أبريل/نيسان 2022 في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: تقرير حول حرية التعبير، بالاستناد إلى تقارير أعضاء آيفكس وأخبار المنطقة، من إعداد المحرر الإقليمي في آيفكس، نسيم الطراونة.
تُرجمت هذه المقال عن هذه النسخة الأصلية
محاكمة مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مقاطع فيديو ” خادشة للحياء ” في مصر؛ استهداف منهجي لصحفيين فلسطينيين يبلغ حد “جرائم الحرب”؛ صحفيون يحاربون برامج التجسس بيغاسوس؛ تشديد عقوبات قانون الجرائم الإلكترونية في سوريا.
مصر: دعوة للمساءلة في قضية هدهود، و#FreeAlaa، والإفراج عن سجناء سياسيين
دعت جماعات حقوقية، بينها أعضاء آيفكس في مصر، إلى المساءلة في الوفاة المأساوية للباحث الاقتصادي، أيمن هدهود أثناء احتجازه لدى الدولة. بحسب التحقيقات، اختفى هدهود، عضو حزب الإصلاح والتنمية الليبرالي، قسراً في أوائل فبراير/ شباط، حيث تلقت أسرته تقارير متضاربة حول مكان وجوده، لكن في 9 أبريل / نيسان، تم إخطار أسرته بالحضور لاستلام الجثة من مشرحة مستشفى العباسية للصحة العقلية في اليوم التالي، حيث ورد أنه توفي قبل شهر من تاريخه.
صرحت الجماعات الحقوقية في بيان: “يجب محاسبة الأطراف المتورطة في مجريات الأيام الأخيرة من حياته، كما يجب استجوابهم فيما يتصل بما حدث له، سواء كانوا من الأمن الوطني، أو النيابة العامة، أو مستشفى العباسية وإدارتها، أو هيئة الطب العدلي”.
في 16 أبريل / نيسان، اعتقلت قوات أمن الدولة الصحفي، أحمد الباهي بتهمة “التحريض على العنف”. أفاد مراسل صحفي في موقع مصراوي الإخباري المحلي المستقل أن الباهي اعتقل بسبب تغطيته الإخبارية عن مقتل شاب في مدينة السادات في 15 أبريل / نيسان، حيث طلبت الشرطة في مكان الحادث من الباهي التوقف عن التصوير وعدم نشر أي معلومات متعلقة بالقضية، وبالرغم من امتثاله للطلب، تم القبض عليه في اليوم التالي.
حسب شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين:
“لقد أصبح من المعتاد أن تقوم السلطات المصرية بإغلاق التحقيقات الصحفية في القضايا السياسية وحقوق الإنسان وسجن الصحفيين الذين يقومون بتغطيتها.” ” ومع ذلك، فإن إغلاق التحقيق في حادث يبدو أنه غير سياسي يمثل هجومًا واضحًا على قطاع الصحافة في مصر ككل.”
بدأ الناشط البارز، علاء عبد الفتاح إضرابًا عن الطعام خلال الشهر الماضي، لا يزال مستمراً حتى الآن، احتجاجًا على سجنه الجائر؛ وقد دقت عائلته وناشطون مختلفون ناقوس الخطر مرارًا بشأن تدهور صحته. من جانب آخر، وفي بُعد جديد في قضيته، فقد نال عبد الفتاح وشقيقتيه منى وسناء الجنسية البريطانية مؤخرًا، من خلال والدتهما، ليلى سويف، أستاذة الرياضيات والناشطة في مجال حقوق الإنسان، والتي ولدت في لندن. قدم عبد الفتاح مطالب بمقابلة القنصلية البريطانية، والسماح له بالتواصل مع محامين في المملكة المتحدة، خلال زيارة أسرته له في السجن الشهر الماضي.
