إن مقتل هذا العدد الكبير من الصحفيين في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن أمر غير مسبوق، حسب 18 منظمة غير حكومية في رسالة إلى الممثل السامي جوزيب بوريل.
نشر أولًا على مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.
[من المحرر] أثناء نشر هذه المقالة، نقف لدى آيفكس شاهدين على التصعيد الفظيع للعنف في فلسطين وإسرائيل، وفي هذا السياق شديد القلق، نعرب عن تضامننا مع أعضاء آيفكس، مدى وحملة وإعلام و Visualizing Impact، ومع زملائنا في المنطقة، حيث انتشرت تبعات الصراع إلى حدودهم.
السيد جوزيب بوريل فونتيليس
الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية لدى الاتحاد الأوروبي
لقد قُتل ما لا يقل عن 83 صحفيًا وإعلاميًا في إسرائيل وغزة ولبنان، جراء أعمال عدائية بين القوات الإسرائيلية والجماعات الفلسطينية واللبنانية المسلحة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعدما نفذ مقاتلو حماس هجمات مروعة وأخذوا رهائن في إسرائيل. هذا العدد الكبير من القتلى بين صفوف الصحفيين، خلال مثل هذه الفترة الوجيزة، لم يسبق له مثيل، وله آثار واضحة وعميقة على قدرة الجمهور، بما في ذلك مواطنو الاتحاد الأوروبي، على معرفة مجريات صراع محتدم، له آثاره المحلية والإقليمية والعالمية. ومن ثم، نكتب إليكم نناشدكم التحرك فورًا وبشكل حاسم لتعزيز الظروف الملائمة والآمنة لتغطية إعلامية لمجريات وتطورات هذه الأعمال العدائية.
وفقًا للجنة حماية الصحفيين، قتل عدد كبير من الصحفيين، خلال الأسابيع الـ 10 لهذه الأعمال العدائية، يزيد عن أعداد القتلى من الصحفيين في أي بلد آخر على مدار عام كامل. إذ قُتل 4 صحفيين إسرائيليين في هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما قُتل ما لا يقل عن 76 صحفيًا فلسطينيًا في الأسابيع التالية لهذا الهجوم، وثلاثة صحفيين لبنانيين، جميعهم تقريبا على يد قوات الجيش الإسرائيلي. فضلًا عن أدلة متزايدة حول تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف هؤلاء الصحفيين في بعض الحالات. كما تشير تقارير موثوقة صادرة عن منظمات حقوقية وإعلامية إلى أن غارات الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان في 13 أكتوبر/تشرين الأول التي أودت بحياة صحفي رويترز عصام عبد الله وأصابت 6 صحفيين آخرين من رويترز والجزيرة ووكالة الأنباء الفرنسية؛ كانت هجمات غير قانونية ومتعمدة.1 وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بتعمد استهداف سيارة كان يستقلها صحفيون في 7 كانون الثاني/يناير، مما أسفر عن مقتل اثنين منهم، وإصابة آخر بجروح خطيرة. وفي حالتين أخريين على الأقل، أفاد صحفيون بأنهم تلقوا تهديدات من مسئولين إسرائيليين وضباط من جيش الدفاع الإسرائيلي قبل مقتل أفراد أسرهم في غزة. وسواء كان هذا القتل مستهدف أو عشوائي، وإذا كان ارتكباه عمدًا أو بتهور، هو في كل الأحوال جريمة حرب، قالت المحكمة الجنائية الدولية إنه موضع تحقيق من جانبها.
يواجه الصحفيون المعنيون بتغطية الحروب تحديات جمة ومتواصلة تتجاوز خطر الموت الوشيك، منها على سبيل المثال رفض إسرائيل ومصر السماح للصحفيين الدوليين بالوصول لغزة إلا تحت حراسة عسكرية إسرائيلية، فرض قيود على التقارير،2 وإغلاق الإنترنت والحيلولة دون وصول الأخبار والشهادات من غزة إلى العالم الخارجي، والاحتجاز التعسفي، والمضايقة والترهيب. وفوق كل ذلك، تطلب الحكومة الإسرائيلية من وسائل الإعلام في إسرائيل تقديم تقارير مفصلة عن الحرب إلى مكتب “الرقابة” لمراجعتها، وتحظر الإبلاغ عن الموضوعات المهمة ذات الاهتمام العام المتعلقة بالحرب في غزة. هذا بالإضافة إلى التهديد بالانتقام لواحدة من أقدم الصحف المحلية في البلاد، هآرتس، بسبب تغطيتها للحرب، والتهديد بإغلاق المكاتب المحلية لوكالات الأنباء الأجنبية.
يصف الاتحاد الأوروبي علاقته مع إسرائيل بأنها “واحدة من أوسع وأعمق العلاقات التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي مع أي دولة في العالم”. وبناء عليه، سيتم الحكم على الاتحاد الأوروبي من منطلق كيفية ضمان هذه العلاقة التزام جميع أطراف النزاع بالقانون الدولي، بما في ذلك حماية الصحفيين المدنيين، وضمان تمكينهم من التغطية الصحفية بحرية وأمان لكل جوانب النزاع. لذلك نحثكم على؛
- دعوة جميع أطراف النزاع المسلح علنًا إلى احترام حق الصحفيين في تغطية الأعمال العدائية، وضمان سلامتهم، وحقهم في مغادرة غزة إذا أرادوا، والامتناع عن القتل العشوائي والمتعمد للصحفيين، وإجراء تحقيق فوري وشامل في جميع الهجمات المرتكبة بحقهم، ومحاسبة الأفراد الذين تثبت مسئوليتهم عنها.
- مطالبة إسرائيل ومصر بالسماح للصحفيين الدوليين بالوصول المستقل إلى غزة، وبأن تكف إسرائيل عن قطع الاتصالات وأن تتخذ أي خطوات ضرورية لضمان سلامة الصحفيين في غزة.
- مطالبة إسرائيل بالسماح بمرور معدات الحماية الشخصية الخاصة بالصحفيين في غزة والضفة الغربية، والمواد المستخدمة من قبلهم، مثل الخوذات والسترات الواقية من الرصاص وشواحن الهواتف وبطاقات الـ SIM وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
- دعم إجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومستقلة حول وقائع قتل الصحفيين، وإنهاء نمط الإفلات من العقاب القائم منذ فترة طويلة، والمتعلق بتكرار قتل الصحفيين على يد الجيش الإسرائيلي.
نشكر اهتمامكم بهذه الأمور.