة الصياغة لتجريم حرية التعبير عبر الإنترنت، وتأطير النقد المشروع والتقارير الصحفية على أنها “أخبار مزيفة”.
في تونس المجاورة، أدانت جماعات حقوقية هجوماً شنته الشرطة على صحفيين في مقر وكالة الأنباء الوطنية التونسية، وكالة تونس إفريقيا للأنباء (TAP). كان الصحفيون يعقدون اعتصاماً سلمياً للاحتجاج على تعيين سياسي مثير للجدل كمدير عام للوكالة، والذي ألغته الحكومة لاحقاً في خطوة مرحب بها.
[ترجمة: #تونس: احتجاج دعا إليه TunisieSnjt@ وانضم إليه المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية والأجنبية أمام @AgenceTAP @TapNewsAgency للتنديد باقتحام الشرطة لمباني وكالة تونس إفريقيا للأنباء والتعيينات الأخيرة ذات الدوافع السياسية والدفاع عن حرية الصحافة. #TAP_En ]
مصر تتابع استثمارها الذي لا يكل في السجون
يتحدث تقرير صادر عن عضو آيفكس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (ANHRI) بالتفصيل عن نظام السجون الواسع في البلاد، وكيف تم بناء 35 سجناً منها على مدى العقد الماضي لاحتجاز ما يقدر بنحو 65,000 سجين سياسي. كما عاين التقرير الانتهاكات العديدة المرتكبة ضد السجناء، وحرمانهم من الطعام، والحاجيات، والرعاية الطبية، فضلاً عن استخدام الآليات القانونية لإبقائهم قيد الاحتجاز السابق للمحاكمة إلى أجل غير مسمى .
كما أصبح سجن أفراد الأسرة تكتيكاً شائعاً في قمع الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بأوضاع السجون، حيث اعتقلت السلطات والد، ووالدة، وأخت الناشط المسجون عبد الرحمن الشويخ مؤخراً، بعد أن نشرت والدته مزاعم ابنها بتعرضه للاعتداء الجنسي والتعذيب على أيدي سلطات السجن.
مما يؤكد الحالة المزرية للسجناء في مصر، نفذت السلطات الإعدام الجماعي لـ 17 شخصاً أدينوا بسبب هجوم على مركز للشرطة في عام 2013 أسفر عن مقتل العديد من الضباط. وفقاً لمنظمة العفو الدولية، ارتفعت عمليات الإعدام في مصر بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بحيث تجاوزت مصر المملكة العربية السعودية لتصبح ثالث أكبر جلاد في العالم.
لفتت جماعات حقوق الإنسان الأنظار بشكل متزايد إلى تدهور حالة حقوق الإنسان في مصر وآلاف سجناء الرأي فيها في الأسابيع الأخيرة. انضمت آيفكس إلى أكثر من 20 منظمة في دعوة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتناول سجل النظام في انتهاك الحقوق قبل زيارة رئيس البنك رينو باسو للبلاد. وفقاً للرسالة المفتوحة، فإن الانتهاكات المتصاعدة لحقوق الإنسان تمثل عدم امتثال لتعليمات البنك بشأن التعددية الحزبية الديمقراطية.
كما ضغطت جماعات الحقوق على إدارة بايدن لتغيير مسارها في حزمة المساعدات العسكرية السنوية التي تبلغ 1.3 مليار دولار إلى البلاد من خلال إجبار النظام على تحسين سجله في الحقوق، والتأكيد على وعد حملة بايدن “بعدم تقديم المزيد من الشيكات على بياض لديكتاتور ترامب المفضل.”
في الوقت الذي تواصل فيه مصر حملتها القمعية على النقاد وأفراد أسرهم، شهدت الأسابيع الأخيرة أيضاً إطلاق سراح صحفيين واجهوا اتهامات “أخبار مزيفة” بما في ذلك خالد داوود، وسلافة مجدي، وحسام الصياد.
