مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة في لبنان، يبحث تقرير جديد من مؤسسة مهارات في تأثير حرية التعبير والإعلام في الأسابيع القليلة الأولى من الانتفاضة.
تم نشر هذه الدراسة اولاً على موقع مؤسسة مهارات بتاريخ 13 كانون الثاني 2020
حملت الانتفاضة الثورة التي عاشها لبنان ابتداء من 17 تشرين الاول حتى نهاية كانون الاول 2019 تحولات كبيرة في الحياة الاجتماعية اللبنانية من كل جوانبها ولا بد لها ان تترك انعكاسات كثيرة على مستقبل لبنان للسنوات المقبلة.
هذه الدراسة سعت لرصد وتوثيق ما رافق الثورة منذ اندلاعها على صعيد حرية الرأي والتعبير التي شكلت السلاح الاول للثوار والتي أتاحت لأصواتهم أن تصل الى كل بيت في كل مناطق لبنان والتي بلغ صداها مختلف دول العالم من خلال الاهتمام الذي واكبها في وسائل الاعلام العالمية. وقد تحدّى صراخ الثائرين كل المسؤولين السياسيين في سابقة لم يعرفها لبنان من قبل، فتركت تحولات عميقة على مجمل أفرقاء الفضاء العام من صحافيين ومؤسسات اعلامية وناشطين في الحقل العام ونقابيين وجامعيين.
انطلاقا من الحدث الذي تجسّده الثورة، وانطلاقا من حرية الرأي والتعبير التي جسّدت سلاح الثوار، تمّ توثيق ما له علاقة بحرية الرأي والتعبير منذ اندلاع الثورة في 17 تشرين الاول 2019 حتى مطلع كانون الاول 2019.
المعطى الذي تحوّل الى ظاهرة حقيقية هو أن حرية الرأي التعبير، خلال الثورة، بلغت حدا لم يعرفه لبنان سابقا، وتخطت حدود التعبير التقليدي الذي كان سائدا، فبلغ النقد الموجّه الى الطبقة السياسية حد التشهير والاتهام العلني بالفساد والسرقة، وبات هذا النقد خطابا يوميا للثوار يعبّرون عنه علنا عبر مختلف وسائل الاعلام والاتصال من دون خوف ومن دون تعابير منمّقة. من هذه الزاوية، استحق الحراك الشعبي تسمية “الثورة”لأنه كسر كل مبادئ التعبير الاعلامي الذي كان سائدا، وكسر حاجز الخوف من الملاحقات القضائية، وكأن الشارع أراد تحطيم صورة السياسيين، في غياب قدرته على ازاحتهم عن مناصبهم.
كذلك وسائل الاعلام والاتصال، على تنوعها، هي أيضا كسرت الكثير من القواعد المهنية والاخلاقية من خلال فتح الهواء للثائرين من دون ضوابط او مراقبة، أو من خلال نقاشات عنيفة، وبعض المرات من خلال صمتها غير المبرر (كما كانت الحال مع تلفزيون لبنان). فجاءت تغطيات التظاهرات والحراك واسعة جدا وأخذت حيّزا رئيسيا في بثّ بعض محطات التلفزيون، فبدت هذه المحطات جزءا من الثورة وتحولت الى امتداد للشارع المنتفض ومراّة له، فنقلت الثورة الى كل منزل وباتت مشاهدة محطات التلفزيون في تغطية التظاهرات وكأنها جزء من مساهمة المشاهدين في الثورة.
لذلك لم تكن وسائل الاعلام والاتصال بنظر الكثيرين مجرد وسيط ينقل الخبر، بل باتت صوت الانتفاضة من جهة وصوت رافضيها من جهة أخرى، وباتت تجسّد الانقسام الحاصل بين مؤيد ومعارض لها، كما بات يتم تصنيف اعلاميين بين مؤيد للانتفاضة ومعارض لها. وهذا ما تسبب بردات فعل عنفية في بعض المرات ضد الصحافيين خلال التغطيات الميدانية.
انطلاقا من هذا الدور الرئيسي/ المحوري الذي لعبته وسائل الاعلام والاتصال في هذه الانتفاضة، لا بد من توثيق كل ما أحاط بالانتفاضة لناحية حرية الاعلام والتعبير، بعدما تحوّل الرأي الى سلاح في معركة الشارع، فيما سعت قوى السلطة الى انتزاعه من الشارع والحد من استعماله.
ويمكن توثيق هذه الاحداث المرتبطة بحرية الرأي والتعبير في عناوين ثلاثة:
اولا: حملات قمع حرية الرأي والتعبير،
ثانيا: حرية التعبير سلاح الثورة،
ثالثا: المؤسسات الاعلامية في خضم الثورة.
لقراءة الدراسة الكاملة: رصد حرية التعبير والاعلام خلال ثورة 17 تشرين الاول