[ترجمة: بدأ أهم سجين سياسي في مصر @Alaa علاء عبد الفتاح إضرابا عن الطعام في وقت سابق من هذا الشهر، خلال عامه الخامس في سجن طرة الوحشي في مصر. قالت شقيقته، سناء سيف، إن حراك عائلتها “لم يعد قضية سياسية” بل أصبح “مسألة بقاء”. ]
في الشهر الماضي، تم تعيين أعضاء جدد في لجنة العفو الرئاسية المكلفة بمراجعة قضايا السجناء السياسيين، والتي كانت خاملة منذ إنشائها في عام 2016. باعتبار مصر واحدة من أكبر سجاني المعارضين السياسيين في العالم، فقد أعاد إحياء اللجنة الأمل مجددًا لمزيد من الإفراجات للسجناء السياسيين.
جاءت الأنباء وسط عفو رئاسي قبيل عيد الفطر شهد إفراجا عن 41 سجيناً سياسياً؛ من بينهم، وليد شوقي، أحد مؤسسي حركة 6 أبريل، والناشط السياسي حسام مؤنس، والناشطة رضوى محمد، بالإضافة إلى مجموعة من الصحفيين، من ضمنهم عامر عبد المنعم، وهاني جريشة، وعصام عابدين، ومحمد صلاح، وعبده فايد؛ احتجزوا جميعا منذ شهور، دون محاكمة، ويواجهون تهماً تتراوح بين “نشر أخبار كاذبة” و”إرهاب”.
تيكتوك “خادش للحياء” ومحاكاة ساخرة واسعة الانتشار
تم تخفيض عقوبة السجن بحق المؤثرة المصرية في تيك توك، حنين حسام، والمتهمة “بالاتجار بالبشر” من عشر سنوات إلى ثلاث سنوات خلال إعادة المحاكمة. وفقًا لجماعات حقوقية، فإن القضية جزء من حملة أمنية واسعة أطلقتها النيابة العامة ضد صانعات المحتوى بسبب مقاطع فيديو خاصة بهن على الإنترنت. كانت حسام تواجه تهما “بالاعتداء على قيم المجتمع” قبل تبرئتها واتهامها “بالاتجار بالبشر” من خلال تشجيعها لنشاط “خادش للحياء” على وسائل التواصل الاجتماعي.
في الوقت نفسه، اعتقلت السلطات ثلاثة منشئي محتوى لنشرهم مقاطع فيديو ساخرة على تيك توك. بحسب ما ورد، احتُجزت المجموعة بتهمة “نشر أخبار كاذبة” على خلفية أغنية ساخرة تندب التضخم المتفشي في البلاد، أغنية حصدت على ملايين المشاهدات.
حكمت محكمة مصرية على المغنيين، حمو بيكا وعمر كمال بالسجن لمدة عام، بالإضافة إلى غرامات مالية بتهم غامضة تتعلق “بالتعدي على القيم والمبادئ الأسرية، واستغلال مقطع فيديو يظهر رقصاً وغناءً بهدف الربح”. تنبع التهم من مقطع فيديو انتشر بشكل واسع في أكتوبر / تشرين الأول 2020 للفنانين وهم يغنون مع الراقصة البرازيلية، لوردانا، وقد حصد الفيديو على أكثر من عشرة ملايين مشاهدة.
[ترجمة: #مصر: حكم على مطربي مهرجانات بالسجن لمدة عام أو دفع غرامة بسبب هذا الفيديو –الذي ظهر فيه حمو بيكا وعمر كمال مع الراقصة الشرقية لورديانا – حيث وجهت إليهما تهمة الإساءة إلى الأخلاق العامة – ربما قضية نقابة المهن الموسيقية أيضًا]
حسب جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “على السلطات المصريّة ألا تقاضي الموسيقيين لمجرّد تعبيرهم الفني. يجب إلغاء القيود الفضفاضة المستخدمة لإدانة هذين الرجلين”.
فلسطين: الاستهداف المنهجي للصحفيين يبلغ مستوى “جرائم الحرب”
أسفرت عمليات التوغل التي قامت بها القوات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف خلال شهر رمضان عن تصاعد الاعتداءات على المصلين والصحفيين الذين كانوا يغطون المشهد؛ وقد تم تداول صور الصحفيين الذين يتم استهدافهم عمدا على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رصد عضو آيفكس، المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي.
