وفقًا للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) ، فإن الهجمات المستمرة ضد الصحفيين هي نتيجة لإفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب.
تم نشر هذا البيان أولاً على موقع المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) بتاريخ 17 تشرين الثاني 2019
يستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” تصعيد قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتها ضد الصحافيين/ات والحريات الاعلامية في فلسطين، التي كان ابرزها واشدها خطورة وقسوة فقدان المصور الصحافي معاذ عمارنة عينه اليسرى جراء اصابته بشظية رصاصة اطلقها قناص اسرائيلي عليه يوم امس الاول الجمعة، الامر الذي تلاه قمع واسع وعنيف لاعتصام سلمي نظمه الصحافيون الفلسطينيون في مدينة بيت لحم اليوم الاحد (17/11/2019) تضامنا مع زميلهم عمارنة.
ووفقا لمتابعات مركز “مدى” فان مجموعة من الصحافيين ( بينهم معاذ عمارنة الذي يعمل مصورا لدى شركة GMediaللإنتاج الإعلامي ولدى وكالة سند وهي وكالة فلسطينية تبث من بريطانيا) كانوا وصلوا حوالي الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم الجمعة (15/11/2019) الى منطقة غرب صوريف (شمال غرب محافظة الخليل) لتغطية احتجاج سلمي نظمه الأهالي ضد مخطط استيطاني اسرائيلي جديد لمصادرة مئات الدونمات لصالح جدار الفصل العنصري، وأثناء تواجد الأهالي وصلت عدة دوريات من قوات “حرس الحدود الإسرائيلي” وبدأ الجنود بإبعاد الأهالي عن المنطقة تحت تهديد السلاح، واستمر الامر حتى الواحدة إلا ربعاً، حيث تجمهر في ذلك الوقت حوالي 10 شبان وبدأوا برشق الحجارة تجاه الجنود، فيما ابتعد الصحفيون عشرات الامتار عن مكان تواجد الشبان. وبعد نحو نصف ساعة (حوالي الساعة حوالي 1:15 دقيقة)، أطلق أحد القناصة الاسرائيليين عيارا ناريا (يرجح أنه من نوع تؤتؤ) من المكان الذي كان يتمركز فيهذاك الجندي على مسافة نحو 80 مترا. في تلك اللحظة أصيب أحد الشبان وقد سمع في ذات اللحظة صوت شخص اخر يصرخ، تبين أنه الصحفي معاذ عمارنة، وكانت عينه تنزف دماً، حيث نقل إلى المستشفى الأهلي في الخليل، وبعدها بساعتين تم نقله للجمعية العربية بمدينة بيت لحم وبقي هناك حتى المساء وكان يعاني من نزيف حاد، وعند الثالثة من فجر يوم امس السبت تم نقله الى مستشفى “هداسا عين كارم” حيث أجريت له أول عملية لاستخراج الشظية من عينه، وقد تبين أنها قريب جدا من الدماغ، وينتظر ان يقرر الأطباء اليوم الاحد بخصوص إجراء عملية جراحية له بسبب احتمالية حدوث نزيف.
ولم تكتف قوات الاحتلال باصابة عمارنة الذي فقد عينه، بل انها لم تترد اليوم الاحد (17/11/2019) في قمع اعتصام سلمي نظمه الصحافيون في بيت لحم تضامنا مع زميلهم عمارنة، بصورة عنيفة، واغرقت تجمع الصحافيين بقنابل الغاز الخانق واعتدت على العديد منهم ما اسفر عن اصابة ما لا يقل عن 10 منهم حيث اصيب منجد منجد جادو(مدير شبكة pnn) بقنبلة غاز في رأسه، فيما اصيب الصحفيون ثائر فاخوري،ورائد الشريف مراسل الغد العربي، ونضال سلهب مصور الغد العربي، وعبد المحسن شلالدة بقنابل غاز مباشرة في اقدامهم، في حين اصيب الصحفي محمد اللحام، من شبكة “معا” وهو رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحافيين الفلسطينيين بحالة تشنج جراء الغاز الخانق، كما واصيب ساري جرادات وعلي العبد بحالات اختناق شديدة استدعت نقلهمالى المستشفى، كما وصادر جنود الاحتلال كاميرا الصحفية صفية قوار من راديو بلدنا، واعتقلوا الصحفيين احمد تنوح من وكالة “معا” وحمد طقاطقةبصورة عنيفة، ونقلوهما الى النقطة العسكرية الاسرائيلية القريبة من المكان (اخلي سبيلهما عند حوالي الواحدة ظهرا).
ان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” واذ يتمنى الشفاء العاجل للزميل معاذ عمارنة ولجميع الزملاء الذين طالهم قمع الاحتلال الاسرائيلي، فانه جدد مطالبته بملاحقة مرتكبي جميع هذه الاعتداءات لا سيما القناص الاسرائيلي الذي اطلق النار صوب الزميل عمارنة وكل من تورط من مسؤوليه بذلك، وتقديمهم للمحاكمة، ويؤكد مجددا ان جريمة اطلاق النار على الزميل عمارنة واستمرار وتصاعد الاعتداءات ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين انما هي نتاج لافلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب.