يحث الائتلاف الفلسطيني للحقوق الرقمية مؤسسة ويكيميديا على إعادة تقييم موقفها واتخاذ إجراءات حاسمة.
نشر أولًا على حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي.
إلى ماريانا إسكندر
الرئيس التنفيذي لمؤسسة ويكيميديا
الموضوع: تخوفات بشأن موقف مؤسسة ويكيميديا في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة
يعبر الائتلاف الفلسطيني للحقوق الرقمية عن قلقه البالغ بشأن تجاوز مؤسسة ويكيميديا الصريح عن التصدي للإجراءات الإسرائيلية المتعمدة خلال الحرب المستمرة على غزة في بيانها الأخير “تحديثات حول الأزمة في غزة وإسرائيل“، الذي صدر في الأول من كانون الأول، ودعوتها في بيانها الصادر في الخامس من ذات الشهر إلى “الاتصال غير المقيد للإنترنت والوصول إلى المعرفة في غزة.“، فقد شعر الائتلاف بقلقٍ مضاعف بشأن الدور الذي لعبه جيمي ويلز، المؤسس المشارك وعضو مجلس إدارة ويكيميديا، في إدامة المعلومات المضللة عبر الإنترنت حول الحرب، والذي يتناقض بشكلٍ صارخ مع مهمة المنظمة المتمثلة في مكافحة المعلومات المضللة، مما أدى إلى إثارة الشكوك حول نزاهة مؤسسة ويكيميديا. إن رؤية مثل هذه البيانات المخيّبة للآمال من المؤسسة بعد ثمانية أسابيع من صمتها التام حول الفظائع ومواصلة المؤسس المشارك وعضو مجلس الإدارة تضخيم المعلومات المضللة المؤيدة للحرب، أمر محبط.
يشير الائتلاف إلى أن استخدام اللغة السلبية والمراوغة للإشارة إلى قطع الإنترنت في غزة، كما لو أنها حدثت من فراغ، يمثل تجنبًا لمواجهة العمليات المتعمدة لقطع الإنترنت التي تتجلى في الانقطاع المستمر والمنهجي للاتصالات. إضافة إلى ذلك، إنّ الالتزام بـ “الحياد”، خاصة في سياق عدم التماثل الشديد لا ينبغي أن يطغى على الالتزام بإدانة الهجمات المتعمدة، بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية التعليمية مثل الجامعات والمدارس والمكتبات العامة والمحفوظات التاريخية وغيرها، فضلًا عن الهجمات التي تستهدف بشكل متعمّد البنية التحتية المتبقية للاتصالات ومنع الوقود، الذي يؤدي إلى الإنقطاع الكامل للاتصالات.
يعبّر الإتلاف أيضًا عن قلقه بشأن المعايير المزدوجة الواضحة والمستخدمة داخل مؤسسة ويكيميديا، ويسلط الضوء على التناقض الشديد الظاهر في كيفية عرض المؤسسة دعمها القوي لمجتمع ويكيبيديا الأوكراني، حيث نشرت “لقد واصل المتطوعون الأوكرانيون بشكلٍ بطولي إضافة المحتوى وإجراء التعديلات على ويكيبيديا ومشاريعها الأخرى لضمان استمرارية وصول الناس في كل مكان إلى معلومات محايدة وموثوقة في أوقات الأزمات، وإظهار إيماننا المشترك بالمعرفة كحق من حقوق الإنسان.” وفي الوقت نفسه، فإن نقص الكهرباء والاتصال في غزة يحد بشكل شديد من وصول الناس إلى الإنترنت ووسائل الاتصال الأساسية أثناء تعرضهم للقصف، مما يؤدي إلى غياب صوت السكان في قطاع غزّة وتعبيرهم عما يحدث. لقد استهدفت إسرائيل بشكلٍ متعمد الصحفيين/ات والمصورين/ات والمؤثرين/ات على وسائل التواصل الاجتماعي الذين استخدموا منصاتهم على الإنترنت لنشر المعلومات خارج غزة. فشلت مؤسسة ويكيميديا في تقديم تضامن مماثل وتوسيع نطاق مجتمع ويكيبيديا الفلسطيني في غزة، حتى عندما تم استهداف وقتل بعض المساهمين/ات في ويكيبيديا في القصف الإسرائيلي العشوائي.
يعرب الإتلاف عن صدمته تجاه موقف مؤسسة ويكيميديا المغيب عن نشر معلومات مضللة محتملة من قبل المؤسس المشارك ويكيبيديا وعضو مجلس إدارة مؤسسة ويكيميديا، جيمي ويلز. من بين المنشورات التي قام بتضخيمها عدة مرات، منشورات تضمنت ادعاءات مغلوطة عن رواية “الأطفال مقطوعي الرأس”، إضافةً إلى ادعاءات لا أساس لها من الصحة في أعقاب حادثة تفجير المستشفى المعمداني. وقد استخدمت إسرائيل مثل هذه الادعاءات الكاذبة لتبرير العقاب الجماعي وإضفاء الشرعية على هجماتها الوحشية على السكان المدنيين في غزة. إن هذا السلوك، الصادر عن الشخص الأكثر تأثيرًا في مجتمع ويكيبيديا، يتعارض مع مهمة المنظمة المتمثلة في مكافحة المعلومات المضللة ويلقي ضوءًا سلبيًا على نزاهتها.
يحث الائتلاف الفلسطيني للحقوق الرقمية مؤسسة ويكيميديا على إعادة تقييم موقفها واتخاذ إجراءات حاسمة في ضوء الهجوم المستمر على غزة، ويشدد على أهمية عمل المؤسسة على مراجعة اتصالاتها والاعتراف بطبيعة الهجمات على غزة، بما في ذلك استهداف الاتصالات والبنية التحتية التعليمية، وتقديم الدعم المستمر لمجتمع ويكيبيديا الفلسطيني، ومواءمة استجابتها بنفس القوة الذي تظهرها للمجتمعات المتضررة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يشدد الإتلاف على أهمية قيام مؤسسة ويكيميديا بمعالجة وتصحيح التناقضات الواضحة داخل قيادتها، مع التركيز على ضرورة القيام بالمساءلة والالتزام بقيم المؤسسة الأساسية في مكافحة المعلومات المضللة. يجب على ويكيميديا الحفاظ على نزاهتها من خلال الدفاع عن الحياد مع التنديد بنشاط بالمعلومات المضللة المتعمدة ودعم المجتمعات التي تمر بأزمات، بالتضامن العادل.