[ترجمة: الصحافية سلافة مجدي، مع زوجها حسام السيد، أفرج عنهما أخيراً من الاحتجاز السابق للمحاكمة بعد اعتقالهما في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. الافراج عن الصحفية #سلافة_مجدي وزوجها #حسام_الصياد بعد اعتقالهما بلا محاكمة منذ نوفمبر 2019 #مصر #Egypt ]
باختصار
لا يزال سجناء الرأي في البحرين معرضين للخطر وسط تفشي كوفيد-19 في سجون البلاد. على الرغم من إطلاق سراح عشرات السجناء، بمن فيهم شخصيات بارزة مثل الناشط محمد جواد برويز البالغ من العمر 75 عاماً، لا تزال ظروف السجن المروعة تهدد حياة السجناء مثل المدافع عن حقوق الإنسان، عبد الهادي الخواجة. قوبل المحتجزون الذين يحتجون سلمياً على ظروف سجنهم السيئة وعدم حصولهم على العلاج الطبي في سجن جاو بالقوة المفرطة على أيدي السلطات التي استخدمت قنابل صاعقة وضربت المحتجزين على رؤوسهم، مما أثار غضب مسؤولي الأمم المتحدة، كما تم عزل عشرات المحتجزين في السجن ولم يسمح لهم بالتواصل مع أسرهم ومحاميهم. في الوقت نفسه، واصلت أسر المحتجزين تنظيم مظاهرات ليلية للمطالبة بالإفراج عنهم.
وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن الحكم الأخير الذي أصدرته محكمة في كردستان العراق على ثلاثة صحفيين وناشطين بالسجن لمدة ست سنوات استند إلى إجراءات منقوصة للغاية وأدلة غير كافية، وقيل إن الرجال، الذين سجنوا بتهمة المشاركة في احتجاجات ضد الحكومة الإقليمية، احتجزوا بمعزل عن أي تواصل لعدة أشهر، دون القدرة على الاتصال بمحام.
جديد وجدير بالملاحظة
في سوريا، واجه الإعلام والصحفيون انتهاكات بسبب عملهم بمعدل مرة واحدة كل ثلاثة أيام، بحسب تقرير جديد من عضو آيفكس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. جاء التقرير، الذي يحمل عنوان “سوريا: الثقب الأسود للعمل الإعلامي”، نتيجة لعملية توثيق استمرت عشر سنوات قام بها عشرات المراقبين في البلاد، الذين سجلوا 1,992 انتهاكاً ضد وسائل الإعلام والعاملين في وسائل الإعلام بين آذار/ مارس 2011 ونهاية عام 2020.
يفحص مؤشر حرية الصحافة العالمي لمراسلون بلا حدود هذا العام كيف استخدمت الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الجائحة لتعزيز الأساليب الحالية لخنق الصحفيين والصحافة، في وقتٍ كانت فيه المعلومات هامةً جداً للصحة العامة.
أخيراً، تم الاحتفال بالفيلم الفلسطيني “الهدية”افتراضياً بعد فوزه بجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (BAFTA) لأفضل فيلم قصير الشهر الماضي. الفيلم، الذي حصل أيضاً على ترشيح لجائزة الأوسكار، يصور رجلاً فلسطينياً وابنته الصغيرة في تحديهما للجنود الإسرائيليين ونقاط التفتيش في جهودهما لشراء هدية لزوجة الرجل في ذكرى زواجهما. شكرت المخرجة الحاصلة على الجائزة فرح النابلسي “شعب فلسطين، الذي طال انتظاره للحرية والمساواة”.
[ترجمة: “لأي شخص شاهد هذا الفيلم.. ستعرف لماذا أهدي هذه الجائزة لشعب فلسطين.” farah_nabulsi@ تستلم جائزة بافتا البريطانية لأفضل فيلم قصير عن “الهدية”. @NetflixUK #EEBAFTAs]