تفحص الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تقريرها السابع عن حالة الإنترنت في المنطقة العربية، تطور المعركة بين المستخدمين والحكومات من أجل الحقوق الرقمية في المنطقة.
تم نشر هذا التقرير أولاً على موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 22 نيسان 2020
مقدمة
لولا الانترنت لاستتب الأمر للحكومات العربية بكل ما عهد عنها من قمع واستهانة بسيادة القانون وعداء لحرية التعبير، فالمعركة لم تنتهي ،بل هي تشبه النيران المكتومة تحت الرماد، قد يصدر عنها بعض الدخان ليظنها البعض قد انطفئت ، لكنها مازالت مشتعلة ، فالشعوب ليس مقدرا لها الحياة تحت الاستبداد.
باستثناءات بسيطة ، غابت أو غيبت احزاب وحركات المعارضة عن الساحة ، وبقيت معارضة الجمهور ، المواطنين ، على الانترنت ، ليصبح هو ليس فقط ميدان الصراع بين حكومات تعادي الديمقراطية وجمهور متعطش لها ، لكنه ايضا أداة بيد من يتطلع للامام والمستقبل والنور ، بيد الجمهور ، ولاسيما الشباب.
هذا باختصار ما ينبئنا عنه تقرير الانترنت السابع للشبكة العربية.
ومنذ صدر التقرير الاول عن الانترنت والحكومات العربية في يوميو 2004 ، حيث اعتادت الشبكة العربية أن تصدر تقريرها نحو كل عامين ، فإن المعركة مازالت مستمرة ، لم يحسم الامر لأي من طرفي النزاع ، الحكومات بمؤسساتها المختلفة ، والشعوب باستخدامها الانترنت ورغبة التغيير.
فالانترنت يرى ويسمع ويسجل كل شاردة وواردة ، سواء اخبار أو أراء أو فيديو أو صورة ، ومهما حاول البعض أن يحذف ويمحو تنصلا من موقف أبداه أو خبر نشره أو رأي اعلنه أو فيديو بثه ، فهو يظل موجود ومتاح ، وببعض البحث الدقيق سوف يجده ، الانترنت أرشيف حي ، لا يموت
أكثر من نصف سكان العالم العربي يستخدمون الانترنت ، وأكثر من الثلث يستخدم شبكة فيسبوك ،
فبين نحو 420 مليون مواطن عربي ، يتجاوز عدد مستخدمي الانترنت 220 مليون ، ونحو 159 مليون مستخدم للفيس بوك.
انتكست الثورات العربية ، لكنها لم تمت ، ثورات الكرامة والعدالة الاجتماعية لا تموت ، قد يخفت صوتها ، لكنها لا تزول ، واذا كانت الموجة الأولى التي شملت 6بلدان ” تونس ، مصر ، اليمن ، سوريا ، ليبيا ، البحرين” قد خبت بعض الشيئ ” باستثناء تونس ” ، فالموجة الثانية ليست منبته الصلة بالموجة الأولى ” الجزائر ، السودان ، العراق ، لبنان”.
ودائما كان الانترنت حاضرا ويساعد ويدعم مطالب التغير، سواء فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب ، فضلا عن عشرات اومئات المواقع المستقلة التي تقدم اعلام يسعى بجدية للعمل المهني الذي اطاحت به سيطرة الحكومات العربية ، سواء بالحذف والمنع أو الحجب والتشهير أو السطحية وتمجيد الحاكم ، كل حاكم.
الحجب لم يفيد ، الجمهور مازال يشارك في صناعة الاخبار وتدقيق المنشور ، والخبر المحجوب في موقع أو جريدة ، سوف تجده على موقع اخر او على شبكات التواصل الاجتماعي.
رغم ان هذا الجمهور الذي يستخدم الانترنت كوسيلة للتغيير ، يدفع الثمن ! فأكثر من 70 %من سجناء الرأي ، وكان رأيهم سببا في ملاحقتهم ، كتبوه على الانترنت.
كله على الهواء،
وكما يقول المثل العربي الشهير : الشمس ما تتغطاش بالغربال.
وكذلك الانترنت لا يمعوقه حجب أو منع.
فالانترنت يرى ويسجل ، ويتيح لمن يرغب المعلومة والرأي والخبر.
الرجاء الضغط هنا، لقراءة التقرير كاملاً.