[[ترجمة: مشهد اليوم داخل باحة المسجد الأقصى في القدس. أصيب اثنان من الصحفيين في هذا الفيديو بطلقات مطاطية. كلاهما فلسطينيان. عرّف الجميع أنفسهم للقوات الخاصة الإسرائيلية على أنهم صحفيون باللغات الإنجليزية، والعربية، والعبرية بشكل واضح. @VICENews]
تم تقديم شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية، الشهر الماضي بدعوى “الاستهداف المنهجي” الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين، وعدم التحقيق في مقتلهم والذي يرقى إلى مستوى جرائم حرب. الشكوى المقدمة من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، و” إنترناشونال سنتر أوف جاستس فور بالاستينيانز” [مركز العدل الدولي للفلسطينيين (ICJP)]، تسلط الضوء على قضايا الصحفيين الفلسطينيين، أحمد أبو حسين، وياسر مرتجى، ومعاذ عمارنة، ونضال اشتية، الذين تعرضوا إما للقتل أو الجرح برصاص قناصة إسرائيليين، أثناء تغطيتهم للمظاهرات.
نسبة إلى أنتوني بيلانجر، الأمين العام للإتحاد الدولي للصحفيين: “إن استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في فلسطين ينتهك الحق في الحياة وحرية التعبير. يجب إجراء تحقيق كامل في هذه الجرائم “.
سجلت مراسلون بلا حدود أكثر من 140 انتهاكًا إسرائيليًا ضد الصحفيين الفلسطينيين، خلال السنوات الأربعة التي انقضت منذ مقتل الصحفي الفلسطيني أحمد أبو حسين برصاص قناص إسرائيلي أثناء تغطيته لإحدى مظاهرات “مسيرة العودة الكبرى” الأسبوعية بالقرب من الحدود الإسرائيلية في قطاع غزة.
في غضون ذلك، وفي إطار الكفاح من أجل محاسبة شركات المراقبة الإسرائيلية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، رحب ائتلاف الحقوق الرقمية الفلسطينية (PDRC) برفع دعوى قضائية، مؤخرًا، ضد مجموعة أن أس أو ((NSO الإسرائيلية لاختراقها هاتف المحامي الفلسطيني الفرنسي، والمدافع عن حقوق الإنسان، صلاح حموري؛ وقد كشف تحقيق أجري في عام 2021 عن تعرض هاتف حموري للاختراق بشكل غير قانوني من قبل برنامج التجسس الشائن بيغاسوس التابع لشركة التكنولوجيا، “مما حرمه من حقه في الخصوصية من بين أمور أخرى”. دعا الائتلاف إلى الوقف الفوري لبيع، ونقل، واستخدام برنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة إن أس أو، من بين مطالب أخرى.
باختصار
قبل الانتخابات البرلمانية في لبنان في 15 مايو/ أيار، كشف تقرير صادر عن مؤسسة مهارات، عضو آيفكس، أن المرشحات والناشطات في الساحة السياسية اللبنانية يواجهن هجمات ذات طابع جنسي، بما في ذلك التنمر الالكتروني والتهديدات بالعنف الجنسي.
قطر: مع اقتراب كأس العالم 2022، تستمر قطر والفيفا في مواجهة مزيد من التدقيق بشأن التزاماتهما المتعلقة بحرية الصحافة؛ وفي هذا السياق، دعا عضو آيفكس، مركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)، السلطات إلى إطلاق سراح عدد من المواطنين الذين شاركوا في، أو دعموا احتجاجات سلمية ضد قوانين الانتخابات التمييزية خلال العام الماضي.
السودان: أخفت قوات الأمن قسرا، واحتجزت بشكل غير قانوني، مئات المتظاهرين، منذ ديسمبر / كانون الأول 2021، كما عرّضتهم لسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، بما في ذلك تجريد الأطفال من ملابسهم، وتهديد النساء بالعنف الجنسي. وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، يُحتجز المتظاهرون عادةً في مرافق الشرطة أو في أماكن غير معلنة قبل نقلهم إلى السجن، لكن دون المثول أمام محكمة أو وكيل نيابة؛ يقول محمد عثمان، باحث السودان في هيومن رايتس ووتش: “يُشكّل الاستهداف الوحشي للمتظاهرين محاولة لبثّ الخوف، وقد أفلت إلى حد كبير من الرقابة الدولية. على مدى شهور، انتهكت قوات الأمن واحتجزت بشكل غير قانوني مئات الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، الذين يُعبَّرون عن معارضتهم للحكم العسكري”.
سوريا: وفقًا لمركز الخليج لحقوق الإنسان، إن قانون الجرائم المعلوماتية الذي تمت المصادقة عليه مؤخرًا قد يؤدي إلى سجن سوريين لمدة تصل إلى 15 عامًا بسبب حرية تعبيرهم على الإنترنت. القانون المحدث، الذي يشدد العقوبات على نشر المحتوى الالكتروني الذي تجده الحكومة مرفوضًا، يحتوي على عدة مقالات غامضة التعريف، تنتهك الحق في حرية التعبير، وتهدد الحقوق الرقمية والخصوصية على الإنترنت.
البحرين: واصلت السلطات نبذ المعارضين السياسيين، وإغلاق الفضاءات المدنية والسياسية بشكل منهجي، بالإضافة إلى كتم الأصوات المعارضة قبل الانتخابات المقبلة على مدى العام الماضي، حسبما قال مركز البحرين لحقوق الإنسان في تقريره الأخير عن حالة حقوق الإنسان الأليمة في البلاد. يسلط التقرير الضوء على اختراق هواتف المدافعين عن حقوق الإنسان في العام الماضي باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس، بالإضافة إلى قانون مقيد جديد يهدف إلى السيطرة على الأصوات المعارضة في البرلمان.
الأردن: تم الكشف عن استهداف أربعة صحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان أردنيين ببرنامج التجسس “بيغاسوس” التابع لشركة “إن أس أو”، وفقًا لتقرير مشترك صادر عن مجموعة حقوقية “فرونت لاين ديفندرز” ومجموعة الحقوق الرقمية “سيتيزن لاب”؛ تتضمن القائمة الصحفية سهير جرادات ومحامي حقوق الإنسان مالك أبو عرابي، مع احتمالية كون الوكالات الحكومية الأردنية وراء الهجمات.
جدير بالملاحظة في التعبير الفني
في 3 مايو/ أيار، أطلقت الشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير (CRNI) ومؤسسة “فريدوم كارتونستس” شراكة دولية موحدة لمنح جوائز لرسامي الكاريكاتير. تتناوب جائزة كوفي أنان للشجاعة في الرسوم الكاريكاتورية مع جائزة روبرت راسل للشجاعة في الكارتون من CRNI مرتين سنويا، في إطار الجهود المستمرة “لتكريم المساهمات غير العادية لحرية التعبير والتي يقدمها رسامو الكاريكاتير التحريريون والسياسيون، على الرغم من أصعب الظروف.”
في 25 مايو/أيار، ستكون المنظمة غير الربحية الإيرانية “پيكان أرت كار” واحدة من ثلاثة متلقين لجائزة “فاتسلاف هاڤل” للمعارضة الإبداعية لهذا العام. جمع المشروع الفني للمنظمة فنانين إيرانيين معاصرين في الشتات للدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، مستخدمين سيارة كانت مملوكة لديكتاتور في وقت سابق كلوحة فنية. كانت سيارة پيكان هذه عبارة عن هدية من الشاه الإيراني، محمد رضا بهلوي إلى الديكتاتور الروماني، نيكولاي تشاوشيسكو، لكنها أصبحت الآن وسيلة للتعبير الإبداعي لفنانين إيرانيين في المنفى، بحيث تنتج تصميمات تلفت الانتباه، بشكل خاص، إلى النضال من أجل حريات أعضاء مجتمع الميم المضطهدين في إيران.